مقالات وكتابات


الإثنين - 28 مايو 2018 - الساعة 11:32 م

كُتب بواسطة : سعيد الحسيني - ارشيف الكاتب


لربما إن هناك من يعتقد من السواد الأعظم الجنوبي بأن مكون الانتقالي أطلق دعوته للحوار الجنوبي في الذكرى الأولى لتأسيسه في مطلع شهر مايو الجاري ، بأنها دعوة جادة تنطلق من حرص وطني تجاه مكونات الحراك الجنوبي السلمي الحية التي لم يستطيع صهرها واذابت عناصرها وقياداتها في إطاره التنظيمي على أمال مزاعم الممثل الوحيد والمفوض شعبيا للقضية الجنوبية ..

فمن خلال افراغ المشهد السياسي والثوري من مكونات الحراك الجنوبي والاستقواء بمال ( أبوظبي) السياسي الخارجي المرهون بالاجندة الإماراتية بما تريد تحقيقه من الشرعية المعترف بها دوليا ، من مكاسب اقتصادية وتستخدم الانتقالي أداة وسيلة ضغط سياسية بمحاولة تقويض شرعية الرئيس الجنوبي (هادي) في المحافظات الجنوبية المحررة في ضل ان المحافظات الشمالية ما زالت ترزح تحت بسط ونفوذ مليشيات الحوثي الإنقلابية حتى يستجب للمطامع بإيجاد موطى قدم في خط (الحرير البحري) الذي ينتهي نهائي في خليج عدن..

وكما خسرت أبوظبي كل تلك الأموال السياسية في صناعة أداة ضغط بغاية أنشأ مكون الانتقالي ، إلا إنها أن صدمت بصمود وعناد المارشال الجنوبي (هادي) الذي لم يخضع الانقلابيين الحوثي وعفاش وهو تحت اقماتهم الجبرية و وضعهم في الزاوية السياسية الضيقة بتقديم استقالته وجعل البلد في حالة فراغ دستوري ..

وعندما سعت الإمارات إلى وضع حكومة ( دنبوعنا العظيم) تحت الإقامة الجبرية بأحداث (٢٨) يناير الدموية بالأداة الانتقالي ، أجهض مشروعها على الأرض بتحريك قوات ( العمالقة) السلفية بالانسحاب من المخاء والقضاء على الهوس الانتصارات العسكرية على الأراضي الشمالية بتضحيات سلفية جنوبية لا تخرج عن طاعة ولي الأمر (هادي) وادخل أبوظبي في الزاوية الضيقة بتجريدها من الانتصارات العسكرية في شمال بالإضافة إلى إمكانية تصنيفها في الجنوب بدعم ميليشيات انتقالية سيصدر بحقها عقوبات دولية موازية كما صدر بحق من يحتلون صنعاء ..

وبعدما لم تجد الإمارات سبيل أمام دهاء المارد السياسي الجنوبي الرئيس (هادي) ، لجأت إلى فتح مسار بإيجاد اعتراف دولي لإداتها مكون الانتقالي على أنه الممثل الوحيد والشرعي بمزاعم التفويض الشعبي للقضية الجنوبية على أمل محاولة إعادة الضغط على ( دنبوعنا العظيم) يمكن أن يجنب أداة الانتقالي من التوصيف الدولي بتمرد بتحريك دبلوماسيتها لفتح قنوات دولية تمكن وسيلتها الانتقالية بالاعتراف بها حاملاً سياسياً للقضية الجنوبية ، لكن المارد السياسي الجنوبي حراك لها عصا ( الاتلاف الوطني الجنوبي) ولم يكتفي بذلك بل عدل وثيقة الأحزاب السياسية بأن الحامل السياسي للقضية الجنوبية مكون الحراك المشارك ومكومات الحراك غير المشارك .

ومن هذا السرد السالف ذكره وضع أداة أبوظبي بمكون الانتقالي في حالة عراء سياسي ، وهذا ما أثبته تقرير المراقبين الدوليين بتوصيف الانتقالي دوليا ، بأنه مكون ( من مجموعة محافظين معزولين من الشرعية ) لا يمثلون القضية الجنوبية إنما من باب المكايدة بعزلهم من شرعية، ولم يمثل في هيئتهم الرئاسية الحراك الجنوبي السلمي بعد فصل الخبجي وبامعلم من المجلس الأعلى للحراك الثوري لتحرير واستقلال الجنوب وأصبح تمثيلهم في حكم أشخاص وليسوا ممثلين عن مكونات الحراك الجنوبي، وفوق ذلك أيضاً أشار التقرير الدولي بصبغة مغلفة بأن مكون الانتقالي مدعوم بمال سياسي خارجي دون أن يصنف هوية الجهة الخارجية الداعمة ولكنه أشار بتصنيف الداعم لقوات الحزام والنخب الغير نظامية الخارجة عن السلطات الشرعية في اشاره يمكن أن تربط بالداعم غير المصنف ...

ومن هنا من على هذا الصرح على عامة الجنوبيين أن يدركوا ويعلموا الحقيقة المرة التي لم تتوقعها رئاسة مكون الانتقالي وأبوظبي الداعم المالي ، من كافة اللقاءات التي عقدها الانتقالي مع المنظمات الدولية وآخرها مع المبعوث ( مارتن) في صالة مطار أبوظبي ، قالها لهم بالحرف الواحد بأن الانتقالي مكون ضمن مجموعة المكونات الجنوبية التي ما زالت تعلوا أصواتها في ساحة الجنوب الداخلية، ولن تتعامل مع مكون دون المكونات الجنوبية الأخرى..

ولهذا أطلق مكون الانتقالي دعوة إلى الحوار مع المكونات الأخرى في الرابع من مايو بمناسبة الذكرى الأولى ، وأطلق العنان بنص( من لم يأتي إلينا سنذهب إليه ) ، وللأسف لم يكن صادق في دعوته الحوارية من خلال الندوة التي نظمها في فندق كورال بالعاصمة عدن التي حضرها بنسبة (٩٠٪) أعضاء جمعيته العامة ونسبة (١٠٪) من الشخصيات وليس المكونات وأصبح يحاور نفسه بغالبية أعضائه الحاضرين ، ولم يجد سبيل للهروب من فشل دعوته في داخل سوى تغطية فشلة وتحول رئيسه الى نسخة مماثلة من مخلافي تعز وأصبح مخلافي أبوظبي ( زبيدي الانتقالي) يدعو للحوار بصور الاتوغرافية في الخارج !! تارة مع علي ناصر وأخرى مع البيض الفاقدين التأثير على داخل الجنوبي وأصبحت دعوتهم للحوار ( صورتي لو تسمح مع القيادات التاريخية في ضل ان العالم يتجاه بشرق الأوسط نحو شرق أوسطية جديد بقيادات الصف الثاني والثالث وهم مازالوا يجسدون المثل العدني ( أحبك يا دادي وحب أبوظبي قطع فؤادي ) !!