مقالات وكتابات


الخميس - 21 نوفمبر 2019 - الساعة 06:13 م

كُتب بواسطة : نصر اللحجي - ارشيف الكاتب


اعترف انا نصراللحجي كمواطن من ابناء عدن
إنني لا اجد اي صعوبة او خوف او قلق في نشر
طلب حناني طناني بتنفيذ حكم مستعجل بإعدام
الجناة المنفذين لعملية قتل الشاب جلال في المعلا
الاسبوع الماضي وسواء كانو الجناة رجال او شباب او حتى مراهقين واطفال .
-- ولكنني اعترف ايضآ وبكل صراحة ان عدم خوفي
من المطالبة بإعدامهم نهارآ جهارآ وبكل وضوح ليس
شجاعة مني في احقاق الحق ورغبة مني في ان
يسود العدل والامان في عدن وان تقام حدود الله
كما يأمر ديننا الحنيف.
-- ولكن السسبب الحقيقي من عدم خوفي من المطالبة بإعدامهم لإنهم متهمين ومجرمين وقتلة ينتمون إلى مجرد عائلات بسيطة في عدن وليس
لهم مرجعيات مناطقية او قبلية او حكومية او امنية ،حتى اخشى من انتقامهم مني حاليآ او
حتى مستقبلآ !
-- وهذا هو السبب الوحيد الذي جعل من الفرقاء
المتخاصمين في المجتمع ان يتحدو ويتفقو على
ضرورة واهمية التسريع بمحاكمة المتهمين في
قضية المجني عليه خالد وإقامة القصاص والحد
عليهم بإعدامهم !
بينما نراهم جميعآ يدفنون رؤوسهم تحت التراب
كالنعامة ،ويختفون تمامآ ولا ينشرو اي مطالبة
إذا كان القاتل يتبع لجهة امنية او عسكرية او
ينتمي لمحافظة او منطقة لها نفوذ .
--شخصيآ انا مقتنع ومؤمن ان الجناة في هذه
القضية هم ضحايا مثل ضحيتهم وقتيلهم خالد
رحمةالله عليه ، وهذ لايعني انني مع جرم ما
ارتكبوه او اطالب بتكريمهم .
ولكنني اقول في نفسي لعل اهم سبب من الاسباب
التي دفعتهم وشجعتهم على ارتكاب جريمتهم
البشعة هو مشاهدتهم ومعايشتهم للواقع في
عدن خلال الخمس السنوات الاخيرة فكم وكم
من جريمة قتل في عدن حصدت ارواح كثير من
الابرياء وفي كل القضايا يتم تهريب الجناة او
تمييع القضايا او حبس البعض منهم في سجون
خمسة نجوم اكلين شاربين مخزنين ولربما ايضآ
إجازة خميس وجمعة !
-- وكل ماسبق يتم تحت مبرر عدم تفعيل القضاء
والمحاكم وعدم وجود الدولة.
او تسييس القضايا الجنائية البحتة لإنتماء الجناة
والقتلة لمناطق ذات نفوذ سلطوي او امني .
--والأبشع هو إستخدام الجرائم والجناة من قبل
وسائل الإعلام او وسائل التواصل الإجتماعي و
الناشطين لتصفية حسابات مناطقية او سياسية
كمادة للتراشق الإعلامي فقط ، لطالما نتج عنها
ضياع حقوق المجني عليهم وانتصار المجرمين
والجناة .
وهذا يعني اننا نصبح شركاء جميعآ في ضياع
حقوق الناس وشركاء في الجريمة.
واخيرآ
خلال الخمس السنوات الاخيرة تم تنفيذ حكم
القصاص بالإعدام مرتين فقط وبمحاكمات تمت
بصورة إستثنائية ومستعجلة .
واسباب التنفيذ فيها لكل من يتذكرها هو تأكيد
لكلامي اعلاه.

والله من وراء القصد
نصراللحجي
واخيرآ