مجتمع مدني

الإثنين - 29 يونيو 2020 - الساعة 09:44 م بتوقيت اليمن ،،،

الوطن العدنية/كتب/نزيه مرياش


تحدثت في خطابك للجنوبي والشمالي ، وبأختصار و بلهجة ممزوجة بالحنية بسرها وبالقسوة بظاهرها كأب يوبخ أبناءه ، و قطعت بمفرداتك الواقعية لسان من يرى منهم نفسه وصيآ على الشعب اليمني ، و بصوتك الحنون المرعد حذرت كل الفصائل المحلية و ايضآ الأقليمية و الدولية ، وبطريقة رومانسية و بحروف سرية أخبرتهم بأن الذي أخطأ ملتزم باصلاح أخطائه لكون وقتها ليس مناسب ، وأن الذي يعتقد أنه وصي على بقية الأطراف سيندم وسيتمنى بأن يكون حتى جزء من طرفه ، وكأب عادل زرعت في عقول أبناءك الذين من حولك في الاجتماع فكرة ( لن أميز ولد عن ولد ) ، وبأنامل يدك قرصت كل من شاهدك لتعقيلهم ليبداء الحوار ويبداء كلام العقل ، و رسخت في جذور عقولهم وأفكارهم بأنك الرئيس وأنك مازلت القائد الاول وأنك الأمر والناهي وأن الذي سيحقق للوطن هو ما يهواك والذي يشتهي المجتمع الدولي ( الأنسب للجميع دولة اتحادية) وليس ما يهوى المسؤولين (مصلحتهم) ، و وجهت عتابك لصغير والكبير للفاهم وللجاهل للعاقل وللمجنون وذكرتهم بالعواقب و بأن ليس لكم مفر من أتفاق الرياض ..
وأجمل ما عزفت وغنيت بحفاوة و برحمة و بقهر و بصوت عالي حزين عندما تحدثت عن وقف إطلاق النار وعن إيقاف نزيف إراقة الدماء ، ودعيت لسلام والحوار ونبذت الحرب و ويلاته المحزنة والمخزية ، وهمست في إذن كل شخص ( ستأخذ ماهو لك وستترك ماهو لغيرك ) ، و شرحت و بإسهاب ولكن بدقائق معدودة بأن اليمن سيتغير ولن يحكمه أفراد أو قبيلة كما كان حاله قبل اجتياح الحوثي عدن ، بل سيحكم اليمن مؤسسات دولة ...
فيا جيل الوحدة ( الجنوبي والشمالي ) لقد صبرنا وعوضنا عن ويلات الوحدة ،وقد أرسل الله لنا من ينقذنا من معاناتنا، حيث سيجعل الحكم عبر مؤسسات الدولة التي تعني أننا سنتحرر من ماضي الحروب والدماء والشهداء و سيطغي الأمن والأمان ، بل سنتحرر من الحكم الأسري وظلمه و من القيادة المنفردة وتابعيها ، و سيحكمنا اهل الكفاءات
والمؤهلات ،وسننصف من التقسيم الأسري لثروات الوطن ، حيث أن الثروات ستسخدم لبناء البنية التحتية وبذات المؤسسات التعليمة التي تعتبر النافذة لتطور الدول التي صنفت من المستوى المتوسط والمتدني ، وسنصبح مواطنين سواسية كأسنان المشط ، وستنتهي الأحقاد بيننا التي زرعها سابقيه ، وستعود الأخوة بين أحفادنا ، و ستباد الصوملية و القاعدية و الإرهابية ، فبذلك ستزين صورتنا في بقية بلدان العالم التي ستستقبلنا كسياح وليس كأيدي عاملة أو أرهابيين كما كان يصنفنا من سابق بأن اليمنيين إرهابيين و جهلة ...
لذلك إن طال انتظارنا سيطول معه صبرنا وسنستمر على هذه الحالة إن أردت يا رئيسنا حتى عقودا ، فمازلنا راضين بمعاناتنا ، و سنصبر و سنتحمل و سنأكل بدل الطعام ترابا و نشرب بدل الماء هواء وإن أردت أن نتنفس بدل الهواء غازآ ساما لتنفسنا ، فإن حرمونا من رواتبنا دهرآ سنقول لهم أضيفوا لدهر ادهرآ ، وإن زرعوا بيننا التفرقة والمناطقية والأحقاد سنقول لهم سيجمعنا الأصل والتراب والوطن ، وكل هذا لأجل ثقتننا بك يا رئيسنا كثقة النور لشمسه والبدر لقمره والشجر لقطرات سحابه لأنك و بسياستك تنحت سفينة الأمان لأبناءنا ونعلم بأنك ستصلنا نحن(جيل الوحدة الجنوبي والشمالي ) إلى بر الأمان ، شاء من شاء و أبى من أبى ....