مقالات وكتابات


الأحد - 15 ديسمبر 2019 - الساعة 01:51 ص

كُتب بواسطة : د. كمال البعداني - ارشيف الكاتب



معلوم أنه لا يوجد ثوابت في السياسة ولكن هناك مصالح متغيرة، فـثوابت السياسة هي تغير المصالح كما قيل . فلقد كان الامام احمد حميد الدين من اشرس المحاربين للسعودية في الحرب التي جرت بين اليمن والسعودية عام 1934م ايام حكم ابيه الامام يحيى حميد الدين . وقد انتهت تلك المواجهات بما عرف ب ( اتفاقية الطائف) والتي كانت بنودها نتيجة طبيعية لنتيجة الحرب . وبعدها بعام واحد حدثت محاولة اغتيال الملك عبد العزيز ال سعود في الحرم المكي على يد ثلاثة من بيت حاضر من ضواحي العاصمة صنعاء . وقد وجه الاتهام لسيف الاسلام الامير احمد ابن يحيى حميد الدين الذي اعترف بذلك في قصيدته ( الملحمة ) . ومع ذلك كله وقف معه الملك عبد العزيز بقوة ضد ثورة 1948م بزعامة عبد الله الوزير . ثم وقف معه الملك سعود ضد ثورة 1955م في تعز والذي تزعمها سياسيا اخوه سيف الاسلام عبد الله ابن يحيى ، وعسكريا المقدم احمد الثلايا . كما وقف الملك سعود ومن بعده فيصل مع الامام محمد البدر ابن الامام احمد ضد ثورة 26 سبتمبر 1962م . وبعد ان استطاع الامام احمد القضاء على ثورة 1955م في تعز واعدام قادتها وفي مقدمتهم احمد الثلايا وكذلك قام باعدام اخويه الاميرين عبد الله والعباس . شرح في قصيدة طويلة او ملحمة مكونة من مائتين وثمانية وخمسين بيت ، كما اوردها اللواء محمد علي الاكوع رحمه الله في كتابه ( شخصية الإمام أحمد حميد الدين ورجالات عهده ).. ونستطيع القول ان تلك الملحمة قد اورد فيها الامام احمد السيرة الذاتية لشخصه . منذ بداية انطلاقه في حرب الزرانيق وغيرها من الحروب حتى القضاء على ثورة 48م وثورة 55م مبينا فضله على اسرته واخوانه وكيف انهم غدرو ابه . مستعرضا لخصومه بالاسم من اعدم منهم ومن بقي امثال الزبيري والنعمان والورتلاني وغيرهم كما تطرق الى اشياء خاصه به وبشخصيته وشجاعته . وكذلك نال في قصيدته من عبد الناصر . وقدم شكره لأل سعود واعتذاره لهم من تهوره بارسال من يغتال الملك عبد العزيز في الحرم المكي اثناء الطواف ..
وقد بدا ملحمته والتي اختار لها عنوان ( الحمد لله رب العالمين ) . بداها بقوله :
ألا إني بُليتُ بهاشميٍ
خؤوُلَتُه بنو عبدِ المدانِ
فضاق الأمر و "المنصور" مثلي
. ضاق به لأن أخي ابتلاني .
الامام احمد يتحدث هنا عن اخيه عبد الله الذي ثار عليه واعدمه بعدها . والبيت هو للخليفة العباسي ابو جعفر المنصور وقد عدل به الامام احمد بعض الشي فحوله من ولو اني بليت الى ألا اني بليت . والطريف ان اخوال سيف الاسلام عبد الله هم بنو المداني نفس اصهار ابو جعفر المنصور . واستمر في قصيدته يشرح كل شي عمله وكل شي واجهه الى ان وصل الى آل سعود فقدم لهم الشكر على وقفتهم معه والاعتذار على ما بدر منه فقال:

ولا آلو لآل سعود شكراً

جميعهم فكلهم رعاني

بعطف أو بنصح أو بمال

كذلك سلاحهم دوماً أتاني

فقد كانوا معي دوماً كراماً

وكانوا العون إذا خطب عناني

ففيصل أو سعود خير جار

وفي عبدالعزيز الجود جاني
ورغــم الــحقـد فـي يــوم عليه
وشـيـطـاني لـقـتـلـه قـد دهــاني
. فـقـد كـانــتْ مــؤامــرني عليه
إلى (الـبـيـت الحرام)ما خـزاني.
فــأرسـلـت الـرجـال لـكـي ينالواْ
حـيـاته جـانب (الــركن الـيماني)
. فــأنـجـى الله مـهـجته فأغضى
عن الـجرم الذي حمقي دعاني
فــوسـع حـلـمهُ مـن قـبح فعلي
وناصرني على من قـد عـداني
. وكان (سعود)عوناًحين أدمى
فؤادي حادث (الحوبان) عاني
. وخانني (الــثلايا)مع صنــوي (عــبـدالله)و(عــــبـاس)أذانــي
. فـــناصرني وأيـــدني بصدق
وعــون (البدر)منه فضل ثاني
#كمال_البعداني
15ديسمبر 2019م