إسلاميات

السبت - 17 يوليه 2021 - الساعة 11:59 م بتوقيت اليمن ،،،

الوطن العدنية/إعداد القاضي أنيس جمعان

يوم التروية :
➖➖➖➖
*▪️هو اليوم الثامن من شهر ذي الحجة، وهو اليوم الذي يذهب فيه الحُجّاج إلى منى للمبيت بها، وسمي بهذا الأسم لأن الناس كانوا يرتوون فيه من الماء في مكة ويخرجون به إلى منى حيث كان معدوماً في تلك الأيام ليكفيهم حتى اليوم الأخير من أيام الحج، وقيل سمي بذلك لأن اللَّه أرى إبراهيم المناسك في ذلك اليوم ..*

*معنى يوم التروية :*
➖➖➖➖➖
*▪️ذكر ابن قدامة في المغني سبب تلك التسمية فقال: سمي بذلك لأنهم كانوا يرتوون من الماء فيه يعدونه ليوم عرفة، وقيل سمي بذلك لأن إبراهيم عليه السلام رأى تلك الليلة في المنام ذبح ابنه فأصبح يروي في نفسه أهو حلم أم من الله فسمي يوم التروية، وهو اليوم الذي يذهب فيه الحُجّاج إلى منى للمبيت فيها؛ استعداداً لصعود جبل عرفة، كما أنه أحد الأيام العشرة من ذي الحجة التي لها مكانة عند المسلمين ..*

*▪️جاءت لفظة تروية لغةً من (رَوِيَ)؛ والتي تأتي بمعنى الشُّرب التام إلى حين ذهاب العَطش، والشُّرب حتى الشَّبَع، واستسقاء الماء، والتزوُّد بالماء، أمّا اصطلاحاً، فيوم التروية هو: اليوم الثامن من شهر ذي الحجّة، وهو من أيّام الحجّ، وله أسمٌ آخر؛ وهو يوم النقلة، وسُمِّي بيوم التروية؛ لأنّ الحُجّاج كانوا يتزوّدون فيه من الماء؛ ليأخذوه معهم من مكّة إلى عرفات، أمّا تسميته بيوم النقلة؛ فذلك لأنّ الحُجّاج يرتحلون؛ أي ينتقلون فيه من مكّة إلى مِنى، وقد ذَكَر الإمام الحافظ ابن حجر أنّ يوم التروية سُمِّي بذلك؛ لأنّ الناس كانوا يَروون فيه أنفسهم من الماء، ويَروون فيه إِبِلهم؛ حيث إنّ الأماكن التي سينتقلون إليها خالية من الماء؛ إذ ليس فيها آبار، ولاعيون ماء ..*

*فضل يوم التروية :*
➖➖➖➖➖
*▪️يوم التروية أحد الأيّام الفضيلة؛ فهو من أيّام العَشر من ذي الحجّة، والتي أقسمَ اللَّه سبحانه وتعالى بها في القرآن الكريم؛ لفَضلها، وعَظمتها؛ فقال في سورة الفجر: (وَالْفَجْرِ ۞ وَلَيَالٍ عَشْرٍ) آية: 1-2] وهو من الأيّام التي يكثر فيها ذِكر الله تعالى، ويشمل ذِكر اللَّه تعالى التكبيرَ، والتهليلَ، والتحميدَ، والتسبيحَ، كما أنّ العمل الصالح في هذه الأيّام أفضل أجراً من الجهاد في سبيل اللَّه تعالى ؛ قال النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم: (ما مِن أيَّامٍ العمَلُ الصَّالحُ فيهنَّ أحبُّ إلى اللَّهِ مِن هذهِ الأيَّامِ العَشر فقالوا يارسولَ اللَّهِ ولا الجِهادُ في سبيلِ اللَّهِ ؟ فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ولا الجِهادُ في سبيلِ اللَّهِ إلَّا رجلٌ خرجَ بنفسِهِ ومالِهِ فلم يرجِعْ من ذلِكَ بشيءٍ) رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 757، صحيح ..*

