مقالات وكتابات


الثلاثاء - 12 نوفمبر 2019 - الساعة 10:52 م

كُتب بواسطة : محمد عبدالله الموس - ارشيف الكاتب



محطة ٥ نوفمبر ٢٠١٩م ليست محطة الوصول الجنوبية، ولكنها محطة هامة اختارها الأشقاء في التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة لاعادة رص الصفوف للانطلاق نحو هدف التحالف العربي والشرعية اليمنية وهو هدف ايضا للمجلس الانتقالي بوصفه جزء من تحالف دعم الشرعية.

يحاول البعض البحث عن (شبهة انتصار خاصة) في اتفاق ٥ نوفمبر ويفسرها على ما يحلو له بخفة عجيبة، ولهؤلاء نقول، إن مفاوضات شهرين لم تنحصر في نقاش ٤ صفحات وإنما في مقاصد الألفاظ وتفسيراتها وجرى التوقيع عليها بعد التوصل الى الفهم المشترك بنودها، وقد اخذت بعض الألفاظ ايام من النقاش.

البعض يتحدث عن التزام أبناء الجنوب بالمرجعيات الثلاث، وهي مرجعيات اعلن أبناء الجنوب رفضهم لها في حينه وقبل أن يجف مداد توقيعها، لانها لا تمت للقضية الجنوبية بصلة لا من قريب ولا من بعيد.

المبادرة الخليجية دفنها اتفاق السلم والشراكة، وباعها أحد أطرافها كما باع دماء شهداء ثورة شارع الستين الشمالي، وتحولت الى مقاه ومطاعم وعقارات وشركات في اسطنبول وغيرها من العواصم ولم يتبق إلا جماعات نعيق ونهيق في التلفزة ووسائل التواصل يهددون ويتوعدون الجنوب فيما هم مطرودون من بيوتهم في العربية اليمنية، ولأنهم لا يجيدون إلا سوء القول فقد اختار احدهم عاصمة غير عاصمة إقامة اسرته حتى يتمكن من كيل الشتائم الممنوعة في عاصمة إقامة أسرته.

على مدى خمس سنوات يخوض أبناء الجنوب حربا، من تحرير معظم أرض الجنوب، الى الساحل الغربي الى صعدة، ولا زالت دمائهم تسيل في الضالع حتى اللحظة، فيما الجيش المسمى وطني يعشعش في التباب ويقيم الافراح والليالي الملاح، وبالامس كان جيش الحوثي يقيم احتفالا هو الآخر على التباب المقابلة وعلى مرمى حجر من تباب المقدشي.

كنا نعتقد ان هذا الجيش عاجز عن القتال، إلا أن الهجوم على قوى الأمن في شبوة والوصول الى زنجبار مع مليشيات مجهولة، كشف أن أهداف هذه القوة ليست هي أهداف التحالف، ففي الوقت الذي يفترش جزء كبير من هذا الجيش رمال حضرموت والمهرة، نرى الجزء الآخر منه يغزو الجنوب من جهة الشرق فيما يقاتل الحوثي من جهة الشمال والغرب لدخول الجنوب، ألا يستوجب ذلك سؤالا مشروعا، من يقاتل من؟.

كنا نعتقد ان الاشقاء في التحالف (يشوفون عقل هذا الجيش الى فين) على قولة الصومالي، لكن هذه الشوفة طولت (خمس سنوات) وارهقت التحالف وارهقت الناس في الجنوب وطوال هذه السنوات والجنوب يودع شهداء كل شارقة نهار.

الخروج من (دوامة المخضرية) هذه هو من أهم أهداف محطة ٥ نوفمبر بالنسبة للتحالف العربي، وسد هذا الثقب الأسود المسمى جيش وطني، الذي يلتهم الأخضر واليابس دون ان يقطع ارضاً او يبقي ظهراً يجب ان يكون اولى اولويات التحالف، ويشمل ذلك جيش النعيق المنتشر في اصقاع الارض، اما الجنوب مصيره يقرره أبناءه وهم لن يبيعوا دماء الشهداء التي سقطت من اجل الاستقلال التام مهما ارجف المرجفون.

 ٤ مايو ٢٠١٧م كان محطة جنوبية ولد نتيجة لها المجلس الانتقالي الجنوبي كتحالف جبهوي واسع شمل معظم الطيف الجنوبي، وستكون محطة ٥ نوفمبر ٢٠١٩م محطة انطلاق اخرى تجعل حركتنا اوسع واشمل وتقربنا أكثر من هدفنا المنشود.

 هامش..

مخضرية.. اسم اطلقه بائع فول صنعاني عندما اختلط روث الحمار بالفول في القدر.