اخبار وتقارير

الإثنين - 26 أكتوبر 2020 - الساعة 08:20 م بتوقيت اليمن ،،،

الوطن العدنية /تقرير_سها البغدادي


●سقطرى اكبر الجزر العربية

سقطرى هي أرخبيل جنوبى مكون من ست جزر على المحيط الهندي قبالة سواحل القرن الأفريقي بالقرب من خليج عدن، وتقع على بعد حوالي 240 كيلومترًا شرق سواحل الصومال و 380 كيلومترًا جنوب شبه الجزيرة العربية. يشمل الأرخبيل جزيرة رئيسية وهي سقطرى، وخمس جزر أخرى هي درسة وسمحة وعبد الكوري، وصيال عبد الكوري وصيال سقطرى وسبع جزر صخرية وهي صيرة وردد وعدلة وكرشح وصيهر وذاعن ذتل وجالص ، وتعتبر جزيرة سقطرى أكبر الجزر العربية والجنوبية ، ويبلغ طول الجزيرة 125 كم وعرضها 42 كم ويبلغ طول الشريط الساحلي 300 كم، عاصمة الجزيرة حديبو، وبلغ عدد سكان الجزيرة حسب تعداد 2004م 175,020 ألف نسمة.

●أهمية سقطرى التاريخية " جزيرة السعادة "

ترجع شهرة سقطرى وأهميتها التاريخية إلى بداية العصر الحجري وازدهار تجارة السلع المقدسة، ونشاط الطريق التجاري القديم - طريق اللبان، حيث اشتهرت سقطرى بإنتاج الند وهو صنف من أصناف البخور، وبإنتاج "الصبر السقطري" كأجود أنواع الصبر وزادت أهميتها وتردد ذكرها إلى شعوب حضارات العالم القديم التي كانت تنظر إلى السلع المقدسة نظرة تقديس البخور والمر والصبر واللبان ومختلف الطيب، وكانوا يسمون الأرض التي تنتج هذه السلع الأرض المقدسة ولهذا سميت جزيرة سقطرى عند قدماء اليونان والرومان بجزيرة السعادة.

●تاريخ سقطرى من العصر الحجرى القديم

من أقدم الآثار التي عثر عليها في سقطرى هو موقع قديم يقع بالقرب من قرية راكف شرق الجزيرة يرجح أن يكون بقايا مشغل لصنع الأدوات الحجرية من أحجار الصوان (العصر الحجري) وذلك حسب مصادر البعثة الروسية اليمنية التي عملت بالجزيرة إذ تغطي فيها اللقى الأثرية مساحة تقدر بـ 1600 متر مربع، كما عثر في القرية على مجموعة من المدافن بها هياكل وجماجم وعظام وكذلك بقايا سكاكين حديد ودبوس برونزي وإناء كروي من الفخار الأحمر، ويرجح أن تاريخ تلك المدافن يعود للنصف الثاني من الألف الأول قبل الميلاد.

وفي منطقة اريوش عُثر على مخربشات ورسوم صخرية لم يُحدد تاريخها لكنها شبيهة بنقوش حضارة الحضارم القديمة وكذلك النقوش والرسوم التي عثر عليها في الجزيرة العربية من صور سحرية ومناظر للانسان والحيوان، أما اللقى الأثرية التي عثر عليها في وادي حجرة فتدل على قطع من أواني فخارية مستوردة يعود تاريخها إلى القرن الثاني حتى القرن السادس للميلاد.

مع إنه من غير المعروف بالضبط متى استوطن الإنسان أرخبيل سقطرى، إلا إن عالم الآثار الكسندر سيدروف-مدير متحف الشعوب الحضارية في روسيا ورئيس البعث الأثري الروسية في سقطرى يقول إنه قد تم العثور على موقع يعود إلى العصور الحجرية أي إلى ما قبل مليون ونصف المليون سنة، الأمر الذي يؤكد أن الإنسان القديم سكن هذه المنطقة المهمة من العالم وقد تكون الجزيرة متلاصقة مع القارات الأخرى، مضيفاً بأن ديانة سكان الجزيرة قديما كانت كديانة سكان حضرموت الذين كانوا يعبدون الإله سين “ذو عليم” في العالم القديم. ونجد العديد من المؤرخين قد أشار إلى الجزيرة وخاصة المؤرخين الرومان والإغريق، وبعض المؤرخين والجغرافيين العرب.

