إسلاميات

الجمعة - 10 ديسمبر 2021 - الساعة 12:10 ص بتوقيت اليمن ،،،

الوطن العدنية/إعداد القاضي أنيس جمعان

الحديث النبويّ الشريف :
➖➖➖➖➖➖
*▪️يُعتبر الحديث النبويّ من مصادر الـتشريع الإسلاميّة، فهوَ كُلّ ماصدرَ عن الصادق المصدوق سيّدنا مُحمّد صلّى الله عليهِ وسلّم من قولٍ أو فعلٍ أو تقرير أو صفةٍ خَلقيّة أو خُلُقيّة، وقد وصلَ إلينا حديثُ رسولِ الله صلّى الله عليهِ وسلّم من خِلال مايُعرف بالرواية، وهيَ أن يرويَ الرجال بسندٍ يتصل برسولِ الله صلّى الله عليهِ وسلّم من خلال سلسلةٍ من الرواة الثقات العُدول، وقد أهتمّ عُلماء المُسلمين بعِلم الحديث واهتموا بطُرُق الرواية وتصنيف الحديث إلى درجات بحسب قوّة الحديث وصحّته وضعفه، وفي هذا المقال سنتطرّق لإحدى طُرُق إخبارنا بالحديث وهوَ الحديث المُتواتر، فما هوَ الحديث المُتواتر وماهيَ أبرز شُروطه التي تجب فيه ..*

*معنى الحديث المُتواتر :*
➖➖➖➖➖➖
*▪️الحديث المتواتر لغةً من التتابع، أي جاء الشيء على أثر شيءٍ سبقه، أو جاء على عقبه وتراً وتراً أي فرداً فرداً، وقيل أن بينهما فترة، كما قال آخرون إن التواتر بدون فترةٍ أي مدة، ومن ذلك قوله تعالى (ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَى)[١]، أي يأتي رسول بعد رسول، وفي الاصطلاح فإن معنى الحديث المتواتر " ما بلغت رواته في الكثرة مبلغاً أحالت العادة تواطئهم على الكذب، ويدوم هذا فيكون أوله كآخره، ووسطه كطرفيه كالقرآن والصلوات الخمس " كما ذكر الجرجاني في مختصره.[٢]*

*تعريف الحديث المُتواتر :*
➖➖➖➖➖➖
*▪️هيَ إحدى طُرُق الإخبار بالحديث النبويّ الشريف، حيث إنَّ كلمة التواتر في اللُغة تعني التتابع والتتالي، أمّا تعريف معنى الحديث المُتواتر في الاصطلاح الشرعيّ فهوَ الحديث الذي رواه جمعٌ من الرواه وعددٌ كثير منهُم بحيث يتّصف هؤلاء الرواة بالثقة والدقّة في النقل والأمانة والصِدق، ويستحيل أن يتّفقوا على الكذب ويتواطؤوا عليه ..*

*▪️ونقصد بتواتر الحديث كما أسلفنا أن تتمّ روايته من عدد كبير، ولتوضيح هذا الأمر نُبيّن أنَّ عُلماء الحديث الذين اهتمّوا بالرجال الرواة للحديث قد قسّموا تاريخ الرواة من الرِجال إلى طبقات، وبالتالي فإنّ لكلّ سندٍ من الأسانيد طبقة من الرواة، وهُنا يكون الحديث المُتواتر هوَ رواية الحديث بعدد كبير من الرواة في كُلّ طبقة من طبقات سند هذا الحديث، حيث أختلفَ العُلماء في عدد الرواة الذي يكون عليهِ الحديث المُتواتر في كُلّ طبقة فكانَ أقلّ هذا الكثير هوَ عشرةٌ من الرواة ممن يتصفونَ بالأمانة والثقة واستحالة التواطؤ على الكذب ..*

*▪️وحتّى يكونَ الحديث موصوفاً بالتواتر بينَ هؤلاء الرجال الكثرة الثقات من الرواة فيجب أن يكونَ مُرتبطاً بالحسّ لديهِم؛ كأن يكونَ خبرهُم المتواتر فيهِ أننا سمعنا أو رأينا وغير ذلك من المُسندات الحسيّة في الرواية، وبناء على دقّة الحديث المُتواتر ودقّة شُروطه فهوَ حديث يُؤخذ به بشكل لايقبل التردّد وبشكلٍ جازمٍ قاطع، فهوَ حديثٌ صادقٌ صحيح مقبولٌ عندَ جميعِ أهل العِلم ..*