*الحُجّاج والتروية :*
➖➖➖➖➖
*▪️في هذا اليوم يبدأ الحُجّاج الاستعداد لهذا النسك العظيم، ويتأهبون فيه للوقوف غداً بين يدي اللَّه الكريم في يوم عرفة، يوم المغفرة والمباهاة والعتق من النيران ..*

*▪️يقضي الحُجّاج يوم التروية في مشعر منى، على بُعد 7 كيلومترات شمال شرق المسجد الحرام، اقتداء بسنة النبي محمد خاتم الأنبياء، وسمي يوم التروية؛ لأن الناس كانوا يرتوون فيه من الماء، ويحملون مايحتاجون إليه ..*

*▪️أمّا ما ذُكِر من أنّ صيام يوم التروية يُكفّر السنة الماضية؛ فالحديث الوارد في ذلك، وهو: (صومُ يومِ الترْوِيَةِ كفارَةُ سنَةٍ ، وصومُ يومِ عَرَفَةَ كفارَةُ سنتينِ). حديث ضعيف، وقِيل إنّه موضوع. رواه الألباني، في ضعيف الجامع، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 3501، موضوع ..*

*الوقوف بمنى يوم التروية :*
➖➖➖➖➖➖➖
*▪️يُسَنُّ للحاج أن يذهب يوم التروية إلى مِنى في الضحى، ويصلي فيها الظهر والعصر والمغرب والعشاء مع قصر الصلاة الرباعية فقط وبدون جَمْعٍ، ويبيت فيها ليلة عرفة، ثم يصلي فيها الفجر وينطلق إلى عرفة في الضحى أيضاً، فإن فَعَلَ خِلَافَ هذا وذهب إلى عرفة مِن يوم الثامن خوفاً مِن الزحام فقد ترك مستحباً ولاشيء عليه وحجه صحيح ..*

*التوجه إلى عرفات يوم التروية بدلاً من منى :*
➖➖➖➖➖➖
*▪️يجوز للحاج التوجه إلى عرفات في الثامن من ذي الحجة "يوم التروية"، ولاحرج عليه في ذلك؛ لأن التوجه إلى منى في هذا اليوم سنة ..*

*الـركن الأعظم (الحج) :*
➖➖➖➖➖➖
*▪️يتدفق الحُجّاج إلى صعيد جبل عرفة على بُعد 12 كيلومترا من مكة، ليشهدوا الوقفة الكبرى ويقضوا الركن الأعظم من أركان الحج، ثم ينفر الحجيج مع مغيب شمس يوم عرفات إلى مزدلفة، ثم إلى منى صبيحة اليوم العاشر من ذي الحجة لرمي جمرة العقبة أقرب الجمرات إلى مكة والنحر للحاجّ المتمتع والمقرن فقط ثم الحلق والتقصير التوجه إلى مكة لأداء ..*

*أعمال يوم التروية :*
➖➖➖➖➖
*▪️ينطلق الحُجّاج في اليوم الثامن من ذي الحجّة وهو يوم التروية إلى مِنى، ويكون الحاجّ إمّا مُتمتِّعاً بالحجّ، أو مُفرداً، أو قارناً؛ أمّا المُتمتِّع فيُحرم بالحجّ هناك، والآخران يكونان مُحرِمَين أصلاً، وفي ذلك اليوم يبيت الحُجّاج في مِنى كما فَعل النبيّ عليه الصلاة والسلام ، ويُصلّون فيها الصلوات الخَمس؛ من الظهر حتى فجر اليوم التاسع؛ وهو فجر يوم عرفة، ويُصلّون كلّ صلاة في وقتها، إلّا أنّهم يَقصُرون الصلاة الرُّباعية؛ فيُصلّون كلّاً من الظهر، والعصر، والعشاء، ركعتَين، والمغرب ثلاثاً كما هو، والفجر ركعتَين كما هو، وحين تطلع شمس اليوم التاسع من ذي الحجّة، يتوجّه الحُجّاج من مِنى إلى عرفات، ويشارك أهل مكّة الحجيج يوم التروية في قَصر الصلاة؛ إذ لم يُوجِب النبيّ عليه الصلاة والسلام على أهل مكّة الإتمام ..*

