مقالات وكتابات


الثلاثاء - 19 ديسمبر 2017 - الساعة 11:29 ص

كُتب بواسطة : انور الصوفي - ارشيف الكاتب



مع برودة الجو ودرجة حرارة وصلت إلى أربع درجات انطلق معلمو مدرسة لحمر لأداء رسالتهم، وانطلقنا معهم وكان الموعد السابعة والنصف بقيادة مدير المدرسة ياسر سالم الذي تحدى المرض وأبى ألا أن يكون بيننا، وبرفقة كوكبة من المعلمين الذين لا نجيد العبارات في الثناء عليهم، فرغم البعد إلا أنهم يتحدون المسافات لايصال ثمرة ما أخذوه في مسيرة حياتهم التعليمية، وقد رأيتهم يوزعون مجهودهم على طلابهم، فالخبارة رائد الكبار لم يبرح فصله إلا وينتقل لفصل آخر، وسبيع الذي رأيته سبعاً كبيراً، والضيف الذي أكرم وفادتنا مع رفاقه، ومحمد عبدالله كذلك، والباعميران فاكهة المدرسة الذي يتنقل بين الصفوف كالنحلة، وطاقم من المتطوعات والبدلاء والمطبقين لا يسعفني الوقت لذكرهم، وبرفقة الدكتور هيثم الذي أضفى على رحلتنا مذاقاً خاصاً، وصاحب لغة الفرنجة الأستاذ سميح بزيه التربوي الرائع الذي عندما انظر إليه وهو يوجه معلميه المطبقين أظن أنني في جامعة بريطانية أو أميركية .

برفقة كل هؤلاء انطلقنا صوب لحمر حيث طيبة الإنسان وبساطته، وأثناء رحلتنا المليئة بجماليات الحياة وبرفقة حملة مشعل النور معلمي مدرسة لحمر كنت أردد فرصة من العمر ياليتها ما انقضت، فالجو جميل وشاعري، والمكان لحمر حيث البساطة والجمال البدوي بجبال سود يخطها الأسفلت، ومطاعمها الشهيرة ومحطة بنزين كل هذا أضفى عليها شيئاً من المدنية، وفي مكان تختلط فيه البداوة بشيء من المدنية بحكم الخط الدولي الرابط بين قلب الدنيا عدن والمكلا حاضرة حضرموت، رأيت النور يشع من بين جنبات مدرسة لحمر .

جلت في مدرسة لحمر فرأيت المعلمين يبذلون قصارى جهدهم بعد تحديهم بُعد المسافة فتمنيت على وزارة التربية لو تعتمد علاوة الريف لمدرسي الريف فهذه أمنيتهم، وقد لمست من إداراة مدرسة لحمر ومعلميها تطلعهم للاعتناء بمدرستهم من قبل السلطة المحلية بالمديرية ومكتب التربية بالمديرية والمحافظة، وبعد زيارتنا لمدرسة لحمر عدنا مع أذان الظهر وأنا أردد فرصة من العمر ياليتها ما انقضت، وتمنيت للحمر قراها ومدرستها ومعلميها وطلابها كل التوفيق...