●الصراع السياسى والأمنى يهدد الجزيرة

حذر خبراء وأكاديميون من تهديد الصراع الأمني والسياسي في جزيرة سقطرى الجنوبية ، للنباتات النادرة والآثار في الجزيرة الاستراتيجية الواقعة على بحر العرب.

ويوم 21 يونيو 2020 ، انتزعت القوات الجنوبيون بدعم من دولة الامارات العربية السيطرة على الجزيرة الرئيسية في أرخبيل سقطرى وعزلوا محافظها وطردوا قوات الحكومة الشرعية المدعومة من السعودية.وقد نددت الحكومة اليمنية الشرعية بهذا التطور ووصفته بالانقلاب

● التصنيف العالمى لسقطرى

ولُقبت سقطرى بأكثر المناطق غرابة في العالم نظراً للتنوع الحيوي الفريد بها والأهمية البيئية.

وتُصنّف سقطرى التي تقع على بعد 350 كيلومتراً جنوبي شرق ساحل اليمن الجنوبى ضمن مواقع التراث العالمي لمنظمة اليونيسكو لما تحتويه من نباتات نادرة.

كما تشتهر بثروتها الطبيعية، من بينها شجرة دم التنين (دم الأخوين)، وهي أحد أبرز معالم سقطرى، وتشتهر بعصارتها الصمغية الحمراء، ولها استخدامات طبية متعددة.

● أهمية سقطرى الاقتصادية

وتقع الجزيرة في ممر شحن رئيسي يربط بين أوروبا وآسيا، وتبلغ مساحتها 3 آلاف و625 كيلومتراً مربعاً على بعد 60 ميلاً من شرق القرن الأفريقي، أما عدد سكانها فيقدر بنحو 150 ألف نسمة.

شاطئ ديتوا بالقرب من ميناء قلنسيا ثاني أكبر مدينة في جزيرة سقطرى الجنوبية
التنوع البيئي
تعتبر السياحة المصدر الرئيس الذي يعتاش منه سكان جزيرة سقطرى، فضلا عن بيع منتجات مثل اللبان والصبر والمر والبخور، وأنواع مختلفة من عسل النحل بعضها نادر جدا ولا ينتج في أي مكان آخر من العالم.

كما يعتمد بعض سكان البادية على رعي المواشي (الإبل والأبقار والأغنام) بالإضافة إلى الصيد.
وتعتبر سقطرى أوسع متحف للثروة النباتية والأعشاب الطبية والأشجار المعمرة، وتنفرد بتنوع نباتي يضم نحو 850 نوعا من النبات، منها 293 نوعا مستوطنا.

ومن بين النباتات النادرة والمستوطنة هناك: نبات "الصبر السقطري"، و"حبة العين" والتي تستخدم لمعالجة رمد العيون، وشجرة "امتة"، وهي أقرب إلى النبات المخدر، وشجرة "الاسفد"، و"عود البخور"، وشجرة "تمهر اقمهر"، المعروفة علميا باسم "Acacia Pennirenia" وهي من الأشجار الزهرية العطرية، وشجرة "البلسم"، وأشجار الرمان السقطري البري التي يستخدم جلد ثمرتها لعلاج أمراض المعدة.

وهي أيضا موطن أشجار "اللبان" المشهورة خلال العصور القديمة، حيث يوجد فقط 25 نوعاً من اللبان في العالم بأسره، تسعةٌ منها في جزيرة سقطرى.

كما أنها (سقطرى) موطن لأشكال جميلة من الطيور الداجنة والطيور المهاجرة، وهناك ستة أنواع من الطيور المستوطنة والتي لا توجد في غيرها وهي طائر "اللوتوغنو" وطائر "الشمس" وطائر "الواربلر" وطائر "السيستي كون" وطائر "الأسبارو" وطائر "البانتيج" النادر والمهدد بالإنقراض وطيور "الفلامنجو" الشهيرة، فضلا عن طيور بحرية أخرى.

ويوجد بسقطرى عدد من شلالات المياه المنحدرة من أعالي الجبال، وفيها كهوف وأكبر مغارة مأهولة، تسكنها عدد من الأسر مع المواشي.

وتوجد في الأرخبيل الألاف من الماعز السقطري المميز الذي ينتشر في الجبال والأودية، وحيوان قط الزباد، الذي يصطاده الأهالي ليستخرجوا منه مادة "الحلب" المستخدمة في أشهر معامل إنتاج العطور في العالم.

ويخلو أرخبيل سقطرى من الحيوانات المتوحشة والتي أعطت الفرصة لوجود أنواع عديدة من الحيوانات الأليفة.