*▪️يُستحَبّ للحاجّ أن يقوم ببعض الأعمال في يوم التروية، أهمّها مايأتي:*

*(١) يُستحَبّ للحاجّ المُتمتع أن يُحرم بالحجّ من مسكنه في ضُحى يوم التروية، وكذلك الأمر لِمن أراد أداء فريضة الحجّ من أهل مكّة المكرّمة، فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: (أمرنا النبيُّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- لمّا أحلَلْنا أن نُحرمَ إذا توجَّهنا إلى مِنى، قال: فأهلَلْنا من الأبطحِ)، أمّا الحاجّ القارن والحاجّ المفرد اللذان لم يتحلّلا من الإحرام فيبقيان على إحرامهما ..*

*▪️إذا كان الحاجّ قارناً أو مفرداً توجه إلى منى بإحرامه، وإذا كان متمتعاً قد تحلل من العمرة، أحرم بالحج من نفس المكان الذي هو فيه، سواء كان داخل مكة المكرمة أو خارجها ..*

*▪️الإفراد: وهو أن ينوي الإحرام بالحج فقط، ويبقى على إحرامه إلى أن يرمي الجمرة يوم العيد، ويحلق رأسه، ويطوف طواف الإفاضة، ويسعى بين الصفا والمروة إن لم يكن سعى بعد طواف القدوم ..*

*▪️القران: وهو أن ينوي الإحرام بالعمرة والحج معا من الميقات، وهذا عمله كعمل المفرد، إلا أنه يجب عليه هدي التمتع ..*

*▪️التمتع: وهو أن يحرم بالعمرة من الميقات، ويتحلل منها إذا وصل إلى مكة بأداء أعمالها من طواف وسعي وحلق أو تقصير، ثم يتحلل من إحرامه ، ويبقى حلالا إلى أن يحرم بالحج ..*

*(٢) الاغتسال، والتطيّب، وقيام الحاجّ بما قام به من أعمال عند إحرامه من الميقات. عقد النيّة بالقلب، وترديد التلبية بقول: (لبَّيْكَ حجّاً)، وإن كان الحاجّ خائفاً من عائقٍ يمنعه من إتمام مناسك الحجّ، فإنّه يقول: (فإن حبَسَني حابس، فمحِلّي حيث حبَسْتني)، وإذا كان الحاجّ يحجّ عن غيره ينوي بقلبه، ثمّ يقول: (لبَّيْكَ حجّاً عن فلانٍ، أو عن فلانة)، ثمّ يستمرّ في التلبية قائلاً: (لبَّيْكَ اللَّهم لبَّيْكَ، لبَّيْكَ لا شريك لك لبَّيْكَ، إنّ الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك) ..*

*(٣) يُستحَبّ الإكثار من الدعاء والتلبية أثناء التوجه إلى منى، كما يستحب أداء صلاة الظهر والعصر والمغرب والعشاء وفجر يوم عرفة (اليوم التالي)، والمبيت في منى، وأن لايخرج الحاج من منى إلا بعد بزوغ شمس اليوم التاسع من ذي الحجة، لأن النبيّ محمد صلّى اللَّه عليه وسلّم فعل ذلك ..*

