مقالات وآراء

الأربعاء - 30 سبتمبر 2020 - الساعة 07:03 م بتوقيت اليمن ،،،

الوطن العدنية/حاورها /رامى الردفانى

اصبحت قضية التطبيع تشغل الراى العام العالمى والعربى ولذلك نريد أن نسلط الضوء عليها من خلال التحاور مع بعض السياسيين العرب المهتمين بالقضايا العربية واليوم كان لنا لقاء مع الاستاذة سها البغدادى الصحفية والباحثة فى الشأن العربى والدولى والتى كشفت عن السيناريوهات المتوقعة بعد اعلان التطبيع

متى بدأ التطبيع تحديدا مع الكيان الصهيونى ؟

التطبيع العربى مع الكيان الصهيونى موجود بالفعل منذ عشرات السنين ولكنه لم يكن فى صورته الحالية ولم يكن معلنا وواضح كنوع من الحياء وحتى لا يتم نشر الخزى العربى بوضوح ، بمعنى ان التعاملات بين العرب والكيان الصهيونى كان يتم تمريرها سرا من تحت الطاولة ولكن الجديد أن الرئيس الامريكى موقفه فى الانتخابات ضعيف واراد ان يعقد اتفاقيات التطبيع مع دول الخليج علنا من أجل ان يستمر فى رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية ويعتبر اعلان التطبيع هدية لتدعيم موقف ترامب فى الانتخابات ولكن الشعب الأمريكى يمتلك وعى سياسى رهيب ويعى كل ما يدور فى الساحة

هل الصراع العربى مع الكيان الصهيونى يمثل خطر على العرب ولذلك ارادوا التطبيع ؟

الصراع العربى الاسرائيلى الظاهر لنا لا يمثل خطر مباشر على العرب وان الخطر الحقيقى الذى يهدد استقرار الدول العربية هو الخطر الداخلى المدعوم من الخارج وخصوصا بعد ثورات الربيع العربي وتغذية الشعوب العربية بمبادىء الحرية والديمقراطية وممارسة العمل السياسى بدعم عدة دول تريد السيطرة على المنطقة العربية تحت مظلة منظمات حقوق الانسان مما زاد من الصراعات الداخلية وتقسيم جبهات الشعب الواحد وقد اصبح هناك العديد من الجبهات السياسية والحزبية المتنازعة وتنوعت الانتماءات السياسية والائتلافات والحركات والمبادرات مما جعل الكيان الشعبى متصدع من الداخل وهنا تكمن الخطورة الحقيقية ونحن نحتاج الى ترتيب البيت من الداخل وتماسك افراده وحينها سوف نستطيع ادراك المؤامرات الخارجية التى تستهدفنا كعرب

ما هى مخاطر الاعلان الرسمى عن التطبيع بين بعض دول الخليج واسرائيل ؟

من اهم المخاطر التى نتوقعها نتيجة لهذا الاعلان الرسمى أن الجماعات الارهابية ستتولى القيام بعدة اعمال ارهابية داخل الدول العربية المتطبعة بزعم الدفاع عن الاسلام ، ومن المتوقع ان تزيد حدة الصراع والتوتر بين المقاومة الفلسطينية والكيان الصهيونى نظرا لاعتقادهم أن العرب قد تخلوا عن القضية الفلسطينية وأن القضية اصبحت لا تهم العرب بل تخص الفلسطينيين وحدهم مما سيجعل رفض المقاومة الفلسطينية لأى مفاوضات مع الجانب الصهيونى برعاية عربية نظرا لفقدان الثقة مما سيؤدى الى المزيد من الفوضى واعمال العنف من الجانبيين ولا ينعم الشعب الفلسطينى فى هذه الحالة بأى سلام وخصوصا اذا تم احلال السلطة الفلسطينية التى تتحمل عبأ امنى بالمنطقة وستلقى بهذا العبأ على الجانب الاسرائيلى


هل نتوقع ان السعودية ستعلن التطييع مع اسرائيل ؟


لا أظن أن تتخذ المملكة السعودية نفس خطوة الامارات والبحرين بل اظن انها ستظل تدعم الامارات والبحرين بهدوء دون تطبيع نظرا لمكانتها الدينية ولا ننسى أن المملكة هى مؤسس منظمة المؤتمر الاسلامى


