مقالات وكتابات


الخميس - 05 سبتمبر 2019 - الساعة 02:48 م

كُتب بواسطة : الشيخ محمد علي عثمان - ارشيف الكاتب



دأب المجرمون في تاريخهم القديم والحديث على إستغلال الاحداث والوقائع وقلب الحقائق وتزويرها لتضليل الرأي العام ، وإستجلاب عطف الجماهير ، أو تشكيكهم ، لضمان عدم إستنكارهم للحرمات المنتهكة من مداهمات وتصفيات جسدية تمارسها مليشيات أمنية خارج الشريعة والقوانين البشرية ، غير مبالية عن حجم الاضرار النفسية ، والخسائر المادية والبشرية الخاصة والعامة الواقعة على الغير من مثل هذه الممارسات الإرهابية ، فاالغاية تبرر الوسيلة عند شياطين الانس والجن هؤلاء الذين تجردوا من دينهم وإنسانيتهم وقيم واخلاق الاسوياء ، وتزداد وتيرة هذه الجرائم والمحرمات ، ويتم التبرير لإستحلالها إذا كانت الجهة أو الشخص يعاني من ضغوط داخلية أوخارجية يخشى معها فقدان الجاه أوالسلطان أوالمال أوالحرية كما هو حال / هاني بن بريك ومليشيات بلاك ووتر التابعة للتحالف ، والداعية لهذه المظاهرة المدفوعة الثمن ليوم غد الخميس لشرعنة الانقلاب على حكومة وألي أمرنا / عبدربه منصور /

ونحن مع حق تقرير المصير لجنوبنا ولكن في غير هذه الظروف الاستثنائية التي تمر بها اليمن من حرب طاحنة لم تنتهي مع الروافض للإسلام الذي جآء به نبي الأنام محمد من عند خالقنا ، ووجود قوات طارق عفاش التي إمتهنت قتلنا لفترة قريبة ، ولهذه الاسباب نرى ان التوقيت فيه غدر يراد منه تحقيق احلام العدو الاسرائيلي في تحويل اليمن لشمال يهودي رافضي / وجنوب تحت الوصاية والارتهان الماسوني ...

وهذا الغدر من التحالف على شرعيتنا ذكرني بقصة ابوين فرحا بقدوم مولدهما وظنا انه سيكون عونا لهما على نوائب الدهر ، فلما بلغ أشده غدر بهما وانقلب عليهما بعقوقه لهما ، فقال الوالد ابياتا شعرية تصف إعتصار قلبه ألما ، ومرارة أمره حزنا بخيبة أمله فيمن كان يؤمل منه العون بعد الله كما هو واقع / وألي أمرنا/ عبدربه مع التحالف / وبعض أبنائه الذين شاركوا الغادر غدره /

فقال :

غذوتك مولودا / وعلتك يافعا

تعل بما اسدي اليك وتنهل

اذا ليلة بالشجو نابتك لم ابت

لبلواك الا ساهرا اتململ

فلما بلغت السن والغاية التي

اليها مدى ماكنت فيك أؤمل

جعلت جزاتي غلظة وفضاصة

كأنك انت المنعم المتفضل

إن ماأنتجته الاستخبارات الدولية والاقليمية والمحلية من أفلام هوليود وبوليود في الفترة الماضية في المناطق المحررة ، ونفذته بعض الايادي الآثمة المنتسبة لتنظيمات إرهابية ، أو للامن ، من سطو على بنوك او اموال اوتفجيرات او تفخيخات او قتل مباشر الهدف منه تثبيت العروش ، والبعد عن المسآءلة ، وخلط الاوراق ، واستعطاف الجماهير وتضليلهم وإرعابهم بهذا الارهاب المذموم المنوع ، أمر عايشناه ووقفنا على الداعمين له بكل انواع الدعم اللوجستي سوآء كان من الخارج أو الداخل ...

فهل من الممكن أن يتخلى تحالف الغدر عن أطماعه في اليمن وتمر فعالية يوم غد بسلام من غير القبض على عصابة وهمية ينسب اليها زورا انها اعدت العدة للتفجير والتفخيخ والقتل لتأليب الجماهير على وألي الامر وشرعنة للإنقلاب ؟

أم أنهم سيكررون تلك السيناريوهات الإجرامية غدا على الجماهير في ساحة العروض للاغراض السابقة نفسها من غير تقدير لحرمة الممتلكات العامة والخاصة والاموال والانفس ؟

( من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس او فساد في الارض / فكأنما قتل الناس جميعا )

وهل سيسمح التحالف بمظاهرة مضادة تدين وتستنكر الغدر بشرعيتنا وتسليم البلاد والعباد للخوارج البغاة أهل الحرابة من غير ملاحقات وتصفيات للمتظاهرين ليعرف العالم أجمع الإرادة الشعبية المكبلة بقيود الإرهاب المذموم الممارس عليهم في بلدهم ؟


وكتبه / محمدعلي عثمان

الخبير الاستراتيجي في الامن الفكري
مدير التوجيه الديني والمعنوي في محافظة عدن ...