حوارات وتحقيقات

الأحد - 23 يناير 2022 - الساعة 11:08 م بتوقيت اليمن ،،،

الوطن العدنية/كتب_عبدالكريم سالم السعدي


لاندري لماذا تصر قنوات المملكة العربيه السعودية وتابعتها الامارات على تعمد إساءة الإختيار لضيوفهما خصوصا عندما يتعلق الامر بالجنوب ، وهل هذه السياسة في اظهار السيء تهدف إلى إرسال رسالة للعالم بأن هؤلاء يمثلون انموذجا للجنوب وبالتالي فإنه من الخطر الاستجابه لمطالب الجنوب في الاستقلال واستعادة الحق !!!

الحقيقة أنني تحت الحاح وتواصلات المتسائلين رأيت ان لابد من أبداء الرأي حول ماورد في آخر مقابلة لاحدى هذه القنوات والتي كان محتواها بالمجمل من وجهة نظري يمثل نتيجة طبيعية لفترة الترويض التي تعرضت لها قيادة الانتقالي ووفدها المفاوض ، كما أرى أنها حملت تفسير لسر صمت الانتقالي خلال الفترة الماضية أمام المتغيرات الكثيرة والكبيرة التي شهدتها وتشهدها الساحة اليمنية ..

وبعيدا عن إصرار القناة على جر الحوار إلى اتجاهات محددة وتجنب الولوج في مضمار تشعب الأسئلة والتي لاحت امكانياتها ومناسباتها كثيرا في مشوار تضاربات ردود الزبيدي وتناقضاتها فإنني سوف أركز على نقاط معينه وبما يسمح به الحيز ..

اولا :
لم يكن الزبيدي صادقا في كثير مماطرحه وكان منصاعا لالتزاماته تجاه الطرف الإقليمي الداعم لمكونه أكثر من انصياعه للقضية التي يتحدث عن تمثيلها فجاءت كثير من الردود مجافية للحقيقة.

ثانيا :
افتقد الزبيدي للحصافة السياسية حين اتهم نائب رئيس الشرعية بأنه يقف على رأس من أسماهم الإخوان وأنه هو من يُفرّخ ويصنع القاعدة والمنظمات الإرهابية في عدن متناسيا ان مكونه قد أصبح جزءا من الشرعية التي يمثل علي محسن نائبا لرئيسها ، فمثل هذا الطرح يمثل إساءة مرؤوس(الزبيدي) لرئيسه(محسن) كما أن هذا الطرح قد يحرج المُستضيفين للرئيس والمرؤوس معا الاخوة (السعوديين).

ثالثا ،:
تأرجح خطاب الرجل كثيرا خلال دقائق اللقاء في ردوده مابين لسان حال المسؤول الحكومي ولسان حال الثائر التحرري وظهر كالراقص على السلم خصوصا عندما تناول مطالبته للتحالف بضرورة دعم فكرة وجود خفر سواحل لحماية المياه الإقليمية دون اي صفة رسمية تؤهله لذلك إذا مانظرنا إلى ان الزبيدي لم يُعين بعد نائبا للرئيس اليمني وهي الرغبة التي ينتظر الرجل تحقيقها ويناضل لأجلها منذ اليوم الأول والتي عبر عنها في سياق تفس الحديث لاحقا حين قال نصا (( لو كان بيدي أن اعمل أو اتخذ قرارات جمهورية لما تأخرت!!!!))

رابعا :
تخلى الزبيدي عمليا عن خطاب تمثيل الجنوب دون ان يتنبه في جانب من طرحه وتناقض في جانب آخر حول نفس الموضوع فعندما يتحدث الزبيدي ان برنامج مكونه يحمل ثلاثه اهداف معا وان الفصل فيها للشعب يؤكد وصوله عمليا إلى نهاية مزحة التفويض والتمثيل فالمُفوض يطرح الهدف الذي تم تفويضه على اساسه ويناضل لتحقيقه ويتجاوز مسألة التصويت والاستفتاء لأن التفويض قد حل محلها..

خامسا :
عندما يقول الزبيدي نصا (نحن نمثل إرادة شعب الجنوب ونحن معه في مايقرره ويختاره لنفسه )!!
فإن الطرح هنا يناقض نفسه ويتعارض مع المشاريع الثلاثة المتناقضة التي يحملها برناج مكونه السياسي بل أن الطرح هنا يظهر فاقدا للتجانس والتناسق والوضوح ، وكان الأجدر به ان يقول( نحن نمثل إرادة شعب الجنوب وملتزمون بتحقيق هدف من نُمثل ارادتهم) ، او يقول (نحن جزء من شعب الجنوب ويعلن هدفه كمكون ويعبر عن احترامه لما يقرره شعب الجنوب في النهاية !!
هنا فقط يستقيم الطرح ، فلا يلتقي خطاب تمثيل إرادة شعب الجنوب مع خطاب تقرير المصير خصوصا انك تتحدث كممثل ومفوض من قبل الشعب !!!!

سادسا :
في اعتقادي ان الزبيدي عندما أورد خيارات (استعادة الدولة ، والوحدة الإندماجية ، واليمن الاتحادي ) وبعضها بالمناسبة اهداف مأخوذة من برامج الحراك الجنوبي ومؤتمر القاهرة(الرئيس علي ناصر محمد) كان يقصد التحدث عن ما سيُكتب في بطائق الاستفتاء للجنوبيين ولم يكن يتحدث عن أهداف يسعى مكونه لتحقيقها لأن الأهداف متناقضة في مضمونها وبالتالي من الصعب أن تكون اهداف لمكون واحد وكان الأجدر بالزبيدي ان يقول مثلا هدفنا استعادة الدولة ، أو هدفنا اتحادي من إقليمين واستفتاء لشعب الجنوب ، او يقول هدفنا وحدة اندماجية واستفتاء لشعب الجنوب!!
ختاما :
عبارات وردت في سياق اللقاء لا أدري ماذا ارادت بها القناة وظيفها وهي :-
(1)
غريمنا وعدونا الاخوان المسلمين !!!
(2)
الادارة الأمريكية ارتكبت خطأ حين اخرجت الحوثي من قائمة الارهاب !!

للتذكير:

هدف استعادة (دولة الجنوب ماقبل عام 90م) كان ومازال يمثل صراع بين قوى الجنوب المؤمنه بهدف الجنوب العربي وبين القوى التابعة للحزب الاشتراكي اليمني !!!!

بعد الختام الواضح من المقابلة أنها جاءت فقط ليعلن من خلالها الزبيدي ان مكونه اصبح الوريث الشرعي للحزب الاشتراكي اليمني في أي نظام يمني يقوم لاحقا وهي المكافأة التي تحصل عليها الانتقالي في مواجهة قوى الجنوب الرافضة لنهجه وتوجهاته وذلك من قبل الإقليم ، وما المشاريع الثلاثة المتناقضة التي تم حشرها في دولاب الزبيدي إلا تأكيد لسقوط هدف الجنوب العربي الذي ركب به الانتقالي على ظهور المُستغفلين من ابناء الجنوب !!!

عبدالكريم سالم السعدي
23يناير 2022م