عربية وعالمية

الخميس - 13 أغسطس 2020 - الساعة 03:45 م بتوقيت اليمن ،،،

الوطن العدنية/خاص


وصل وزير الصحة والخدمات الإنسانية الأمريكي أليكس عازار يوم الأحد إلى تايوان، على متن طائرة خاصة، ما أثار احتجاجا وإدانة شديدة من قبل الحكومة الصينية. وعلى الرغم من أن عازار بصفته مسؤولا رئيسيا عن الشؤون الصحية في إدارة ترامب، كان قد أوضح أن زيارته هذه تهدف لتعزيز التعاون الثنائي بين وانشطن وتايبيه في مواجهة مرض كوفيد-19، إلا أن المسؤولين السابقين في فترة إدارة أوباما دحضه قائلين إن عازار أعطى الأولوية للعوامل السياسية أثناء اختيار مواقع الزيارة بدلا من حدة تفشي الوباء. ونظرا لأداءه السابق، من السهل للناس أن يجدوا أنه لا يهتم إلا بكسب المصلحة الخاصة وتمهيد الطريق لمشواره المهني السياسي على الدوام متجاهلا المصالح العامة.



وذكر موقع الأخبار السياسية الأمريكية " Politico"، أن عازار قام بـ11 رحلة منذ أواخر شهر ابريل الماضي، وكانت 9 منها تركز على "الساحات الرئيسية للمعركة الانتخابية" للرئيس ترامب، بما في ذلك ولايات فلوريدا، جورجيا، ميتشيغان، ماين، كارولينا الشمالية، بنسلفانيا وويسكونسن.



ومن السخرية أن عازار أعلن خلال زيارته ل فلوريدا في الـ22 من مايو الماضي أن "اليوم ، تم تحسين قدراتنا على الكشف (عن فيروس كورونا الجديد) بشكل كبير، وذلك يرجع إلى إنشاء الرئيس نظام اكتشاف غير مسبوق". إلا أن الوضع الفعلي هو أن إدارة ترامب تتعرض لانتقادات بسبب الأداء الضعيف في الكشف عن الفيروس منذ بداية تفشي الوباء وحتى الوقت الحاضر.

وأشار موقع "Politico" إلى أن عازار أجرى زيارات مكثفة للولايات المتأرجحة في الانتخابات الرئاسية وأعطى الإطراء المستمر لترامب في حين تحتاج البلاد فيه إلى قيادته مؤسسات الصحة والخدمات الإنسانية لمواجهة الأوضاع الوبائية المتفاقمة، ما أثار دهشة المسؤولين الحاليين والسابقين بوزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأمريكية.

وفي الحقيقة أنه ليس أمرا جديدا بالنسبة إلى عازار الذي يسعى لكسب المصلحة الخاصة وتجاهل المصالح العامة، إذ كانت هناك سوابق كثيرة من قبل.

لقد عمل عازار في شركة الأدوية الأمريكية "Eli Lilly" لعدة سنوات قبل انضمامه إلى إدارة ترامب، فلديه خلفية عميقة في مصالح مؤسسات إنتاج الأدوية. وبعد توليه منصب وزير الصحة والخدمات الإنسيانة، شهدت أسعار الأدوية المختلفة ارتفاعا حادا.



وخلال الفترة من عام 2010 إلى عام 2015، ارتفع سعر الأنسولين "Levemir" الذي تنتجه شركة "Novo Nordisk " بنسبة 16٪ ، وارتفع سعر الأنسولين "Lantus " الذي تنتجه شركة "Sanofi" بنسبة 168٪ ، وارتفع سعر نوع آخر من الأنسولين " Humulin R U-500 " الذي تنتجه شركة "Eli Lilly" بنسبة 325٪ .

وكان السناتور بيرني ساندرز قد أعرب عن معارضته شديدة تجاه ترشيح عازار لمنصب وزير الصحة والخدمات الإنسانية ، وقال: "نحتاج إلى وزير صحة على استعداد لمحاربة جشع صناعة الأدوية وخفض أسعار الأدوية الموصوفة وليس وزيرا يسعى لكسب المصلحة الخاصة منها."

وذكر موقع الأخبار الأمريكي "Rollcall" أن عازار أنفق 105 ألف دولار في التبرعات السياسية منذ عام 2000 ، وتبرع بمبلغ 5400 دولار لحملة ترامب في عام 2016.

وأشار موقع الأخبار السياسية "Politico" إلى أن وصول عازار إلى منصب وزير مرتبط بدعم بعض المسؤولين الحكوميين، بمن فيهم نائب الرئيس مايك بنس والمدير الأسبق للجنة السياسة الداخلية للبيت الأبيض أندرو بريمبرج. وكان عازار عمل مع أندرو بريمبرج خلال فترة إدارة بوش، ويمكن إرجاع الارتباط بين عازار وبنس إلى أيامه في شركة "Eli Lilly " في ولاية إنديانا ، التي كان بنس حاكم الولاية خلالها.



وأظهرت أحدث الإحصاءات حول وباء فيروس كورونا الجديد الصادرة عن جامعة جونز هوبكنز الأمريكية أنه اعتبارًا من ال9 من هذا الشهر، تجاوز العدد التراكمي للحالات المؤكدة بالالتهاب الرئوي الناجم عن فيروس كورونا الجديد في الولايات المتحدة 5.05 مليونًا ، وبلغ عدد الوفيات 162000.

وقال المتحدث باسم حملة بايدن مايكل جوين، إن إدارة ترامب تعطي الأولوية للقضايا السياسية على قضايا الصحة العامة. ومع الازدياد السريع في عدد حالات الإصابة بمرض كوفيد-19 في جميع أنحاء البلاد، لا يزال عازار يستخدم أموال دافعي الضرائب لإجراء أنشطة الحملة، هذا أمر مخزٍ للغاية