أخبار محلية

الإثنين - 18 أكتوبر 2021 - الساعة 03:51 ص بتوقيت اليمن ،،،

الوطن العدنية/خاص

شن الكاتب الصحفي اليمني محمد دبوان المياحي هجوما لاذعا على رئيس الحكومة الدكتور معين عبدالملك واصفا إياه بكتلة لحم فائضة عن الحاجة لا تشبع جائعًا ولا تهب أملا لأحد .

وقال المياحي في منشور على صفحته على الفيس بوك رصده محرر صحيفة الوطن العدنية: لم يكن لدي موقف محدد تجاه هذا الرجل (معين عبدالملك)، كنت أراه وجهًا سياسيًا صاعدًا ومن خارج الطبقة القديمة والرثة، ومنذ بداية تقلده لمنصبه، ظللت أرفض تلك المواقف المسبقة ضده، وصوت ما في داخلي يقول:
إنه امتحان لنا نحن الشباب، نهجو النخب القديمة، ننتشي وننجح في تعريتها..لكن ماذا لو منحت الفرصة لوجه جديد.. إذًا ها هو معين قادم، امنحوه فرصة، إنه شخصية حرة، بلا تأطير سياسي خانق ولا تمترسات مقيدة، لربما يتمكن من إدارة توازن جيد في هذه المرحلة.

وأضاف: مرت ثلاث سنوات والرجل أكثر عطالة من كهول البلاد، لقد شاخ في الأربعين. يا للبرود الذي يتمتع به هذا الرجل، اطمئنان مريض ينبئ عن خدر في الروح أكثر منه سكينة مبررة.

وقال المياحي بأن معين عبدالملك بلا أثر ملموس ولا شخصية مكتملة الملامح، لا هو ذو تاريخ في السياسة ولا ذو قابلية لمراكمة هذا النوع من الخبرة، ولا هدف له في الأفق يشتغل عليه، ظل يتحرك ببطء، يمشي بمحاذاة الجدار، بنعومة كناشط يخشى أن يخرج عن النص فيُطرد من عمله.

وتساءل بالقول: هل هذا رئيس وزراء بلاد تتعرض لأسوأ محنة وجودية في تاريخها، هل أنجز مهمة يستحق الخلود والاحترام لأجلها، باستثناء، ملامحه المرتبة، شعره المصفف، نبرته المنخفضة، حضوره المنعدم، سياسته الأشد عدمية، هل تناسب ظرفًا عصيبًا كهذا..؟

وتابع قائلا: في أكتوبر 2018، بعد توليه منصبه، كتب المسلمي، جملة كثيفة تشرح شخصية الرجل، قال فيها: "سلوكياً فمعين عبدالملك من النوع الذي لا يقول "لا" لأحد أو لشيء، وهو لا يغضب لأحد أو من أحد ولا لشيء أو من شيء، ويمكن أن يتحدث لساعات دون أن يقول شيئاً، ليست له عداوات ولا شراكات استراتيجية، فلا هو قريب أو بعيد من أي أحد، ذلك أنه دوما قريب فقط من المكان الذي يقف فيه عادة في تلك اللحظة" أنانيًا، لا يكترث لشيء سوى الحفاظ على منصبه ولو طارت بلاد بكاملها. سيظل يأمل بأن يظل رئيس وزراء وذلك هو الأهم بالنسبة إليه.

ولفت المياحي إلى أن معين لا يريد أن يخسر طرفًا أو جهة، يريد أن يكسب الكل فينتهي بخسارة نفسه، لا يريد أن يثير حفيظة أولاد زائد ولا يتجاوز تعليمات السفير، لا يغضب لسقوط جبهة ولا يشعر بالحزن لعجز مواطن عن شراء حليب لطفله.

وأشار إلى أن موضوع العملة، كان نقطة الامتحان المركزي لمعين، لا هو نجح في تثبيت عملة بلد ولا أفلح في تحقيق مكسب سياسي أو عسكري في عهده، ولا حتى أجاد اتخاذ موقف تاريخي يحفظ للبلاد سيادتها ويحرج عبث الحلفاء بها.

مضيفا: كان 'بحاح" شبه ناجح اقتصاديًا وانتهازي في السياسة، جاء "بن دغر"، لم يحقق نجاح في الاقتصاد، وربما فقد السيطرة على الملف بكامله؛ لكنه أظهر جدارة سياسية في إدارة الموقف العام في البلد، ثم أتبعهم معين، فلا هو أفلح في وقف هاوية العملة ولا نجح في صناعة موقف سياسي حازم تجاه شيء.

ولفت إلى إنه حالة سديمية مستفزة، نموذج لسياسي رتيب، تلميذ لم يحصد درجة تؤهلة للبقاء، في الحرب والسلم في السياسة والاقتصاد، في الداخل والخارج، كتلة لحم فائضة عن الحاجة، لا تشبع جائعًا ولا تهب أملا لأحد.

وتابع بالقول: الوضع معقد نعم، دولة متلاشية، ونكاد نكون في مرحلة تأسيسية، كل الظروف لا تسر أحدًا، لكن وبعيدا عن إعادة سرد كل المعيقات، فلا أحد طالبه بأن ينقل بلادنا نحو نادي العشرين الكبار، كنا نأمل منه بعملة مستقرة، جاء الرجل والدولار بعد حاجز ال600 وضاعفه مرتين. يا له من ذئب اقتصاد، إنه تكنوقراطي من المقام الأول، نسخة من مهاتير محمد، وأرجو عند هذه الجملة، أن تحتفظوا بتهذيبكم، ولا تشتموا أحدًا.

وأضاف: لقد أحرق معين نفسه وما يزال في الفصل الأول من مسيرته السياسية، شاب في مقتبل العمر ارتضى أن يتقلد منصبًا سياسيا مهمًا وهو عاجز عن تقديم أي شيء، ليس عجزا حتميًا، فقد كان بمقدوره أن يصنع فارقًا في المرحلة؛ لكنه عجز ناشئ عن تواضع قدراته، لؤمه الشخصي، وعن طريقته السياسية المخاتلة في ادارة البلاد.

وختم المياحي بالقول: إنه يعيش داخل نفسه فحسب، تجسيد تافه لمذهب الفردانية، ناسيًا أنه يتقلد منصب في الفضاء العام، تاركا شعبه ينحدر كل يوم أكثر نحو هاوية بلا قرار..أذللتم شعبًا كريمًا، غادروا مع وافر اللعنات عليكم جميعًا.