حوارات وتحقيقات

الجمعة - 31 يوليه 2020 - الساعة 08:43 م بتوقيت اليمن ،،،

الوطن العدنية /كتب_منصور عامر


عندما يجبرك الشعر الحقيقي على التحليق في سماء الجمال ، وعندما تنهال على مسامعك الصور الشعرية المبتكرة والمترابطة بالمكان والزمان...
تدرك حينها أنك تقف أمام شاعرة وكاتبة مبدعة ومثقفة لاتبتذل الشعر أو ترصفه على طريق المفردات كما يفعل البعض ، ومن خلال متابعتي لما تنشره شاعرتنا وكاتبتنا اليمنية المتألقة منى الزيادي فأنها تعيدك الى سنوات المجد الشعري العربي المعاصر في خمسينات وستينيات القرن الماضي لزمن ، مي زياده ، فدوى طوقان ، نازك الملائكة وأخريات من تلك الاصوات النسائية التي أكتسن بالعروبة وعزتها...


فقد شدت أنتباهي هذه التجربة الشعرية فهي تغرد خارج السرب متفردة بأسلوب شعري جميل ، فصورها الشعرية المتحركة وكأنها تنسج من الحروف رداء جميل وتشكل زخارفه بطريقة مبتكرة لم يسبقها احد على حد معرفتي ليس ألا ، فكل بيت بقصيدتها يشدني ويمثل قصيدة متكاملة ، وهنا يمكن لذوي الاختصاص الغوص بذلك ، فأنا لست بشاعر أو ناقد له .
ولكني أرى تلك الصور الجمالية المعبرة عن نفسها ، فيما تكتبه شاعرتنا ومن وجهة نظري البسيطة والمجتهدة حتى لا أجد أحد يقفز كالطنينة ويقول مادخل هذا التلميذ الذي لايزال يبحر ويجتهد في عالم الكتابة والأعلام وهو في منتصف العقد السادس من العمر أن يكتب عن شاعرة يمنية رائعة ذات جودة عالية الدقة المتناهية والمتألقة في قصائدها وكتاباتها النوعية والتي توصف حالة الوطن وحال الامة العربية وجسدها الممزق من المحيط الى الخليج ، وحين تصرخ وتعبر عن أوجاعها وألامها بما أصاب وطنها اليمن المكلوم ، فأيمانها بالله وبوطنها الغالي ونصرته وفخرها وأعتزازها به ، تجبرك أن تكتب شئ بهذا الخصوص أوتتناولها بمقال .
وهنا تبرز الذات الوطنية لديها لتجسد الجذور والمعدن الأصيل للأنسان اليمني
وقد رأيت فيها ذلك العنفوان والحماسة الشعريه في أبهى صورها الجمالية

وحين أصغي الى الشعر وأتذوقه وأحب قراءته منذو الصغر كنت أسعى دوما لتغذية الذائقة الخاصة بي ، فقراءة الشعر أو الاصغاء له يصل بك الى دائرة من التأثير المباشر على المشاعر والاحاسيس وخاصة القصيدة الوطنية والعروبية ، فأنها تفتح لديك الشهية للكتابة والخيال والبحث والغوص في أصعب وأصدق الهموم من صلب واقع حياة الناس اليومية ومعاناتهم الآنية والمستقبلية وتراودك عند أتساع دائرة الخيال في الكتابة وبما يحصل في الواقع المعاش....
فتجد القلم ينسرب لحلول وتطلعات مستقبلية لتصويب الذائقة العامة عند القارئ الكريم المدرك لهموم الوطن الصغيرة والكبيرة....
فانا لست لدي ذلك الشبق...لانها ببساطة هي شاعرة تكتب السهل الممتنع وتختار ألفاظها بعناية وبمفردات مقبولة ، فهي تمنح من أصابه الجمود والتراخي حركة غليان حينما ترسم المشهد الشعري .
نعم هي ترسم الشعر رسما وتشكل قصائدها لوحات فنية راقية تعطي الجماد قبلة حياة وهذا يدل على إنها موهبة شعرية فذة بكل ماتحمله الكلمة من معنى .

ومن وجهة نظر بسيطة هذا هو الشعر الحقيقي الذي يفتح مدارك واسعة للخيال والتأمل وتجدها أحيانا تخرجك من الدائرة التقليدية للاسلوب المكرر للمعاني ، والعلاقة بين المفردات بطريقة متوازنة عندها ، هذا بأختصار عن شعرها ، فأما كتاباتها اليومية والذي يحمل في طياته معاني عظيمة

ويمكن القول عن تجربتها الشعرية والنثرية تتضح بأستخدامها للمفردات في أدق صورة وبشكل سلس فهي تمنح الكتابة وتنسج الشعر بخيوط من ذهب خالص ، وحين تقرأ ماتكتبه تجد تلك الاحاسيس المتقدة والمكتسية بالوطنية والقومية العربية في زمن خالد قد مضى ، فهي تأخذك وتأسر مشاعرك بماقيل في تلك الفترة الزاهية لتيار القومية الجارف وفكرها العروبي التحرري المستنير بخطابات طيب الذكر الراحل جمال عبدالناصر رحمه الله ، الداعية للتحرر من كل أشكال الاستعمار القديم وفي ترابط جدلي ونوعي مع حركة التغيير اليوم وصلف المستعمر الجديد


منى الزيادي الكاتبة والشاعرة تمتلك شاعرية كبيرة تنسكب وتسيل لتغرق أذان المتلقي بالأبداع وتمنحك أحساسا دافئا بالوطن والمواطن ، الدين والعروبة ، القومية والتحرر ، المبادئ والقيم ، التغييروالتطلع ، والتي تجسدها في كل قصائدها وكتاباتها ، هكذا أجدها فلها مني كل الاحترام والتقدير من مواطن يمني عروبي حتى النخاع ، تشرب الكثير من تلك القيم التي تنشدها وتكتبها وتجددها منى الزيادى في أروع الصور التي تخطها أناملها...
وختاما أقول أنها تستحق أن نطلق عليها شاعرة الملايين لنبض شعب حر