مقالات وكتابات


الأحد - 24 نوفمبر 2019 - الساعة 12:35 ص

كُتب بواسطة : د. فوزي النخعي - ارشيف الكاتب



في بلادي فقط التاريخ لا يشفع لمن صنعوا التاريخ، حتى وان كانوا قد سطره اصحابه بالذهب، كم من هامات سطرت التاريخ وصالت وجالت في بقاع شتى لأجل صناعه التاريخ.

لقد استوقفني هذا الموقف بالامس وانا في اروقة مكتب ديوان وزارة المالية مشهد لا اتمناه أن يتكرر مع أناس لهم بصمات كبيرة ولهم في قلوب محبيهم مكانه، هذا المشهد هو انني مصادفة التقيت اليوم بهامة كروية كبيرة لها تاريخها ومجدها، رسمت الفرحه على وجهوه محبي الاخضر العدني (وحدة عدن) البسمة لسنوات وسنوات، ورسمت البسمة في كثير من الملاعب المحلية والدولية، لاعب انيق جدا وبسيط جدا، لاعب متواضع وخلوق جدا، هذا اللاعب هو الكابتن خالد عفارة.

الاعب الذي لطالما احببته رايته بالامس في اروقة مكاتب دوان وزارة المالية بالعاصمه الموقته عدن هذا اللاعب الكبير نجم وحدة عدن ونجم المنتخب الوطني، وصمام امان الدفاع وجدته وقد اتعراه الشيب فلوهلة لم اعرفه وجدته برفقة صهره وبيده اوراق يذهب بها من مكتب الى اخر في اروقة مكاتب ديوان وزارة المالية، وسألته أين هو الكابتن خالد عفارة؟ فأشار اليه هذا هو خالد عفارة سبحانه الله لم اعرف ذاك النجم المحبوب واللاعب الانيق اعتراه الشيب وأصبح منهك ومتعب.

نسي كل موظفو وزارة المالية قيمة هذا اللاعب وما قدمه في ميادين الوطنية والتمثيل الوطني الذي طاف وسافر في انحاء شتى لأجل أن يرتدي قميص الوطن، فمسرت نحوه، فقلت له لماذا تجري هنا وهناك في تلك المكاتب والابواب توصد دونك، فقال: لي أخي الكريم لي ما يقارب السنتين وانا بدون مرتب وكل من مدير مالية الجيش ووزارة المالية يلعبون عليا يمنة ويسرة، وكل واحد منهم يعطيني توجيهات للاخر بأن راتبي عنده.

واذا به يخرج اوراق وانظر الى تلك الاوراق تفأجات مما رايت، واصبت بصدمه أن يكون حال هذا الرجل بعد كل ما قام به في المستطيل الاخضر، نظرت اليه محاولا التخفيف عليه، وقلت: خيرا سوف اتواصل مع من اعرفهم من قيادة وزارة الدفاع لننظر في أمرك، وقبل أن أقوم واتركه قال: لي ان كان من شكر سوف اشكر به احدا فهو شكر لمعالي وزير الداخليه نائب رئيس مجلس الوزراء المهندس احمد بن احمد الميسري، قلت: لماذا الميسري؟ رد عليا هو الوحيد من وقف معي ودعمني ونقلني الى الداخليه وامر بصرف رتبه، فسألته ماهي رتبتك الآن اخذ نفس عميق مع شهيق مصحوب بألم قال: لي انا لازلت جندي بينما الوزير الميسري اعطاني توجيه برتبة رائد، ولكن لم يتم ذلك.

جلست معه فترة وانا اتذكر معه ذلك التاريخ الحافل والزمن الجميل في أوج عطائه وشبابه وعنفوانه وهو يصول ويجول في المستطيل الاخضر، قلت له سوف اكتب هذا للتاريخ لكي يتم اعطاء امثالك حقهم في العيش الرغد والكريم.

*ودمتم سالمين*