مقالات وكتابات


الإثنين - 04 يونيو 2018 - الساعة 01:17 ص

كُتب بواسطة : أمة الرحمن العفوري - ارشيف الكاتب


ماحصل معي اليوم هو أنني صحوت متأخرة على رنة صديقتي لنذهب إلى المحكمة.
وكالعادة وصلنا المحكمة متأخرتين وقد كانت ممتلئة واغلب المواطنين قاعدون في صالة الإنتظار ، في تلك اللحظات كل ما تبقئ أمامي هو أن أسترق الكلمات من أفواه المتواجدين وبينما أنا أقلب نظرتي في أرجاء المكان شد انتباهي أحد كبار السن عندما كان يصعد درج السلم ونفسه تكاد تتقطع كذلك توافد النساء والرجال من أغلب المديريات إلى مبنى المحكمة
في ذلك الوقت صادفت إحدى النساء تتلفت يمين وشمال وكأنها ضائعة بَادرتها بسؤال سريع مابالك هكذا ؟
قالت : "لأول مرة أدخل المحكمة ولا أعرف أحد ما دفعني للحضور هو الشعور بالوجع على الطفل وتأنيب الضمير إن لم نقف معه ".
في الوقت نفسه رجل أخر يخرج من باب القاعة المغلقة و يُقلب شاشة جواله والعرق يتصبب من على جبينه أسرعت إليه لأسئله ماذا قال القاضي ؟
فأجاب : "الدنيا بخير في المحاكمة السابقة كان الجمهور المتواجد ضعيف جداً ويبدو أن القضية كانت سهلة التلاعب لكن بعد اليوم لن تتحقق إلا عدالة السماء ".

جأني الفضول لأبادره بسؤال آخر هل أنت قريب الطفل ؟
فقال : "لا ما دفعني إلى هنا هي رسالة تلقيتها عن طريق الجوال فكلنا لنا أطفال وهذا الطفل هو طفلنا جميعا " .

ما أجمله من شعور يحيط بك عندما تسمع العديد من الكلمات التي تبعث لك الأمان والطمأنينة في الوقت الذي تحس فيه أننا بلا أمن وبلا أمان.

أيقنت حينها أن العدالة حتماً ستتحقق بالضمير الحي الذي يحمله هؤلاء البشر على الرغم من التصرفات الغير لائقة التي مارسها رجال الأمن مع الموطنين أمام البوابة إلا أن صمودهم وإصرارهم على إيصال أصواتهم إلى القاضي والمتهم معاً بالمطالبة بالقصاص مازالت ترن في أذني حتى اللحظة .
رفعت الجلسة ليتم النطق بالحكم في الجلسة القادمة.
كانت هذه الكلمة هي الكلمة الوحيدة التي سمعتها من القاضي وذلك لعدة أسباب هي :

1- صغر القاعة حيث لابد أن مثل هذه القضايا تُدار في المحاكم الواسعة لأنها قضية مجتمعية -قضية رأي عام - وليست شخصية ؛ كي تستطيع ضم عدد كبير من المواطنين المتضامنين مع القضية .
٢-عدم توفر مولد في المحكمة هذا قد يؤدي إلى عدم أخذ الراحة الكافية في إدارة ومناقشة القضية بكل تفاصيلها الجذرية خاصة في مدينة عدن .
3-العشوائية الزائدة وعدم الإلتزام بقوانين ونظم المحاكم الدستورية .
4- كذلك عدم توفر مايكرفون لسماع مايدور بشكل جيد .
هذا كل ما لاحظته وسمعته أما مادار داخل المحكمة فأنا لم اعلم.
لذا كل ما أتمنى سماعه هو أن تتحقق العدالة ويسود العدل في كل بلادي الحبيبة حتي يرتدع المجرمين ويتم الحد من انتشار مثل هذه الجرائم في البلاد .