مقالات وكتابات


الإثنين - 21 أكتوبر 2019 - الساعة 05:50 م

كُتب بواسطة : محمد مرشد عقابي - ارشيف الكاتب



التصالح والتسامح مصطلحان يعبران عن اسمى فضائل النفس البشرية، وهذه السمات يتحلى بها بعض البريه بالفطرة الغير مكتسبه، حيث ان نفسية الإنسان تبدأ بالتشكل معه منذ مراحل تكوينه المبكرة والأولى في رحم أمه، فهو يتأثر بنفسيتها ويستلهم مشاعرها واحاسيسها، حزنها وفرحها وغضبها وخوفها ومعاناتها وغير ذلك من المؤثرات في تكوين الشخصية، وبعد الميلاد تستمر النفسية بالتكون والتعقد بتأثير الحياة من ناس ومناخ وتجارب ومصادر تربوية وثقافية ودينية، لهذا يحق القول بان الإنسان ونفسيته اشبه بالعمارة من عدة طوابق، الطابق الأساس أي القبو هي فترة الحياة بداخل بطن الأم، والطابق الأول هي فترة الطفولة، بينما الطابق الثاني هي فترة المراهقة، اما الطابق الثالث فهي مرحلة الشباب الاول وهكذا دواليك تستمر بقية الطوابق ومراحل الأعمار، ومن السذاجة الكاملة ما يردده غالبية الناس بالقول مثلاً يا اخي انت انسان ناضج وعاقل فتجاوز وإنسى الماضي والطفولة وعش حاضرك، هذا القول يشبه تماماً ان تقول لعمارة من عدة طوابق ياسيدتي انتي الآن تتكونين من أربعة طوابق فعليك إذن تجاوز وتناسي طوابقك السابقة الواقعة في الاسفل، طبعاً كما تعلمون ان الطوابق السفلى هي أساس العمارة ومدخلها، ولكي تدوم العمارة وتنمو، عليك دائما ان تراجع وتصلح وتدعم هذه الأسس وتجعلها متينة وهذا الشيء ينطبق على مراحل الطفولة، لذا فأن الإنسان رغماً عنه يستحيل عليه ان يعيش حاضره بالتمام، لأن الماضي والطفولة تكمن فيه وتحدد علاقته بالحاضر ونظرته المستقبلية للحياة سواء كانت ايجابية او سلبية، فحسب الطفولة ومدى تعاستها وسعادتها، تتشكل نفسية الإنسان وتتكون عقلية، لذلك تجد بعض الناس يتعنت ويصر على ارتكاب الحماقة والخطأ دون اكتراث بمشاعر الآخرين، تتشكل لديه عقد مرضية كنتاج طبيعي لمعاناته وتتكالب هذه العقد لتفسد تلك الشخصية وتجعلها مجرد مسخ لا يمت للإنسانية بإي صلة بقدر إلغائه كل القيم والمبادئ الحميدة، فهذا الصنف من البشر لا يجب التعويل عليه في صناعة ما يخدم الأمة بل يجب الأستيعاذ من شروره.