مقالات وكتابات


الأحد - 16 يونيو 2019 - الساعة 06:21 م

كُتب بواسطة : الشيخ محمد علي عثمان - ارشيف الكاتب




كنا في ما مضى نعرف وباء ثلاثيا وهو ( الجهل والفقر والمرض ) وكان قاسمآ مشتركآ عند كثير من البشر عامه ، وعند الحكام والحكومات الظالمة بشكل خاص ، ولم ينتهي بعد ، لكن تعودنا عليه حتى أصبح نسيا منسيا بيننا لكثرة معاشرته ، كما يقال في مثلنا العدني ( كثر المساس يفقد الاحساس ) ..

دعوني دعوني قد أطلتم عذبيا
وانضجتم جلدي بحر المكاويا
دعوني أمت غما وهما وكربة
أيا ويح قلبي من به مثل مابيا

وبتقدير كوني رباني له توقيت وسينتهي ككل مخلوقات الخالق وقعت اليمن فريسه لثالوث اخر ثلاثي الأبعاد جمع بين الامل والالم والوهم ، إضافه لذنوبنا التي هي الأخرى تغافلنا عنها وعن أضرارها وخطورتها على حياة الفرد والمجتمع على المديين القريب والبعيد ، وقعنا ضحية هذه النكبة التي تم التخطيط لها حسب إعترافات المشركين والكفار وأذنابهم من المنافقين ...

( وما أصابكم من مصيبة / فبما كسبت أيديكم / ويعفو عن كثير )

وهذا الداء والحلم المزعج الذي أظلنا أهلك الحرث والنسل في اليمن تحت شعارات مختلفه نتيجتها واحده وهي جعل البلاد والعباد تحت الوصاية والإرتهان ريثما تتهيأ الضروف الموضوعية لليهود لبسط سيطرتهم على أراضي المسلمين وصولا لليمن حسب( وهم ) مخططاتهم

( ويمكرون ويمكر الله / والله خير الماكرين )

ومع وجود عبيد لهم بيننا يسعون لتنفيذ مخططاتهم كسبا لودهم ومحبتهم أوأموالهم ، باعوا دينهم وآدميتهم وأعراضهم وأراضيهم بصفقات دنيئه تدل على دنآئتهم وإن تستروا بما تستروا به من الأغطية التي لاتحجب عنا رؤيتهم عما هم عليه من مخالفات شرعية ، وعري أخلاقي ، وفساد فطر وإنتكاستها....

( وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم كأنهم خشب مسندة يحسبون كل صيحة عليهم هم العدو فاحذرهم ....)

ولن يقوم شريف يجادل باالباطل عنهم وعن حجم ما ألحقوه من الأضرار الظاهرة الملموسة على البلاد والعباد في اليمن ، وهذا الثالوث وهم ( الروافض وقيادة السعودية والامارات )
الخادمون لأجندات الماسونية حسب فضح كفيلهم لهم ، وتصريحات بعضهم بذلك علانيه ، مع إختلاف توجهاتهم ورايآتهم وإتفاق مرجعياتهم ، فكل من يخالف الكتاب والسنه على فهم سلف الامة يخدم الماسونية عبر مشاريع ظاهرها التعارض وواقعها الركض حول تمكينهم من بلاد المسلمين كحال الاحزاب والتنظيمات والكيانات والرؤى والاطروحات والايديولوجيات المنتشرة على طول وعرض الارض ، فكل هؤلاء ينفذون سياسات تم برمجتهم عليها تفتقد للمصداقية وموافقة الشرع في أبجدياته ..

وليس يصح في الاذهان شيء
إذا احتاج النهار إلى دليل

فكل الاطراف هؤلاء فاقدون لشرطي قبول أي عمل عند الله :

1) الإخلاص لله في العمل ..

2) متابعة النبي بهذا العمل ..

وشرط الإخلاص أمر غيبي لكن له علامات ظاهره تدل عليه ، ومثاله الظاهر هذا القتال بين الرافضة وقيادة المملكة والامارات في أرضنا هل هو خالص لله ؟

قطعا ( لا ) لأسباب واضحه تدل على عدم الاخلاص لله منها ...

