أخبار محلية

السبت - 08 مايو 2021 - الساعة 03:41 ص بتوقيت اليمن ،،،

الوطن العدنية/متابعات

حذَّر المتحدث باسم الأمم المتحدة "ستيفان دوجاريك" من أن الوضع الإنساني في اليمن "يسقط من حافة هاوية" مع أكثر من 20 مليون نسمة من مجموع السكان يحتاجون إلى مساعدة إنسانية.

وقال "دوجاريك" -في مؤتمر صحفي عُقد الخميس- إن نحو 16 مليوناً من الرجال والنساء والأطفال هذا العام، وخمسة ملايين شخص يعيشون تحت خط الفقر ويقفون على بُعد خطوة واحدة من المجاعة، إضافة إلى عشرات الآلاف يعيشون في ظروف شبيهة بالمجاعة.

كما نوَّه المتحدث باسم الأمم المتحدة إلى خطر تفشي مرض كوفيد-19 في ظل عجز المستشفيات والمرافق الصحية عن استقبال المرضى بسبب قلة الموارد المتاحة، وأضاف أن هذا كله يأتي بالتزامن مع ازدياد حِدَّة القتال في مأرب وعدة جبهات، ما ضاعف أعداد النازحين.

وفيما يتعلق بالاحتياجات أكد "دوجاريك" أن الوكالات الإغاثية الأممية تحتاج إلى 3.58 مليار دولار لصدّ مجاعة كبيرة والاستجابة لتفشي كوفيد-19 وتلبية الاحتياجات الماسة الأخرى المطلوبة لهذا العام، حسب قوله، مضيفاً أنه لم يتم تمويل المبلغ إلا بنسبة 34% فقط.

وأشار إلى أن العمليات الإغاثية كانت تساعد 14 مليون شخص شهرياً، وانخفض العدد هذا العام إلى 10 ملايين شخص، بسبب تخفيض التمويل، حسب زعمه.

وجاءت تصريحات "دوجاريك"، بعد يومين فقط من تصريحات مشابهة له، على خلفية هطول أمطار غزيرة في أنحاء كثيرة من اليمن، متسببة في فيضانات ومخلفة أضراراً جسيمة، من بينها نزوح أكثر من 22.000 شخص، وإلحاق أضرار واسعة النطاق بالبنية التحتية والمنازل والملاجئ.

واستغرب عدد من الناشطين من تصريحات الناطق باسم الأمم المتحدة، معتبرين أنها أشبه بالكلام عن المعلوم وتفسيره بطريقة إحصائية لا غير، خاصة وأن المنظمات الدولية العاملة في اليمن لم تتمكن من التغلب على الوضع الإنساني الكارثي رغم رصد مليارات الدولارات لعملها على مدى سنوات الحرب.

وأبدت الناشطة الحقوقية الأممية "ليزي بورتر" استغرابها من طريقة عمل المنظمات الأممية الإنسانية في اليمن، موجهة إلى "دوجاريك" تساؤلاً يقول: ما عمل المنظمات إذا كانت الأرقام المهولة في تصاعد؟ وأضافت في تغريدة لها على حسابها في تويتر: أنه ليس هناك في أي مكان آخر في العالم هذا العدد الكبير من الناس الذين يعانون من الجوع، واصفة تقرير الأمم المتحدة بالمُحزِن وغير المتوقَّع.

كما ذكَّر ناشطون جنوبيون بالفيضانات والسيول والأضرار الجسيمة التي لحقت مؤخراً ببيوت وشوارع عدن ولحج وأبين وحضرموت، قائلين إن المنظمات غضَّت الطرف عنها، وكان المواطنون بالتعاونيات التي أنشأوها هم محور المعالجات بدل المنظمات، وأُنجزت بعض الترميمات بجهودهم الذاتية.

وتناقلت مجاميع إعلامية جنوبية صوراً للأضرار التي لحقت بمنازل المواطنين وسياراتهم وأحيائهم، مؤكدين تأثر نحو 1.067 عائلة نازحة في سبعة مواقع للنازحين في مديريات دار سعد والمعلا والبريقة بسبب الأمطار الغزيرة، وكذلك 679 أسرة في منطقتي توبان وطور الباحة بلحج، إضافة إلى تأثر شبكة المجاري في تلك المديريات والمناطق في المحافظتين وتهديدها لصحة المواطنين فيها، فضلاً عن المحافظات التي قالوا إنها واقعة تحت سيطرة سلطات حكومة "معين عبدالملك" ومن بينها حضرموت وأبين ومأرب، التي تتكتم السلطات فيها عن حجم الأضرار، ولا تُظهرها إلا لدى اتجاهها إلى ابتزاز المنظمات الأممية واستغلالها.

وقوبلت تصريحات "ستيفان دوجاريك، التي أكد فيها توزيع سلال غذائية ومواد غير غذائية ومساعدات نقدية لمتضررين، باستهجان وسخرية من بعض الناشطين الجنوبيين، كان من بينهم محمد بن قرنح الكندي الذي ذهب في تعليقات ساخرة إلى اتهام "دوجاريك" والمنظمات العاملة في الجنوب، باستغلال الوضع الإنساني لتنمية ثرواتها، موجِّهاً إلى الناشطين الحقوقيين تساؤلاً في ختام تعليقاته يقول: هل وضح من هو المتاجر بالأزمة الإنسانية ومن الذي يسعى إلى إطالتها؟، في تعريض ضمني واتهام غير مباشر للعاملين في تلك المنظمات.