لماذا اعلنت بعض الدول الترحيب بخطوة التطبيع الاماراتى البحرينى مع اسرائيل ؟

لم تستطيع بعض الدول انتقاد خطوة الامارات تجاه اعلان التطبيع مع الكيان الصهيونى ويرجع ذلك جزئيًا إلى اقتناع بعض الدول بوجهة النظر الإماراتية، بعض الدول غير المؤيدة للتطبيع لا تريد عزل هذا البلد الثري الذي يحظى بمكانة إقليمية متزايدة.

ما هى الأسباب الحقيقية للتطبيع ؟

ان أسباب التطبيع مع الكيان الصهيونى فى ظاهرها السلام وبداية صفحة جديدة مع اسرائيل ، ظنا من العرب ان اسرائيل ستخلصهم من مخاوف المد الايرانى بالمنطقة وخصوصا أن خطر ايران يظهر متجليا باليمن التى تهدد من خلالها دول الخليج وعلى رأسها المملكة العربية السعودية ، ولا ننسى وجود مصالح اقتصادية متبادلة ومصالح عسكرية مع أمريكا راعية التطبيع والدليل اعلان السعودية اليوم ان هناك توافق بينها وبين واشنطن لنقل تقنية تصنيع الصواريخ الى السعودية


ما توقعاتك لايران الفترة القادمة ؟

من المتوقع ان تسعى ايران جاهدة لتحسين صورتها امام المجتمع العربى الاسلامى وستعمل إيران على تعزيز سمعتها الإقليمية وستظهر بأنها الدولة الوحيدة المستعدة للوقوف في وجه إسرائيل ، مما قد يكسبها بعض الدعم الشعبي الإقليمي، ومن ثم قد تسعى لتصدع العلاقات بين الحكومات والشعوب العربية، فلا يزال العديد من العرب ينظرون إلى فلسطين على أنها قضية إنسانية ، حتى لو لم ينظرون إليها كقضية سياسية.

توقعاتك للدور التركى ؟

اتوقع ان تحتض تركيا المقاومة الفلسطينية وان تلعب دور توفيقى بين فتح وحماس لتظهر نفسها امام العالم انها الراعى الرسمى للقضية الفلسطينية وتستطيع من خلال هذا الدور كسب دعم شعبى عربى

هل ستلبى اسرائيل مطالب الشعب الفلسطينى بعد التطبيع ؟

لا اتوقع ان تعمل اسرائيل على تلبية مطالب الشعب الفلسطينى ولن تتوقف فعليا عن تنفيذ مخطط الضم لكنها فى البداية ستعمل على توقيفه من اجل استمالة دول عربية اخرى وايهام العرب ان التطبيع قد حقق السلام ثم تبدع فى اثارة المقاومة الفلسطينية وافتعال مشكلات مع الجانب الفلسطينى وبعدها تنطلق بتنفيذ المخطط بكل اريحية لانها أصبحت لديها القدرة على التطبيع الشامل مع العالم العربى بزعم تحقيق السلام مع دول التطبيع ولكنها لن تتنازل عن مخططاتها على الاطلاق ولن يستفيد الشعب الفلسطينى من مشروع التطبيع بل ستزيد المأساة لان الدول العربية المتطبعة أعطت اسرائيل قوة جديدة بهذا التطبيع مما قد يؤدي إلى زيادة المقاومة للمفاوضات الفلسطينية ولغة أكثر جرأة بشأن الضم في المستقبل.

ما هى الجوانب الايجابية لاعلان التطبيع ؟

هناك بعض الجوانب الإيجابية التي تظهر في أنه قد يقود المنطقة نحو حوار إقليمي بين ثلاثة من أقوى الدول غير العربية بالمنطقة (إسرائيل، وإيران، وتركيا)، وهو ما سيكون وسيلة بنّاءة للحد من التوترات. ومن الارجح اعادة دمج سوريا مرة اخرى وخصوصا ان الحرب الاهلية بسوريا اوشكت على الانتهاء ولا ارى ان امريكا ستعارض فى ذلك