*▪️وفي ظِلّ خبر التواتر في الحديث وشروطه القويّة نجد أنّهُ ليسَ بالكثرة التي عليها أحاديث الآحاد وهي الأحاديث التي رويت من شخصٍ واحد وعلى خِلاف شُروط الحديث المُتواتر، فمِن الأحاديث المُتواتة نذكر حديث نضَّرَ اللهُ امرأً، والحديث الذي عن رفع اليدين في الصلاة وغير ذلك من الأحاديث المُتواترة التي هيَ أقلّ من غيرها من الأحاديث المروية بخبر الآحاد .*

*شروط الحديث المُتواتر :*
➖➖➖➖➖➖
*▪️إنّ شروط الحديث المتواتر هي :[٣]*
----------------
*(١) أن يكون عدد رواة الحديث كثير بحيث يستحيل تواطؤهم على الكذب ..*

*(٢) أن يروي هذا الجمع الكثير عن جمع مثله من أول السند إلى منتهاه ..*

*(٣) مصاحبة خبرهم إفادة العلم لسامعه، ومعنى العلم درجته وطريقة الحصول عليه، فإمّا أن يكون العلم ضروري أي حصل بمجرد السماع بدون بحثٍ أو نظر، أو أن يكون حصل ببحثٍ وتحرٍ ونظر ويسمى العلم النظري ..*

*(٤) أن تكون روايتهم عن حس، ومعنى أن يكون محسوساً أي يدرك من خلال إحدى الحواس كالسمع أو البصر.[٤]*

*العدد الذي يحصل به التواتر :*
➖➖➖➖➖➖
*▪️لايوجد عددٌ معين مُحدد لرواة الحديث حتّى يكون متواتراً، بل يجب أن يكون العدد كثيراً بمايحقق استحالة تواطئهم على الكذب، وقيل أن يكون العدد ما فوق الأربعة رواة، وذهب أصحاب الشافعيّ أنّه لايحصل التواتر في الحديث بأقل من خمسة قياساً على عدد أولي العزم من الرسل، وقيل عشرة رواةٍ؛ لأنّ ما دون العشرة يفيد الآحاد، وقيل اثنا عشر، وقيل عشرون، وقيل أربعون، وقيل سبعون، وقيل ثلاثمئة وبضعة عشر قياساً على عدد المسلمين يوم بدر، وقد عقّب أبو يعلى الفراء الحنبليّ على هذه الآراء، ورأى بأنّه لايشترط عدد معين، ذلك أنّ العدد الكثير للرواة قد يتواطؤوا على الكذب، ولايحصل العلم بخبرهم، بينما قد يحصل العلم بأقل من هذا العدد.[٥]*

*أنواع الحديث المُتواتر :*
➖➖➖➖➖➖
*▪️ينقسم الحديث المُتواتر إلى نوعين هما :[٥]*

*الحديث المُتواتر اللفظي:*
--------------------------------
*▪️هو الحديث الذي يتفق رواته في لفظه، ومن ذلك على سبيل المثال أن يُقال فتحت مدينة كذا عن طريق فلان، فيروي ذلك عدّة رواة بلفظٍ واحدٍ أو بلفظ مقارب وبمايدل دلالةً صريحةً على نفس المعنى المقصود ..*

*الحديث المُتواتر المعنوي:*
---------------------------------
*▪️هو الحديث الذي تختلف فيه ألفاظ الرواة، إلّا إن ألفاظهم تدل على نفس المعنى بقدرٍ مشترك ..*

*▪️من موقع موضوع - مراد الشوابكة- طلال مشعل*

*المراجع:*
-----------
*(١) ↑ سورة المؤمنون ، آية: 44.*
*(٢) ↑ الإمام أبي عبد الله محمد بن جعفر الكتاني ، نظم المتناثر من الحديث المتواتر (الطبعة 2)، مصر: دار الكتب العلمية ، صفحة 9،10،11. بتصرّف.*
*(٣) ↑ الإمام أحمد بن علي بن محمد بن حجر العسقلاني (2008)، نزهة النظر في توضيح نخبة الفكر في مصطلح الأثر (الطبعة 2)، صفحة 39. بتصرّف.*
*(٤) ↑ الإمام أبي عبد الله محمد بن جعفر الكتاني ، نظم المتناثر من الحديث المتواتر (الطبعة 2)، مصر: دار الكتب السلفية ، صفحة 11. بتصرّف.*
*(٥) ^ أ ب الإمام جلال الدين السيوطي (1985)، قطف الأزهار المتناثرة في الأخبار المتواترة (الطبعة 1)، بيروت : المكتب الإسلامي ، صفحة 9،8،6، 11. بتصرّف.*
----------------------------------