حوارات وتحقيقات

الإثنين - 30 نوفمبر 2020 - الساعة 12:39 ص بتوقيت اليمن ،،،

الوطن العدنية/كتب/ عبدالرقيب العمري

جميلة تلك اللفتة الرائعة التي تم من خلالها تكريم البطل النوفمبري الشيخ عبدالله مطلق صالح القاضي، الذي دون له التاريخ مواقفه الرجولية التي وقفها بكل قوة و شموخ في وجه امبراطورية بريطانيا العظمى التي لا تغيب عنها الشمس، الا ان القائد النوفمبري ورفاقه اجبروا ذلك المستعمر على مغادرة بلادنا، وتم جلاء آخر جندي بريطاني من عدن في 30 نوفمبر العظيم من العام 1967م.

ان العزيمة التي تحلى بها شيخ مشائخ حالمين إلى جانب قوة شخصيته ودماثة اخلاقه ومواقفه الانسانية والوطنية والعسكرية تستحق ان تدون وتدرس للأجيال، خصوصا وأننا خسرنا الكثير من ابطال جيل الرعيل الأول .. الجيل الذي كان مميزا بالكثير من الصفات القبلية و القانونية، فقد كانوا قبائل لكنهم في المقابل يحترمون النظام و القانون و قاتلوا جميعا بحثًا عن الدولة المدنية وبحثا عن دولة العدل والمساواة، الا ان السياسات الخاطئة لبعض قادة الوطن حينها لم تقدر تضحياتهم وانتهى المطاف بدولة الجنوب في احضان عصابة صنعاء، التي تعاملت مع الجنوب باعتباره طرف تابع لهم وبهزيمة الجنوب خلال حرب صيف 1994م الظالمة مارسوا ضد شعبنا كل أصناف الظلم و القهر من إقصاء و تهميش وتسريح للكوادر من أعمالهم وتسريح آلاف الضباط والجنود، وتدمير كل منشئات ومقدرات دولة الجنوب.

لم يكتمل مشوار الشيخ المناضل عبدالله مطلق بطرد الاستعمار البريطاني، بل شارك ابنائه في ثورتهم ضد عصابات صنعاء وكان من أوائل المشاركين في ثورة الجنوب التحررية، فكان داعما وقائدا ودينامو محرك لمعنويات الشباب وما زال بذلك الوهج والصمود إلى اللحظة، وتكريمه اليوم يعد إنجاز كبير ولفتة كريمة تستحق الإشادة و التقدير، فكلنا من طلاب هذا الفدائي النادر، فمن صموده وشجاعته وحكمته تعلمنا الكثير، نحن فخورون جدا بك شيخنا الغالي ونسأل الله ان يسعدك و يبارك في ايامك ويديمك ذخرا لهذا الوطن الذي أفنيت حياتك في سبيل حريته وكرامته.

*مدير عام مطار عدن الدولي.