مقالات وكتابات


السبت - 16 ديسمبر 2017 - الساعة 01:02 ص

كُتب بواسطة : انور الصوفي - ارشيف الكاتب


لو عادت بنا الذكريات للزمان الأولِ وتحركات الزعيم، وخطاباته وظهوره على شاشات التلفزة، لو عاد بنا الزمن لمشاهدة مواكب الرئيس الصالح، وشاهدنا المستقبلين له وابتساماتهم من الناجذ إلى الناجذ، ورأينا كفوفهم تتسابق لمصافحته، لو عاد بنا الزمن وحضرنا بين الملايين التي كانت تملأ الساحات وتهتف باسم الزعيم الصالح، وسمعنا الشعراء وهم يتغنون بأمجاد الزعيم وانجازاته، وقارنا كل ما رأيناه وسمعناه بالنهاية المحزنة لهذا الزعيم، وكيف قُتل ولم تدافع عنه تلك الملايين الحاشدة، ولا تلك المواكب الضخمة، لعلمنا مدى حقارة هذه الدنيا .

مات الزعيم أو قُتل أو فلنقل استشهد وسجل نهايته لوحده دون أن يدافع عنه أحد، وبرصاصة واحدة انتهت حياة الزعيم الصالح الذي ملأت مسيرته صفحات التاريخ اليمني الحديث، وملأت مسيرته شاشات التلفزة، وملأت صوره الساحات والمكاتب، وأنهت هذا كله رصاصة قناص غادر، وبقيت ذكريات ذاك الزعيم الخالد في قلوب محبيه، ومسحت تلك الرصاصة على قلوب المبغضين له، وعلمنا بموته مدى حقارة هذه الدنيا الفانية .

رحل الزعيم وفي يوم مصرعه اتضحت حقارة الدنيا، فلم تنفعه قصوره ولا جيوشه ولا مواكبه، ولا زعماء القبائل الذين سمنهم لمثل هذا اليوم ليدافعوا عنه، فتدلت كروشهم وخافوا عليها من رصاصات الغدر فلزموا بيوتهم وقاتل الزعيم وحده ودافع عن نفسه بنفسه، لم ينفعه كل ما بناه وكل ما جناه، ذهب الزعيم وترك شعباً يترحم عليه رغم ما عانوه ويعانونه فهو بالنسبة لهم رمز وطني، وهذه هي العاطفة عند اليمني.

مات الزعيم ولا نملك إلا أن نقول : (( كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام))، وبموت الزعيم في يوم مصرع الكبار يتضح لنا مدى حقارة هذه الدنيا ...