مقالات وكتابات


السبت - 28 ديسمبر 2019 - الساعة 01:24 ص

كُتب بواسطة : جمال مسعود - ارشيف الكاتب



صدق الشاعر  في مقولته الحكيمة

تأبى العصي اذا اجتمعن تكسرا …. واذا افترقن تكسرت آحادا

في الوقت الذي يشهد فيه العالم اضطرابا واسعا ويعيد تشكيل كيانات وتكتلات وترتيب جديد للتحالفات وقعت المنطقة العربية بصفة عامة  ساحة ومعترك للتنافس الدولي القادم الباحث عن بناء النفوذ الجديد على انقاض النفوذ السابق ضحية الربيع العربي المشئوم الذي اطاح فقط برموز التحالف الدولي القديم في المنطقة العربية وبحسب المقولة الشهيرة لوزيرة الخارجية الامريكية الاسبق كونداليزا رايس التي اشارت الى ان المنطقة العربية تشهد مخاضا عسيرا وانها حالة من الفوضى الخلاقة كوصف للتحرك الشعوبي على الارض في كل من تونس مصر واليمن وسوريا وليبيا والسودان بعد ان تجاوزت كل من الاردن والمغرب والجزائر والكويت موجة الربيع وانحنت منها لتمر بسلام على انظمتها وشعوبها ولتقع بقية الدول العربية بين رحى موجة التغيير الساحقة الذي لازالت سوريا وليبيا واليمن تعتصرها تياراتها بدوامة الانتفاضات الغامضة غير واضحة المعالم والابعاد .. وهاهي منطقة جنوب الجزيرة العربية البوابة الجنوبية للبحر الاحمر ومفتاح العبور من بحر العرب نحو الاحمر والمتوسط بشقيها اليمني والجنوب العربي المعاد تشكيله والترويج له هي واحدة من تلك الدول التي تتغير جغرافيا وسياسيا في سياق موجة التغيير الربيعية والتي خرجت عن السيطرة وعصفت بها الرياح خارج برامج ثورة التغيير الفقاعية لتنفجر في كل مكان لتعود الى الحضن الحقيقي المستوعب لها ارثا تاريخيا فيلتقط الحوثيون تيار ايران الاستراتيجي يمنها والحراكيون تيار العرب جنوبها العربي
لتتمدد الحركة الحوثية من صعدة شمالا مع الحدود السعودية باتجاه الجنوب الى باب المندب محاولة التقاط مفتاحه الذي سارعت دول التحالف العربي تيار السعودية جنوبا الى قص يد ايران قبل ان تصل الى الباب فتقطعها بفأس جنوبيه .. فيلتف الجنوبيون كتلة واحدة صلبة متماسكة بهتاف واحد يحملون بندقية واحدة فوهتها نحو الغزاة الحوثيين ومشروع ايران العجمي الطموح بالاستيلاء على المنطقة عبر الوكيل اليمني .. ليتمكن الجنوبيون الاخوة صفا واحدا من اخذ مفتاح باب المندب والوقوف حارسا أمينا وصمام امان للمشروع العربي الاستراتيجي ( المندب قناة السويس ) بوابتا البحر الاحمر المحكمة برعاية المملكة قائدة التحالف العربي ومصر العروبة والفارس الجنوبي المغوار
ماتمكن منه الحوثيون للاسف وتجنبوا الانزلاق في متاهاته وقع الجنوبيون فيه سبقا للاصرار والترصد . فقد سعى زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي الى توحيد الصف وفرض وحدة الجبهة الداخلية بكل الوسائل وجمع الاشلاء الممزقة واعاد نسجها من جديد بطابع عقدي متشنج بصرخة الموت التي ارعبت كل المكونات وساقتهم نحو الامام الاعظم صاحب الصرخة زعيم الحركة الحوثية عبدالملك الحوثي الذي انصاع له القادة العسكريون فسلبهم الهيبة والريبة وخضعت له قبائل الطوق فطوقها من العنق والجم نياقها فناخت بين يديه ، وهاهو اليوم يهتف فيلبوا ويحشد فيستجيبوا ويخضر وجوههم فيخضروا  ويحمرها فيحمروا ليس لشيء وانما لاظهار الانصياع الشعبي والخضوع التام لارادة السيد صاحب الكهف ، هذا مانجح الحوثيون به فصار لهم قائد واحد يوجه لسان واحدة فتنطق ويد واحدة فتمضي وتوقع وقائد واحد هو يأمر الصاروخ فينطلق والسجان فيخلي سبيل المساجين هذا القائد ممثل الكاهن الاعظم في طهران انه زعيم الحركة الحوثية في عاصمة العواصم الايرانية الرابعة بكل تشدق ونزق بالعلانية  . لكن الجنوبيون بعد ان احكموا قبضتهم على باب المندب نسوا المكان الذي وضعوا فيه المفتاح فصار ينفتح وينغلق بغير علمهم وتعبث ريح التقلبات السياسية والتحالفات الاستراتيجية بدفة الباب فلا يستطيع الحارس الجنوبي ان يغلقه فالقائد الذي سيأمره بذلك هو في الرياض واحيانا في ابوظبي وتارة في اسطنبول غير الذي في عدن كلما هم باغلاق الباب ودفع به الجنوب الشعبي ليأخذ المفتاح هاجمه في عدن نفسها من حوله من العسكر وهم لايعلمون ،  غير انهم مكلفين بمنعه من اخذ المفتاح .. لماذا .. لا أحد يعلم ..؟  لقد اخطأ الجنوبيون بحق جنوبهم وبحق انفسهم ايضا باختلافهم ومخالفتهم للبوصلة الجنوبية فلم تعد هناك سفينة سترسوا بهم في مكان آخر .. انتهى كل شي … والتحق كل فريق بجنسه ونسيجه وتشكلت كل الاجسام على اشكالها .. فلم يبقى سوى الجنوبيون لازال بعضهم غير مدرك تطلبات المرحلة القادمة لقد انقسمت الخيمة بين العائلتين فلم يعد صالحا ان تختلط العوائل ،  فكل عليه ان يلتحق باهله قبل كل شي ،  فليس امام الجنوبيين سوى خيمتهم يقتسمونها فيما بينهم قسمة اخوة بصفاء وسكينة وعليهم ان يتراضوا فيما بينهم فخلف الخيمة من يتربص بهم الدوائر بانتظار ان يجهز بعضهم على بعض فيخرج اليهم ويكمل غرز الخنجر من يد احدهم في صدر الآخر لتكتمل الجريمة فيأخذ بيد المجرم الى اروقة العدالة الدولية ولينصب نفسه حاكما ووصيا على الشعب والارض والخيرات .. فاما التعاضد ايها الجنوبيون واللين لبعضكم عصى بجانب اختها واختها واختها لتصير حزمة تشد بعضها بعض او التآكل فتتكسر عصي العود الاحمر واحدة واحدة تبدأ بشبوة لتنحذر نحو ابين فتعصر الجنوب وتخنقه ليسقط مغشيا عليه في عدن ولحج والضالع فيخرج الحوت الازرق من خلف المعاشيق متجها نحو الشرق ليلتصق بقافلة المشرق القادمة من حضرموت الحضارة بمهرة اصيلة معززة بدنيا العجائب السقطرية لتكتمل لؤلؤة الجنوب المطرزة بتشققات دم الاخوين ليسلمها قائد المرحلة اما الى الروم واما الى الفرس او الترك الاردوغاني ليعود التاريخ من جديد للامبراطوريات العظمى في القرن الحادي والعشرين

افتراضات الكاتب / جمال مسعود علي
الجنوب ٢٠٢٠م