مقالات وآراء

الأحد - 08 أغسطس 2021 - الساعة 05:47 م بتوقيت اليمن ،،،

الوطن العدنية/القاهرة/سهى البغدادي


أجرت صحيفة الوطن العدنية حوار مع الدكتور علاء السعيد ،الباحث في الشأن الإيراني ، وتناولنا فى هذا الحوار تحليل احداث الانتفاضة الاخيرة ضد النظام الإيراني .. وإليكم الحوار:


ما هو هدف النظام الإيرانى الحالي ولماذا كان الشعب يلتف خلف الملالى ؟

هدف النظام الإيراني الأساسي إعادة الإمبراطورية الفارسية تحت ستار ديني مذهبي، عنصري ويقوم على فكرة ولاية الفقيه وتصدير الثورة
ويعمل على إيهام أتباعه بأنه يقيم ما يُسمى بدولة العدل الإلهية وحدودها العالم كله ويحكمها المهدي المنتظر، متخذاً الديكتاتورية القمعية سبيلاً لذلك منذ نشأته ويسيطر بشكل كامل على مفاصل الدولة عن طريق أجهزة كثيرة كلها تدين بالولاء للفقيه ، ويعمل على خطة التخلص من كل المعارضين عن طريق السجن أو الإعدامات، مما أدى إلى التفاف الشعب خلف الملالي.



ماهى العوامل التى تقف وراء إندلاع الثورات الشعبية الأخيرة على نظام الملالي؟

عمد النظام الإيراني إلى اتساع رقعة نفوذه وتم ذلك عبر إنشاء خلايا وتنظيمات ومليشيات في دول مختلفة تكون على أهبة الاستعداد لتنفيذ ما تُؤمر به، من أجل نقل الحرب من داخل الأراضى الإيرانية إلى خارجها، ودعمت إيران تلك التنظيمات والمليشيات حتى تضمن ولاءها المطلق وقامت بتسليحها لنجاح العمليات الإرهابية التى تقوم بها وصرفت إيران ميزانيات ضخمة على حروب إقليمية مما أنهك الاقتصاد الإيراني بالإضافة إلى برنامجها النووى ، وانعكس كل هذا على المواطن الإيراني الذي يرى أن مقدرات دولته منهوبة لصالح منظمات ومليشيات خارجية من قبل نظام الملالي .
ومما زاد من حدة الثورات وجود شعوب غير فارسية مقهورة، تطالب بالتحرر من الاحتلال الإيراني لأراضيها بالإضافة الى أن الجيل الذي سيطر عليه نظام الملالي بالشعارات الجوفاء قد حل محله جيل آخر كفر بولاية الفقيه.



هل هناك فرق بين الموجة الخضراء عام 2009 والثورة الشعبية الحالية ؟


ما يحدث الآن هو ثورة شعبية على نظام الملالي وإعتراض من الشعب بنظام الولي الفقيه الذي جعل الشعب يئن تحت وطأة الاستبداد والقهر، ونشر المخدرات بين الأفراد فازدادت نسب الإدمان لتغيب وعى المواطن لكى لا يثور على نظام الفساد ، كل تلك العوامل أدت إلى انفجار شعبي في وجه نظام الملالي. بالنسبة للموجة الخضراء فالوضع يختلف، أما ما حدث في 2009 كان عبارة عن تصفية حسابات بين أفراد النظام نفسه بسبب الإعتراض على نتائج الإنتخابات ،بعد إعلان فوز محمود أحمدي نجاد بانتخابات الرئاسة، الذي حرك أتباع المرشح الثاني مير حسين موسوي في الشارع من أجل الاعتراض على نتائج الانتخابات وحملت شعار «أين صوتي» وسُميت بالخضراء نسبة للون الذي اتخذه موسوي شعاراً لحملته الانتخابية، وكانت اعتراضا على تزوير الانتخابات وليست اعتراضاً على نظام الحكم، وأجهضها النظام باستخدام العنف المفرط .



