مقالات وكتابات


الثلاثاء - 08 مايو 2018 - الساعة 07:05 م

كُتب بواسطة : سعيد الحسيني - ارشيف الكاتب


يحكى في القصص القديمة التي كنا نسمعها أيام الطفولة بأن هناك معزه تسكن في احدى الغابات ويسكن جوارها ذئب ..

وفي أحد الأيام خرج صغير المعزه الى الغابة وابتعد كثيرا موقع سكنه ونظراً للبراري الوسيعة تاهه الماعز الصغير بين البراري ولم يعرف طريق العودة إلى حضن أمه المعزه.

وحين بدأ يقترب موعد الظلام والمعزه المسنه في كأهل العمر تنتظر عودة صغيرها ، دون أن تقوى على البحث عنه فلم تجد خيار أمامها سوى الاستعانة بجارها الذئب وذهبت تستنجد به للبحث عن صغيرها الماعز الذي لم يعد إليها حتى اللحظة .

وأبدأ الذئب استعداده لجارته المعزه في البحث عن صغيرها ، وخرج مسرعا في البحث عن الماعز الصغير ..

وبعد برهة من الوقت وقد حل الظلام عاد الذئب الى جارته المعزه يحمل لها البشرى ..
بأنه قد وجد صغيرها ،

وحينما طالبة منها المعزه بتوسل بأن يظهر لها صغيرها الماعز لتاخذه بين حنايا أحضانها وبعد ذلك ستقدم للذئب الشكر والامتنان على تعاونه كجار مع جارته ..

فقال لها الذئب : لقد امضيت وقتا طويلا في البحث عنه في براري الغاية واصباني التعب والارهاق واشتد جوعي ، حتى وجدت صغيرك الماعز ..

وفي طريق العودة به إليك كان هناك نمر يقتفي اثرنا وايقنت بأنه يعتزم الانقضاض على صغيرك الماعز ..

ولم يكن أمامي خيار مع اشتداد تقلصات بطني وكانت هيئة الماعز الصغير مغريه ، فقلت أفضل أن أكله قبل أن يأكله النمر ..

وكما اني أكلي صغيرك الماعز وسد بهي جوعي يعد ثمان تعبي وجهدي في عثوري عليه في براري الغاية .

ولا أعتقد يا جارتي المعزه بأنك ستبخلي علي بأن يكون لحم صغيرك الطري الذي في معدتي مكافأة لجهدي وتعاوني معك ، وكما تعرفين لم اتعاون معك دون مقابل وكنت ساخيرك بأن يكون ثمن وجودي لصغيرك الماعز أكلك إنتي أو صغيرك ، ولكن تربص النمر لم يترك لي خيار تخيرك وفضلت أن يكون الثمن صغيرك ...

فهل يمكن أن تكون حكايه المعزه والذئب بين الإمارات والجنوب ، وان يكون هناك ثمن لتعاون والجهد الإماراتي ضد ميليشيات الحوثي وعفاش التي ساندة المقاومة الجنوبية في دحرها وطردها من أراضي الجنوب ..

العبرة في الخواتم لدور دول التحالف العربي في جنوب اليمن ، بأن يصبح كحال المعزه وحال تحالف العربي كالذئب..