الوطن العدنية/كتب/الدكتور عوض أحمد العلقمي
إن الحرب التي نعاني ويلاتها منذ العام 2015 عمدت إلى تمزيق النسيج الاجتماعي وإثارة النزعات الطائفية والمذهبية والجهوية والمناطقية والحزبية والقبلية ، وقدم المال والسلاح للكل ضد الكل ، ووجه الإعلام لتغذية الصراعات ونبش الأحقاد بين هذه الطوائف والفرق والمكونات ، ووصل الأمر للاقتتال بين أبناء البيت الواحد .... استمر الاقتتال كما خطط له وتحت ذرائع شتى ...... واستمر الحال لسبع عجاف خلت ومازال .....ويبدو أن هذا لم يصل إلى المبتغى أي إلى التهجير الشامل لسكان البلاد أو الإبادة ؛ لذلك عمدت هذه الحرب إلى التجويع الجماعي للكل حتى الموت ، وذلك عبر تدمير العملة الوطنية والغلاء الفاحش وإذا ماخرج الجياع يصرخون ، خرج لهم أمراء الحرب وأوعزوا بقتلهم ....فيصبح حال أولئك الجياع ياهارب من الموت ياملاقي له ...... باختصار شديد لقد أصبح الوطن في نظر أولئك وهؤلاء يعني أن تدفن فيه وحسب لا أن تعيش أو تحيا فيه بكرامة وإنسانية ، لقد فقدنا خلال السبع السنوات الماضية أهم مايملكه الإنسان من قيم وأخلاق.... أجل تمزق نسيجنا الاجتماعي وظهرت المناطقية والعنصرية بشكل مفزع في مجتمعنا وخسر كثير منا إنسانيته فهانحن نشاهد كيف يقتل الناس في الشوارع والطرقات وكيف يعذب الكثير أمام مرأى ومسمع الآخرين ، حقا لم نعد أرق قلوبا وألين أفئدة ، أتساءل في كثير من الأوقات إلى أين نحن سائرون ؟ !!
تفرقنا وابتعدنا عن بعضنا وانهارت القيم في مجتمعنا ونشأت ثقافات لا تمت لنا بصلة وأصبح كل منا لا يطيق الآخر بل ويريد إلحاق أكبر أذى به... انهارت قيمنا وأخلاقنا في سبع سنوات عجاف وتمزق كل شيء جميل فينا . قد يظن البعض أنني متشائم ولكن هذا هو الواقع المر الذي أجبرنا أن نكون فيه ، ففي ظل مجتمع كهذا لم يعد أمامك خيار سوى الموت .....
