حوارات وتحقيقات

الأربعاء - 13 يناير 2021 - الساعة 06:51 م بتوقيت اليمن ،،،

الوطن العدنية/بقلم/ مالك برداحة

لي شجون وذكريات في الحي الراقي كود النمر في مديرية البريقة في عدن .
وقد عشت فيه زمنا طويلا حي مثالي وفيه كثير من الأخوة ذات طموح ورؤيه ونبوغ في آفاق واسعة وثقافة شاسعة ، يتحلى معظمهم بالقيم السامية والأخلاق النبيلة

وطأت أقدامي كود النمر في بداية عام 75 شادا وزرتي بفوطة ..وشميز بألوان قوس قزح كلها ..وانتعل شنبلات صيني عزكم الله اكل منها الدهر ما اكل ..

هناك في كود النمر أسر عريقه والاخوة الذين عرفتهم قمة في الأدب والذوق والاحترام وعندهم الرغبه في التحصيل العلمي ومتفوقين في دراستهم والاغلبيه العظمى خريجي المعهد الفني بالمعلا من افضل المعاهد بمخرجاته في عدن في تلك الحقبة الزمنية لأن التعليم فيه باللغة الانكليزية

وتخطفني الذاكرة الى منزل بكود النمر فيه روح الشباب والحيوية والنشاط والمرح هو بيت عبدالغفور والد زكي ونظمي وهيثم ووليد ووهيب الصغير ، وبعد رحيل هذه الأسرة أصيبت كود النمر بتوصيف مجازي بنكسه حزيران للعرب عام1967فقدأطفأت أنوار لها بريقا في أرقى أحياء البريقه حدث غير عادي حينها بعد سفر هذه الأسرة الفاضلة، ثم بدأت روح الشباب تطفو على السطح ليحل سكان جدد بذلك البيت ليصبحوا خير خلف لخير سلف ..
والاسرة الجديدة في المنزل ، هي أسرة المرحوم العم ناصر امان ربي يتغمده بواسع رحمته وحين كنا نلتقي فيه بترحاب حسين وأمه الطيبة كأمهات ذلك الزمان الجميل وخصوصا قبل كل مبارياتنا وتماريننا في كرة القدم . ونجتمع كذلك في سهراتنا وافراحنا عندهم . وغالبا يطربنا ويتحفنا المرحوم فهمي التركي وشقيقه إيهاب الله يتغمدهما بواسع رحمته

كانت النفوس كلها نقيه وطيبه شديده وبراءة ..وتطغى على مرحنا خفة دم وأذكر منهم شوقي ماطر وتعليقات عارف ماطر ونكات عصام السومه وضحكة صديق محمود ولدي مخزون في أعماق الذاكرة فيه الكثير والكثير لذلك المكان العزيز والغالي...ديريتي وأهلي وأحبابي ، مما يجعلني اتمسك بالمكان والزمان .

وبدأت أعتب على الزمن الحاضر الذي يقسو علينا بسطوته فالأصحاب تفرقوا كل في طريقه واحدا بالمهجر يبحث عن تحسين ظروفه ولقمة العيش واخر يكافح من أجلها وهو في وطنه غريب.ولايحظى بحياة كريمة....

غريبا أيها الزمن القاسي نعيش غرباء في المهجر وغرباء في الوطن ، مما زاد من وطأة اشجاني وأحاول مغازلة أطياف الماضي الجميل والزمن البسيط الجميل ولازلت أفتكر ملعبنا الصغير بجانب بيت قرواش الذي أفرز نجوم في عالم كرة القدم على الساحة الوطنية وفي بلاد الاغتراب ومنهم اللاعبين المرحوم ابراهيم علي ابراهيم واحمد النجار ومصعب القرشي واخرين ورفد وقدم ملعب كود النمر للمنتخب اليمني والشعلة نجوم منتخب تنس الطاولة مثل الكابتن القدير عادل حاتم ، قيس علي عبدالله ، الدكتور طلال أحمد عبداللة ، باسل خلف وامان مرتضى ، مأمون السومه ..وفي الجانب النسوي لاعبات تنس الطاولة نجمات مثلوا اليمن خير تمثيل في محافل عربية واقليمية ودولية بنت باشراحيل ناديه وبنت عبدالله نصر سميرة ، وهاجر عدد كبير من العقول النقية وتقلد منهم مناصب أداريه وفنيه في شركات وحقول النفط في دول الخليج .

ولهذا لازالت الى اليوم الذكريات تجري غالبا في خاطري وتيار الحنين يشدني إلى هذه البقعة النقية بنقاء قلوب أهلها ، ويدركني الخيال فيسبقني ..وكم من الأشواق تؤرقني ..والدموع تملأ عيناي وتفضحني

فيارب احفظ لي كل الذكريات الجميلة واحفظ ديرتي وأهلي وربعي التي مالها مثيل ولاشبيه....
فسلام على كل الاحبة في مديرية البريقة اليوم من رأس عمران مرورا بعمران وبفقم وصلاح الدين و كود النمر حتى الخيسة وكل أحياء مدينة البريقة البي والسي جلاس والحي الراقي كود النمر خصوصا ، وعدن وكل الوطن بألف خير وعافية