مقالات وكتابات


الإثنين - 04 يونيو 2018 - الساعة 01:35 ص

كُتب بواسطة : عمر الحار - ارشيف الكاتب


تمتلك شبوة خارطة منشآت صحية حديثة ومتنوعة وموزعة على مختلف مديرياتها وتعمل جميعها بخبرات كبيرة وكوادر شبابية مؤهلة ويتخلق معظمهم ولله الحمد بادبيات ملائكة الرحمة ويسرك منظرهم وهم يتسابقون و في صمت جميل من اجل خدمة المرضى بل يطيرون باجنحة بيضاء في اروقة واقسام هذه المرافق من اجل انقاذ حياة الناس وعلاجهم .
وتتواجد المستشفيات العامة والخاصة في عواصم المديريات والمركز الصحية في مدنها الثانوية والوحدات في القرى والارياف منها وعلى الرغم من شحة الامكانات والتجهيزات الطبية في البعض منها الا انها تعمل بشكل جيد ويستفيد الناس من خدماتها الطبية بصورة وباخرى . لكنها وللاسف لم تستطع الخروج من عجزها اليوم في جوانب الاحتياجات المادية والتجهيزات الفنية ولسنوات طوال مع مؤثرات خطيرة اخرى عليها .
هذه الجوانب لها دون شك ثاثيراتها الواضح على مستوى نوعية الخدمات الطبية والعلاجية المقدمة للمواطنين وتقهقرها وتراجعها في المرافق الصحية بالمحافظة وبشكل ملحوظ .
ولكن العامل الاخر و المؤثر والمدمر لخدمات المستشفيات الخاصة والعامة بالمحافظة وعلى حد سواء هو بروز ظاهرة جديدة وغريبة على شبوة وهي تصرفات وسلوكيات المرافقين لبعض المرضى ومن الجنسين واللذين يقدمون معهم و بشكل زرافات وافرادا وهم مدججين بالاسلاحة لتتحول المستشفيات وفي غمضة عين الى ثكنة عسكرية مرعبة ومما يزيد الطين بلة ماترامى الى مسامعنا من قصص مخجلة عن عنتريات هولاء المردة من المرافقين في مستشفى عتق وقيامهم بتهديد الاطباء وبالذات الجراحين منهم بالموت في حالة تدخلاتهم الجراحية لانقاذ حياة مرضاهم ولك تتخيل بشاعة المشهد ونفسية الطبيب الجراح في هذه اللحظات الحرجة التي يتوقع فيها الموت على ايادي هولاء المردة من رجال القبلية وهو يسعى لانقاذ حياة مرضاهم من الموت باذن الله .
هذه التصرفات المشينة والمسكوت عنها تسببت في احجام الاطباء عن ممارسة واجباتهم الانسانية تجاه الحالات المرضية التي تصل الى المستشفى وغيره من المستشفيات والعمل بنظام الاحالة الى مستشفيات المحافظات الاخرى حفاظا على حياتهم بل انها قد دفعت بهذه النخب من الاطباء الاكفاء من ابناء المحافظة الى اختيار القرار الصعب وهو الرحيل من المحافظة الى بلدان الاغتراب تجنبا لهذا النوع من التصرفات التي ربما تجر تبعاتها لو سمح الله عليهم وعلى اهلهم وقبائلهم مما اضطرهم الى هذا الخيار الصعب وهم من كانوا يحلمون ويفضلون البقاء في محافظتهم وخدمة اهلهم وناسهم فيها ورفع بأس الامراض عنهم ِ و نال الاطباء الاجانب حظهم الوافر من الرعب والخوف على ايادي هولاء المردة من رجال القبائل .
بهذا وقعت نوعية الخدمات الصحية بالمحافظةاليوم مابين مطرقة الاحتياجات وسنديان المردة من رجال القبيلة وقد تصبح ضحية الاخيرة منها بكل تأكيد مالم تتدخل قيادتي المحافظة ومكتب الصحة فيها لوضع المعالجات الجذرية والمناسبة لمثل هكذا تصرفات وتعمل على تفعيل النظم القانونية المعمول بها في كل مستشفيات العالم ومنها مستشفياتنا وهي التوقيع من قبل اولياء المرضى على وثيقة قانونية باخلاء المسؤولية المباشرة والغير المباشرة عن تبعات الحالات المرضية التي تخضع للتدخلات الجراحية المطلوبة لانقاذ حياتهم .
هذه التصرفات المشينة التي يندى لها الجبين و لا يقرها العقل ولا يقبل بها الدين ِ لا يمكن وصفها بالمحبة المفرطة لمرضاهم بل هي وبكل اسف متاجرة رخصية باقدارهم الالهية.
و كل شيئ قابل لتصديق في هذا الزمن الردئ وفي شبوة التي على ما اعتقد بانها لم تعد تعرف من القبيلة الا اسمها .