ويتواجد فيها 253 نوعاً من المرجان الباني للشُعب، وتحتضن مياه سقطرى البحرية 730 نوعاً من الأسماك الساحلية، و300 نوع من السراطين والكركند والإربيان.

●قوات إماراتية واتهامات من حكومة الشرعية

كغيرها من المناطق الجنوبية عانت سقطرى من تبعات الحرب المستمرة في اليمن منذ أكثر من خمس سنوات، وظهرت انعكاساتها على الجانبين الإنساني والاقتصادي، وحتى على الحياة الطبيعية، حيث لجأ السكان إلى قطع الأشجار واستخدام أخشابها في الطهو والتدفئة بسبب عدم وجود الغاز.

وفي بداية مايو 2018 أرسلت الإمارات قواتها بشكل مفاجئ إلى مطار سقطرى، وهي الخطوة التي رفضتها الحكومة الشرعية واعتبرتها غير مبررة.

وكتب وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش في حسابه على تويتر قائلا "لنا علاقات تاريخية وأسرية مع سقطرى وأهلها".

ونهاية يونيو الماضي، اتهم مستشار وزير الإعلام اليمني مختار الرحبي، المجلس الانتقالي الجنوبي، بتنفيذ خطة لتسهيل عمليات تهريب الأشجار النادرة والشعاب المرجانية والصخرية من جزيرة سقطرى إلى أبو ظبي.

● اراء اساتذة التاريخ فى الاضرار التى لحقت بسقطرى

يقول الدكتور محمد العروسي، وهو أستاذ الآثار في جامعة صنعاء، إن ما تتعرض له سقطرى حاليا وما تعرضت له خلال الأربع السنوات الأخيرة من تدمير ونهب لأثارها وبيئتها النباتية والبحرية كارثة حقيقية لأنها جزء من التراث الأصيل والعريق الذي يعود إلى 4 آلاف سنة.

ويضيف العروسي في حديث ، "بالنسبة للآثار هناك مجموعة كبيرة جدا من الكهوف والمغارات في سقطرى، كذلك قطع أثرية نادرة وهي عبارة عن نقوش قديمة مكتوبة بالخط العربي إلى جانب نقوش مكتوبة باللغة السقطرية وهي إحدى اللغات المشتقة من اللغة القديمة".

ويوضح "للأسف هذه القطع والنقوش النادرة والآثار الحجرية والتماثيل الحيوانية والادمية تعرضت للنهب وبعضها نقل إلى الإمارات، ويتحدثون في وسائل إعلام شاهدتها شخصيا على أنها آثار اماراتية ".

ووفقا للعروسي فإن الكثير من الثروة والأحياء النباتية في سقطرى، تعرض خلال الأشهر الأخيرة للتدمير والقطع والتلف.

وتابع "الإمارات والمجلس الانتقالي الجنوبي قاموا ببناء معسكرات ونقاط عسكرية في أماكن خضراء ونباتية يحظر العبث بها لأنها محمية".

ويؤكد الدكتور محمد العروسي أن جزيرة سقطرى الآن مهددة بالشطب من قائمة التراث العالمي بسبب ما تتعرض له بيئتها وآثارها ومنشئاتها التاريخية القديمة من تدمير وتجريف.

من جانبه، قال عبد الرحمن الغابري، وهو المدير التنفيذي لمؤسسة الهوية اليمنية (منظمة مدنية محلية)، "الحرب تسببت بكثير من التدمير للإنسان والبيئة ككل، قبل الحرب الأخيرة كنا نشكو وتشكو سقطرى من تصرفات التيارات الدينية التي كانت تكفر السواح، وتعبث بالطبيعة، أما الآن فالحرب دمرت كل شيء".

يتابع في حديث "يجب أن نلجأ كمواطنين مهتمين إلى الأمم المتحدة لتقوم بحماية هذه الجزيرة حتى تنتهي الحرب وتشكل حكومات ديمقراطية".

●موقع يهودى يكشف عن المخطط الاسرائيلى

كشف موقع jforum (المنتدى اليهودي) الفرنسي أن الإمارات وفرت موطئ قدم لإسرائيل في اليمن عبر جزيرة سقطرى اليمنية الإستراتيجية، لإنشاء مرافق عسكرية واستخباراتية هناك.

وأضاف الموقع أن هذه المواقع ستخصص لرصد تحركات البحرية الإيرانية في المنطقة، وتحليل الحركة البحرية والجوية في جنوب البحر الأحمر.

