حوارات وتحقيقات

الأحد - 28 فبراير 2021 - الساعة 06:31 م بتوقيت اليمن ،،،

الوطن العدنية /كتب_صالح المرقشي


في وقت الظهيرة وأنا في طريقي إلى عدن ، لفت نظري على بعض الشباب يقفون على قارعة الطريق الدولي أبين عدن ، وعلى بعد أمتار منهم كلعادة ضننت أنهم أفارقة يسلكون تكملة المشوار ، شاهدت تارة أخرى إلا وأنهم يجلسون على قارعة الطريق ، قتلني الشجن متسآلًا في نفسي ماذا يفعل هؤلاء في هذا الحر ! اوقفت السيارة بعيدا وسلكت طريقي مشيًا نحوهم ، وحينما اقتربت منهم اتفأجا إلا وأنهم أبناء زنجبار وجعار يقومون بردم الحفر ببعض المواد البسيطة كـ الأسمنت وغيره ، نعم أنهم يحافظوا على بقية الأرواح التي زهق الكثير منها في ذلك الطريق المخيف والممتلئ بالحفر والكثبان الرملية .

تجاهل جم وصمت متعمد من قبل السلطة المحلية بعدن و أبين بترقيع تلك الحفر بالإسفلت ورفع الكثبان ، رغم أنهم يتنقلون عبر هذا الطريق بشكل مستمر ولاسيما شاهدوا الكثير من الحوادث في ذلك الطريق ومع هذا لم يحركوا ساكناً وكأن الأمر لا يعنيهم .

ثمة يأس وخذلان وإنكسار يعيشهُ المواطن في المحافظات المحررة لطالما يصارع نفسه في كل الجوانب المعيشية باحثا عن حياة كريمة ومستقرة ، سئم المواطن من غلاء الأسعار وفقدان ابسط الخدمات الأساسية وانقطاع الرواتب لأشهر كثيرة ناهيك عن الإنفلات الأمني والأوضاع المزرية الغير الآمنة ، والأوبئة المنتشرة التي تحيط به في كل مكان ، ومع هذا بات يرافقه الموت حتى في طريق سفرّه المخيف .

ايُعقل أن كل تلك المصائب التي يواجهها المواطن هي من صنعتها الحروب منذ الـ ست السنوات التي مضت ، ام هو فشل وعجز من قبل الحكومة في إدارة البلاد ، او هي حرب متعمدة يقودها من هم على كراسي الحكومة بمعية دول الجوار ، لم اعد افهم شيئ اطلاقا ، ماذا حدث لهذه البلد الطيبة ولماذا يصرون على محاربة هذا المواطن البسيط الغلبان ، إلى أين يريدوا يوصلوا بنا هؤلاء !

صالح المرقشي
28 فبراير 2021