مقالات وكتابات


الأحد - 01 ديسمبر 2019 - الساعة 05:05 م

كُتب بواسطة : محمد مرشد عقابي - ارشيف الكاتب


للشباب أهمية بالغة ومكانة خاصة لا يعرفها إلا أصحاب العقول المتفتحه والراجحة، فالشباب هم عماد الأمة وعمودها الفقري وهم زهرة وصفوة وقرة عين المجتمع، ونعمة الشباب هي من أجل النعم التي كرمنا بها الله تعالى، وهذه الشريحة هي الأساس الذي ترتكز عليها المجتمعات القوية وهي قاعدة التقدم والتحضر لديها، فالشباب هم القوة الخارقة التى تنهض بها المجتمعات وترتقي بها بين مصاف الأمم الأخرى، وكما يقول المثل أكثر المجتمعات وأشرفها مستقبلاً هي أغناها شبابا.

اننا إذا أردنا أن نعرف مستقبل أي أمة فلننظر إلى شبابها واهتماماته، فإذا رأيناها أمة شبابهاً متديناً فمعناه انها أمة جليلة الشأن قوية البناء، فالشباب هم السباقون إلى قبول الدعوات الإصلاحية ومواجهة الباطل والإسرع إلى قبول الحق لانهم ليس لديهم أطماع في الحياة.

وإذا رأيناها أمة شبابهاً هابط الخلق، يتساقط على الرذائل منحل ومنحرف بسلوكه وسلوكياته وعاداته وتقاليده مسيطرة عليه النزوات والنشوات والرغبات فمعناه انها أمة ضعيفة مفككة مهترئه مترهله ومتهاويه، سرعان ما تنهار أمام عدوها ومصيرها الهلاك والزوال لا محالة.

فلا قيمة لمجتمع شبابه منهمك في المعاصي واللذات وليس لديه فكر وقدرة وامكانية على تحمل المسؤوليات والقيام بالواجبات.

لذا فأن فالحضارة والتقدم والرقي والإزدهار مرهون بوجود الشباب القوي الواعي والمدرك للقيم الإسلامية الحقة القادر على تحقيق أمال وأماني وتطلعات ذاته ومجتمعه، وقد اهتم الإسلام بالشباب إهتماماً عظيماً لأنهم عصب الأمة ورجالها, وقد قامت النهضة الإسلامية على اكتافهم وسواعدهم وبذلوا من اجلها كل غالي ونفيس وجاهدوا في سبيل الله حق جهاده وكان لهم مكانة عظيمة في بناء الأمة والرقي بحضارتها بمختلف المجالات علمياً وثقافياً وفكرياً وعسكرياً وتمت علي أيدي الشباب المسلمين فتوحات تعجب وانحنى لها التاريخ، وذكر لنا التاريخ صوراً رائعة للقيادة الشبابية الرسالية فيوسف عليه السلام ذلك الشاب الذي آتاه الله العلم والحكمة عندما بلغ أشده وأصبح ذاك الفتى القوي الصابر الصامد أمام عواصف الشهوة والإغراء بالجنس والاغراء بالمال والجاه وأمام ضغوط الاضطهاد والقمع والمطاردة والتهديد بالسجن والنفي والفتى الثائر المحطم لكل القيود وأغلال العبودية والشهوات وعادات المجتمع الفاسد، وموسى عليه السلام ذلك الشاب الذي عاش في أحضان البيت الفرعوني بيت الطاغوت والجبروت والتـرف والجاه والدلال، حيث اتخذه فرعون ولداً له لكنه بقي متمسكاً بجذور الرسالة الربانية فكان يتجنب معونة الظالمين وينتصر للمظلومين ويدافع عنهم ويمد يد العون والمساعدة للضعفاء والمحتاجين وكان يتحمل الآلام والمعاناة والمطاردة والهجرة من أجل ذلك، كما ان هناك الكثير من المثل التي تؤكد على ترك الشباب لملذات الدنيا واقبالهم بل وتهافتهم لبذل الروح والمال في سبيل احقاق الحق وكشف زيف الباطل.

وفي جنوبنا الحبيب اليوم نشاهد رعيل من هذه النماذج الشبابية الفذة التي لبست القلوب على الدروع وتسابقت على المنية من اجل الحرية والكرامة وهم يلبون نداء الواجب في الذود عن حياض الوطن ومنذ ان شنت مليشيا الحوثي حربها علينا، اليوم نرى الشباب الواعي وهو يقود ملحمة النصر في كل الساحات والميادين باذلاً الروح والعطاء الجازل دون مؤاربة او تراجع في اكبر معركة بين الحق والباطل يشهدها التاريخ, لذا ايها الشباب الباسل يامن حيرتوا العالم بمعجزة هذه الملاحم البطولية وبروح التضحية والفداء التي لا تهاب الموت إن المسؤولية الملقاة على عاتقكم وكاهلكم كبيرة وخاصة في مثل هذا الظرف الذي يعيشه الجنوب الجريح والنازف دماً وألماً والمثخن بالأوجاع، فيجب ان تكونوا حذرين من الأفكار الهدامة حتى ولو كان ظاهرهاً الصلاح والإصلاح، وانتبهوا إلى عظم المسؤولية الملقاة عليكم تجاه وطنكم ودينكم وأمتكم، واعملوا واجتهدوا فنهضة هذا الوطن الغالي والأمة التي تعيش فيه لن تقوم إلا على أكتافكم.