ولفت الموقع إلى أن إنشاء إسرائيل قواعد استخباراتية في جزيرة سقطرى اليمنية بالتعاون مع الإمارات يأتي ضمن تعاون سري مستمر منذ عدة أعوام، ومن بين أهدافه مراقبة تحركات الحوثيين والسيطرة على الملاحة البحرية في المنطقة.

وأشار إلى إن إسرائيل بدأت منذ 2016 في بناء أكبر قاعدة استخبارات في حوض البحر الأحمر في جبل أمباساريا الواقع في إريتريا في المنطقة الإستراتيجية المطلة على مضيق باب المندب. ونقلت مصادر أجنبية من مصدر إريتري رفيع المستوى قوله إن "إسرائيل" بدأت في بناء أكبر قاعدة استخبارات أمامية لها في حوض البحر الأحمر وفي المنطقة الاستراتيجية المطلة على مضيق باب المندب. هدف القاعدة هو "مراقبة" إلكترونية للقوات التي تقودها المملكة العربية السعودية وقوات "الدولة الإسلامية" – "داعش".

وبحسب الموقع، تقوم إسرائيل والإمارات بكافة الاستعدادات اللوجستية لإنشاء قواعد استخباراتية لجمع المعلومات في جميع أنحاء خليج عدن من باب المندب وصولا إلى جزيرة سقطرى التي تسيطر عليها الإمارات.

وأشار المصدر، الذي سجل بأنه المركز الفلسطيني للإعلام، إلى أن القاعدة الاستخباراتية الإسرائيلية أقيمت فوق جبل"أمباسويرا" (EMBA SOIRA) الواقع بالقرب من المدينة، جنوب العاصمة الإريترية - أسمرة. القمة على علو أكثر من 3000 متر فوق مستوى سطح البحر.

كما يدعي المصدر أن قاعدة الاستخبارات الإسرائيلية ستراقب (إلكترونيًا) قوات التحالف التي تدعم القوات اليمنية المناوئة للرئيس اليمني المخلوع (علي عبد الله) صالح والمليشيات الشيعية"، وستراقب التحركات البحرية الإيرانية في المنطقة التي اشتدت نتيجة أحداث اليمن ومحاولات إيران زيادة النشاط في إريتريا.

وكانت قاعدة الاستخبارات الإسرائيلية ستعمل في الخطوط الأمامية أيضًا على تحليل الحركة البحرية والجوية في جنوب البحر الأحمر، وخاصة بعد أن استأجرت قوات التحالف بقيادة السعودية ميناء في إريتريا لتعزيز لوجستياتها وقاعدة عمليات الإخلاء في حالات الطوارئ.

كما كانت القاعدة الإسرائيلية ستشارك في مراقبة السودان الذي كانت تتهمه "إسرائيل" بالمساعدة في توفير السلاح للمقاومة الفلسطينية (حماس في غزة)، وخاصة خلال الأعوام 2010-2014.

وقد أعلنت "إسرائيل" والإمارات العربية المتحدة، بوساطة أميركية، رسميًا أنهما قررتا تطبيع العلاقات بينهما وأنهما تبحثان حاليًا توقيع معاهدة سلام بين الدولتين، فإن التعاون المتجدد بين البلدين قد أتى بالفعل "ثماراً" استراتيجية،

● مصادر يمنية تشير الى المخطط الاسرائيلى

وبحسب نفس المصادر اليمنية، التي قدمت المعلومات لمصادر سورية، فإن "إسرائيل" والإمارات تقومان بجميع الاستعدادات اللوجستية لإنشاء قواعد استخباراتية لجمع المعلومات في جميع أنحاء خليج عدن، من باب المندب في جزيرة سقطرى إلى جنوب اليمن، الخاضعة لسيطرة الإمارات.

كما تعرف المصادر اليمنية نفسها كيفية تفصيل إنشاء القواعد الاستخباراتية الجديدة لـ"إسرائيل" والإمارات على النحو التالي:

ووفقًا لها، فقد وصل مؤخرًا وفد مشترك من ضباط الاستخبارات الإسرائيلية إلى جزر سقطرى، برفقة ضباط استخبارات من الإمارات، وقاموا معًا بفحص مواقع مختلفة للقواعد الاستخباراتية التي سيتم وضعها هناك.

وبحسب اليمنيين، فإن المناطق التي تم فحصها هي في المناطق المناسبة طوبوغرافياً لجمع المعلومات الإلكترونية عن جنوب اليمن و"الخليج" وخليج عدن وباب المندب