كلمنا عن الإنتهاكات والجرائم التى إرتكبها النظام من أجل قمع المتظاهرين ؟

استخدم نظام الملالي العنف المفرط تجاه المتظاهرين والقيام بعمليات قتل ودهس واختطاف واعتقالات وقامت القيادات الأمنية بتهديد المواطنين وعلى رأسها وزير الداخلية والمرشد الأعلى نفسه.والشعب يواجه نظام يملك نُظماً أمنية قمعية متعددة أولها الجيش ثم الحرس الثوري ثم الشرطة، ويقوم الحرس الثوري بقمع المظاهرات عن طريق قوات الباسيج والقوات الخاصة التي تُسمى «النحلة السوداء»،

هل تستطيع الإنتفاضة الشعبية إسقاط نظام الملالي ؟

نعم تستطيع الإنتفاضة الشعبية إسقاط نظام الملالي فى حالة واحدة عندما تتحد الشعوب غير الفارسية وأصحاب الأراضي التي تحتلها إيران مثل العرب في دولة الأحواز المحتلة الذين يملكون مقومات إنشاء الدولة وكذلك البلوش الذين يمتلكون قوة مسلحة تتمثل في جيش العدل البلوشي ثم الأذريين وكذلك الأكراد وغيرهم.

ماذا تتوقع إذا سقط النظام ؟

إذا إستطاعت الإنتفاضة الشعبية إسقاط النظام ستنقسم إيران إلى أربع دول أو أكثر وعلى رأسها دولة الأحواز المحتلة ، ثم دولة مستقلة للأذريين الذين تحتل إيران أرضهم أيضا ، ثم دولة الأكراد وكذلك دولة البلوش، وستظل دولة الفرس في حال تحرك الشعب الفارسي، أما في حال عدم تحركه فسيحكمها نظام علماني مختلف تماماً عن نظام الملالي.



هل هو وجه الشبه والإختلاف بين الكيان الصهيوني والصفوي ؟

لا يوجد أى فرق بينهما إيران وإسرائيل وجهان لعملة واحدة، يتفقان في نفس المشروع وينتهجان نفس الأساليب لتحقيق أهدافهما، ويحق لنا تسمية الدولتين بأسم واحد، فكلتاهما قائمتان على نظام ديني والمعتقد الديني عند الكيانين قائم على فكرة انتظار المُخلص، فإيران قامت على يد الخميني بمباركة غربية ، وإسرائيل قامت على يد تيودور هرتزل بمباركة غربية ووعد بلفور المشؤوم، ومما يؤكد أن المشروع الفارسي هو امتداد للمشروع الصهيوني أن إيران تريد إقامة دولة العدل الإلهية ومكانها العالم كله ويحكمها المهدي بشريعة اليهود، وإسرائيل دولة توسعية تريد إقامة ما يُسمى بدولة إسرائيل الكبرى حسب معتقدها الديني، كما أن إسرائيل دولة محتلة وكذلك إيران تحتل دولة الأحواز العربية التي تبلغ مساحتها ستة عشر ضعف مساحة فلسطين، وإسرائيل تقوم بتهجير الشعب الفلسطيني وإقامة المستوطنات على الأراضي الفلسطينية ليسكنها الصهاينة في عملية تغيير ديمغرافي، وكذلك إيران تقوم بتهجير شعب الأحواز العربي وتُقيم المستوطنات ليسكنها المستعمر الفارسي، وإسرائيل يسكنها عرقيات وجنسيات مختلفة أتت من كل أنحاء العالم، وكذلك إيران تتكون من شعوب وعرقيات كثرة منها العرب والبلوش والأذر والكرد والتركمان وغيرها، وإسرائيل بُنيت منذ نشأتها على العنصرية والتفريق بين سكانها من تقسيم للسكان بسفرديم وإشكناز، أي يهود شرقيين وغربيين وكذلك يهود الفلاشا وهذا التقسيم خلق حالة من العنصرية الطبقية، وكذلك إيران مكونة من طبقة الملالي ومنهم المعمم بالأسود وهو السيد والمعمم بالأبيض وهو رجل الدين والمعمم بالأخضر وهم الخاصين بالمقامات والأضرحة وكذلك طبقات الحرس الثوري ثم العامة وهم باقي الشعب مما أنتج حقد طبقي في المجتمع، بالإضافة إلى تشابهات كثيرة بين النظامين، توصلنا بالنهاية إلى أن لا فرق بين إيران وإسرائيل ويمتلكا نفس المشروع .