مقالات وكتابات


الجمعة - 04 مايو 2018 - الساعة 09:32 م

كُتب بواسطة : سعيد الحسيني - ارشيف الكاتب


حينما أتذكر ما كان عليه مكون الانتقالي قبل عام من الآن بزعمة التفويض الشعبي لشخص فرد إسمه ( عيدروس الزبيدي) الذي لا نعرفه ولم نسمع عنه قط في مسيرة الحراك الجنوبي السلمي منذ انطلاقتها ..

فلم نعرف ذلك الإسم سوى عندما تم تعيينه من قبل الرئيس الشرعي الجنوبي (هادي) كمحافظ للعاصمة الجنوبية عدن بعد قضاء جولة مكوكية بين العواصم الخليجية الرياض وأبوظبي حيث تم ترويضه فيها ويأتي قادما منها الى عدن يوم حادثة استشهاد اللواء البطل جعفر عدن رحمة الله عليه ..

ومن العاصمة عدن دغدغ محافظها العواطف الثورية برفعه للعلم الجنوب ، وفي المقابل لم يعترف بالمقاومة الجنوبية ولم ينفذ قرار رئيس الجمهورية بدمجها في المؤسسة الأمنية والعسكرية ، بل استقدم كتائب من الأرياف واقصاء وهمش من دافعوا عن عدن من أبنائها في التصدي للمليشيات الحوثي وعفاش..

وكما انه لم تحدث في عهده كمحافظ للعاصمة الجنوبية ، اي نهضة أو تحسن لمستوى الخدمات الأساسية في مجال الكهرباء والمياه وصرف المرتبات بانتظام شهري ، و لم نشاهد أيضاً منه سوى (خصخصة) الوظيفة العامة المدنية والأمنية لفئات ريفية ، و أما ما حققه بأنه قام بحفظ خط التواهي البريقاء عن ظهر قلب من خلال الزيارة اليومية بتوجه إلى الضابط الاماراتي المندوب العربي السامي بولاية هيمنة عدن وعمل على ترقيع الحفر في ذلك الخط الاسفلتي .

وبعد مضى عام ونصف من شغلة منصب محافظ عدن وهو عالق في بوتقة ( الفشل الذريع) إداريا وماليا واقتصاديا واجتماعيا وامنيا ، وقد حصل في آخر عهده كمحافظ حراكي كما يزعمون أقيمت فعاليتن في ساحة العروض ومدرم في ٢٧/إبريل/٢٠١٧ ولم يحرك ساكن أمام ذلك الانقسام الجماهيري ، وفي مساء ذلك اليوم بذكرى الحرب على الجنوب ، جن حنونه عندما صدر القرار الجمهوري بخلعة من منصب محافظ عدن على رغم من تمثيل الإمارات في اللجنة الثلاثية المشتركة المسؤلة عن صدور مثل تلك القرارات الجمهورية بالخلغ والاعفاء من منصبه ..

وبعد أسبوع زمان فقط من قرار الخلع من منصب محافظ العاصمة الجنوبية ، يأتي ما اسموه بإعلان عدن التاريخي في ٤/مايو/٢٠١٧ ، وجعلوا من ذلك التعاطف والتأييد الجماهيري في تلك الفعالية شعار ( تفويض شعبي لشخص الزبيدي ) ، وبعد (١٥) يوم تم إعلان أسم مكون المجلس الانتقالي الجنوبي المبهم التوصيف حتى اللحظة وتم اشهار هيئة رئاسة بعدد (٢٦) عضواً منهم إثنان فقط من الحراك الجنوبي..

وبعد كل هذا الشخط والنخط والتغرير بالادعاء بأنهم الممثل الوحيد والمفوض شعبيا ، الا أنه لم يتذكر الزبيدي وأنصاره بأن ساحة العروض قد احتضنت تأييد جماهيري مليوني يفوق جمهورهم بعشرات الآلاف في تأييد النوبه وبعده البيض ثم باعوم ، ولم يدعوا الذين كانوا يحملونهم على الأكتاف بأنهم مفاوضين شعبيا وان المجلس الأعلى والهيئة الوطنية هما الممثلين الوحيدين لقضية شعب الجنوب بمنأى عن مكونات الحراك السلمي الأخرى ، ولم يعتبر الزبيدي مناصريه عما يقال على النوبه وباعوم اليوم من الجمهور المؤيد ، وإلا لما ادعى التفويض وأنه الممثل الوحيد للقضية الجنوبية ..

وفي غضون مضي عام كاملاً على مزاعم التفويضي وتجول جوا بين أبوظبي وجولدمور التواهي بين الحين والآخر ، يسدل الستار في الذكرى الأولى و يكشف المفوض النقاب ويسقط عن نفسه قناع( التفويض الشعبي ) بإطلاق دعوة شخصية وليست تنظيمية مقرة ومصادق عليها تحت يافطة ( الحوار ) والقول بان من لم يأتي إلينا سنذهب إليه، ومن خلال هذه الدعوة والقول الخافت تسقط مزاعم التفويض وصفة الممثل الوحيد ، لكون من معه تفويض شعبي كما يدعي فإنه ليس بحاجة إلى أن يدعي الآخرين إلى حوار جنوبي جامع إلا إذا كان لا يمثل جميع الجنوبيين ، وكما بادر واسقط دعوة التفويض من تلقاء نفسه ، وكما إننا في مكونات الحراك الجنوبي السلمي المعترف بنا دوليا بالقرار رقم (٢١٤٠) كحاملاً سياسا للقضية الجنوبية ، فإننا نتساءل : متى سيسقط قناع الترويض الإماراتي بعد أن سقط قناع التفويض الشعبي للانتقالي ؟!