حوارات وتحقيقات

الجمعة - 14 يناير 2022 - الساعة 09:20 م بتوقيت اليمن ،،،

الوطن العدنية/كتب/عمار قائد التام


كان لدينا خلال دراستنا في السودان زميل صاحب نكتة، و في مرة من المرات زار مجموعة من الطلاب اليمنيين الساكنين في بيت قديم ، و كان زميلنا مولعي قات يابس ، دخل عندهم و هو محصور، فطلب إستخدام الحمام، و الحمام كان قديم و الماء يتجمع في أرضيته مما يجعل البعوض يتجمع فيه بكثرة، تأخر زميلنا في الحمام و البعوض شغله من تحت ، فلما خرج كان يحك مؤخرته بقوة من لدغات البعوض، و قال لأصحاب البيت : يا جماعه أول مرة في حياتي اتمنى أن معي سُبْلَه (يعني ذيل) ، قالوا له :ليش، قال : من شان إذا دخلت حمامكم أجلس براحتي و هي تكون تنش البعوض..

أحياناً تنحصر أمانينا و تتضاءل لتنحصر على حل اشكالاتنا الآنية ، مشاكلنا الحالية، و عندما تصبح الحياة هكذا فلتعلم أنها أصبحت جحيماً لا يطاق ، أصبح صاحبها يتعامل معها بالقاعدة الشعبية المعروفة " ما بدا بدينا عليه "، ينتظر فقط مشكلة أخرى كي يتعامل معها بما يستطيع ، لا يفكر في المستقبل و لا يفكر في رفاهية الحياة ، يموت في داخله الطموح و تنتحر بين ضلوعه الأمنيات، لا يريد فقط إلا أن يصل إلى ذلك اليوم الذي يأتي فيه أجله ، طمعاً في حياةٍ أخرى بعد الموت، تنتهي فيها الانتهازيات و ينعدم فيها الظلم في حضرة ربٍ كريم..

هذا هو حال الشعب اليمني الذي قُتل طموحه بأيدي تجار الحروب و أمراء الأزمات الذين يقتاتون من دمه، فقد انحصرت أماني اليمنيين لتصبح أبلغ أمانيهم اليوم لا أن يعيشوا بهدوء ، لأنهم اعتادوا العيش وسط المآسي و الأحزان ، بل انحصرت أمانيهم على الحصول على دبة بترول ، و ما أقسى الحياة عندما تصبح أكبر أمانيها دبة بترول.. نريد أن نعيش كبشر لكن هناك من لا يريد لنا حتى عيش الحيوانات ، تقاتل الحياة حتى تجد اللقمة ثم لا تجد أين تطبخها.. غابت عدالة الأرض، و ننتظر عدالة السماء يا الله..

#تخديرة 🩺