أخبار محلية

الخميس - 13 فبراير 2020 - الساعة 02:27 ص بتوقيت اليمن ،،،

الوطن العدنية /تقرير (ديبريفر)


بعد ثلاثة اشهر، على توقيع اتفاق الرياض، بين الحكومة اليمنية (الشرعية)، والمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات، يبدو أن طرفا الاتفاق والدولة الراعية له(السعودية)، قد توصلوا إلى قناعة تامة بفشله.

وكان واضحا منذ توقيع اتفاق الرياض في 5 نوفمبر الفائت، انه مجرد اتفاق لن يغادر الأوراق التي كتبت بنوده وملحقاته عليها، ولن يتم تنفيذه والالتزام به.

ورغم ان الاتفاق جاء لمنع حدوث مواجهات العسكرية بين قوات الحكومة الشرعية و الانتقالي، ولترتيب أوضاع المحافظات الواقعة تحت سيطرة الحكومة اليمنية جنوب وشرقي البلاد، سواء ترتيب مالي وإداري، أو ترتيب أمني وعسكري، إلا أن شيئا من ذلك لم يحصل، وقد شهدت العاصمة المؤقتة عدن وبعض المحافظات عمليات اغتيالات واسعة، في حين لم تتوقف المواجهات العنيفة في أبين وشبوة.

كما ان ما قامت به الإمارات من تصرفات تؤكد أن وجودها بشكل سيء داخل تلك المحافظات لا يزال فاعلا ومؤثرا سلبا على المسار التنفيذي لاتفاق الرياض.

وعمليا انتهت المدة الزمنية للاتفاق يوم الاربعاء الفائت(5 فبراير الجاري)، مسبوقا بعاصفة تهديدات تبادلها الطرفان الحكومي و الانتقالي، الأخير يتوعد الأول بطرده من عدن وبقية المحافظات الجنوبية، والأول يهدد باجتياح عدن.

كل ما سبق كان متوقعا، لكن ماهو غريب مهادنة السعودية راعية الاتفاق لطرفا الصراع، وخاصة الانتقالي، وعدم تعاملها بحزم لانفاذ الاتفاق، وكأنها موافقة على تمادي الانتقالي المسنود بدعم اماراتي صريح.

ويوم الأحد، منعت قوات الانتقالي دخول وحدات من ألوية الحماية الرئاسية، بمبرر ان قدومها من شبوة يعد التفافا على اتفاق الرياض، والغريب أن القوات السعودية التي كانت ترافق وحدات ألوية الحماية الرئاسية تركتها على مشارف عدن ودخلت وحدها وكأن الأمر لا يعنيها.

قبل ذلك، أي يوم السبت الفائت، كانت مقاتلات التحالف تحلق بكثافة في سماء محافظتي عدن ولحج.

وفي سياق متصل، كشفت مصادر في الحكومة اليمنية، عن وجود قيادات عسكرية يمنية في العاصمة السعودية الرياض، منذ نحو 10 أيام، وذلك لاطلاع السلطات السعودية والرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، عن اسباب فشل تنفيذ بنود الملحق العسكري لاتفاق الرياض.

القيادات العسكرية التي ذهبت إلى الرياض، هي الأبرز او بمعنى ادق، آخر ما تبقى من قيادات بذات الحجم في صفوف الحكومة اليمنية(الشرعية) في المحافظات الجنوبية، وفي مقدمتها قائد اللواء 39 مدرع العميد عبدالله الصبيحي، وقائد اللواء 115 مشاة العميد سيف القفيش، وقائد اللواء الثالث حماية رئاسية العميد لؤي الزامكي، وقائد قوات الأمن الخاص في أبين العقيد محمد العوبان.

ونقلت وسائل اعلام محلية، عن مصادر من بين تلك القيادات العسكرية، قولها انها التقت بالعميد ناصر هادي ابن الرئيس اليمني، كما التقت بقيادات عسكرية سعودية رفيعة المستوى، وناقشت معها "بدء خطة الانسحابات المتبادلة، وإعادة انتشار القوات المنسحبة في موأقع جديدة".

زيارة القيادات العسكرية اليمنية إلى الرياض، ظهرت نتائجها السلبية منذ مطلع الاسبوع الجاري، من خلال التوتر المقلق، وتصاعد التصريحات الإتهامية حول اتفاق الرياض والالتفاف عليه، كما وان أطرافا الصراع يبدوان في حالة تأهب قصوى لخوض معركة، يرى مراقبون انها ستكون الأعنف.

وهناك في الجانب الحكومي يشكك مسؤولون بعضهم علنا، واخرون سرا، بجدية السعودية في نجاح اتفاق الرياض، ويتهمون المملكة بالرضا عن كل ما يفعله الانتقالي.

المسؤولون الحكوميون يقولون بتذمر شديد:" ما كان الانتقالي ان يتمادى اذا كانت السعودية جادة في المضي قدما لإنجاح اتفاق هي من رعته".