*(٤) يُسن للحاجّ أن يتوجه إلى منى وهو في طريقه إلى عرفات، إذا توجه الحاجّ إلى عرفات دون المرور بمنى والمبيت فيها أو خرج من مكة المكرمة ليلة التاسع من ذي الحجة، فلاشيء عليه، أما بالنسبة لحكم إتيان منى يوم التروية والمبيت بها ليلة التاسع، فعامة أهل العلم يقولون أن ذلك سنة مؤكدة لاينبغي تركها، وقال بعض أهل العلم بالوجوب، ويُستحَبّ للحاجّ أن يتوجّه إلى مِنى قبل وقت الزوال، ويُكثر من التلبية؛ للحديث الذي يرويه جابر بن عبد اللَّه رضي اللَّه عنه، عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم: (فلمّا كان يومُ الترويةِ توجَّهوا إلى مِنى، فأهِلُّوا بالحجِّ، وركب رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فصلَّى به الظهرَ، والعصرَ، والمغربَ، والعشاءَ، والفجرَ، ثمّ مكث قليلاً حتى طلعتِ الشمسُ)، وفي الحديث الذي يرويه عبدالله بن عمر رضي اللَّه عنه، عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم: (كانَ يصلِّي الصَّلواتِ الخمسَ بمنى، ثمَّ يخبرُهُم أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ كانَ يفعَلُ ذلِكَ).صحيح مسلم ..*

*(٥) يُصلّي الحاجّ بمِنى صلاة الظهر، والعصر، والمغرب، والعشاء، وفجر يوم عرفة قصراً دون جمع، إلا المغرب والفجر، فتُصلَّيان دون قصر، فعن عبدالله بن عمر رضي اللَّه عنهما: (صلّيت مع النبيِّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم بمِنًى رَكعتينِ، وأبي بكرٍ وعُمَرَ، ومعَ عُثمانَ صَدْراً مِن إمارَتِهِ، ثمّ أتَمَّها) ..*

*(٦) يُستحَبّ للحاجّ أن يبيت بمِنى ليلة عرفة؛ وذلك لما ورد عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم من حديث جابر بن عبدالله رضي اللَّه عنه، حيث قال:(فلمّا كان يومُ الترويةِ توجَّهوا إلى مِنى، فأهلُّوا بالحجِّ، وركب رسولُ اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّمَ فصلَّى به الظهرَ والعصرَ والمغربَ والعشاءَ والفجرَ، ثمّ مكث قليلاً حتى طلعتِ الشمس) صحيح مسلم، وعند طلوع الشمس يسير الحُجّاج من مِنى إلى عرفات، فعن أنس بن مالك رضي اللَّه عنه: (كانَ يُهِلُّ منَّا المُهِلُّ فلا يُنْكِرُ عليهِ، ويُكَبِّرُ منَّا المُكَبِّرُ، فلا يُنْكِرْ عليهِ).الراوي : أنس بن مالك | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري ..*

*أخطاء يقع فيها الحُجّاج يوم التروية :*
➖➖➖➖➖➖➖
*▪️يقع بعض الحُجّاج لبيت اللَّه الحرام في عدد من الأخطاء في يوم التروية، ومنها ما يأتي:-*

*(١) الاعتقاد أنّ الإحرام يلزم أن يكون من المسجد الحرام؛ في حين أنّ الحاجّ يُمكنه أن يُحرمَ من موضعه ..*

*(١) اعتقاد بعض الحُجّاج بلزوم الإحرام من المسجد الحرام، ولكنّ السُنّة أن يُحرم الحاجّ من موضعه في مِنى دون العودة ..*

*(٢) الاعتقاد أنّ ثياب إحرام الحجّ يجب أن تختلف عن ثياب إحرام العمرة التي أحرم فيها سابقاً، وهو اعتقادٌ خاطئ؛ إذ يمكن الإحرام للحَجّ بثياب إحرام العمرة نفسها ..*

*(٣) اضطباع الحاجّ من يوم التروية وحتى نهاية الحجّ، وهذا أمرٌ خاطئ؛ فالمشروع في الاضطباع أن يكون فقط عند أداء طواف القدوم، أو طواف العمرة ..*

*(٤) الجمع بين الصلوات في مِنى دون عُذر، وهذا أمرٌ خاطئ، إذ إنّ الحاجّ يَقصُرُ الصلاة فقط، وقد يترك بعض الحُجّاج لسُنّة قَصْر الصلاة في مِنى، وهذا خطأ أيضاً ..*

*▪️لاتنسونا من صالح دعائكم 🤲*