إعترافهم العلني بذلك ، وعدم
رفع أي طرف من الأطراف راية القتال لتكون كلمة الله هي العليا ، وهذا أمر ظاهر ومعلن من طرفي البلاء علينا ، ولايستطيعون إنكاره لتصريحهم بذلك في كل المحافل ، وتبجحهم به لا إراديا وغصبا عنهم ليفضحهم الله أمام الشرفاء من خلقه ...
وقد جآء في البخاري أن رجلا جآء يسأل النبي عن صنوف قتال الناس وتوجهات نواياهم ..

فقال يارسول الله الرجل يقاتل شجاعه
والرجل يقاتل حميه والرجل يقاتل ليرى مكانه والرجل يقاتل ليذكر والرجل يقاتل غضبا والرجل يقاتل للمغنم وذكر غير ذلك مما يقاتل الناس من اجله في دنياهم الان ..

فقال عليه الصلاة والسلام

( من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله ) ..

وهذا مربط الفرس ، فإن الله لايقبل اي نوع من انواع القتال في دنيا الناس إلا لو كان الهدف من القتال ( إعلاء كلمة الله لتكون هي العليا فقط ) كما هو نص الحديث هذا ..

والرافضة أصل بنآئها وعقيدتهم ومنهجهم باطل وإن زعموا أنهم يقاتلون لله كذبا وزورا ( إذ لايستقيم الظل والعود أعوج ) بمعنى إذا كان اصل الشيء باطل فمهما عمل العامل من عمل فهو مردود عليه غير مقبول ، وفي القاعدة المشهورة عند أهل العلم ( مابني على باطل فهو باطل ) فقتالهم بائن كعين الشمس أنه لغير الله ، وهم يصرحون بذلك صراحه ويقولون أنهم يخدمون مشروع الثورة الخمينية الماسوني المؤدي للردة عن الإسلام وإن رفعوا بعض الشعارات الإستهلاكية أمام البهائم ( الموت لامريكا ، الموت لإسرائيل ) ...

وإخواننا قيادة المملكة والامارات لم يطلبوا من ( ولاة أمر المسلمين العلماء ) في طول بلاد المسلمين وعرضها أن يعلنوا الجهاد ضد الروافض ، ولم تعلن قيادتي المملكة والامارات أن القتال هذا لله ، بل على العكس هم يصرحون أن القتال من أجل منع تدخل إيران في شؤونهم ، ومنع تمددها ، وأنهم لو حصلوا على ضمانات دوليه بعدم تعرضهم لهجوم من ايران لتصالحوا معها ، وتجارتهم معهم عال العال ، وعندهم علاقات حميمه وأواصر إجتماعيه مع الروافض وغيرهم من أعداء الاسلام والمسلمين لا أحد يستطيع إنكارها ...

إن كنت لاتدري فتلك مصيبة
وإن كنت تدري فاالمصيبة أعظم

فكلا طرفي الشر والبلاء علينا كوننا ضحايا لعبتهم السياسيه القذره ، فاقدون لشرط الإخلاص حسب تصريحاتهم المبينة لبواطنهم ...

( أم حسب الذين في قلوبهم مرض أن لن يخرج الله أضغانهم )

والعجيب أن كل ضربة تقع من الروافض ( قاتلهم الله ) على المملكه يكون الرد من المملكة على اليمن ارضا وشعبا ، على طريقة مثلنا العامي ( ضربه زوجه ، حمت على عياله ) والمفترض الطبيعي ان يكون الرد على إيران التي هي رأس البلاء والشر والعداء الداعم للحوثة ، لكن يبدو أن المقصود باالإنتقام اليمن وأهله للرواسب الجيوسياسيه ، فكم قصفوا من أبرياء من اطفال المدارس وسكان آمنيين في بيوتهم ، وحتى ونحن في الجبهات نقاتل لله ثم دفاعا عنا وعنهم لم نسلم من قصف طيرانهم المتعمد إذا تقدمنا بغير أمرهم ....

فهل قتلهم لنا ولبقية الابرياء من الافساد في الارض او من إصلاحها ؟

( وإذا قيل لهم لاتفسدوا في الأرض / قالوا إنما نحن مصلحون / ألا إنهم هم المفسدون ولكن لايشعرون )

أما شرط المتابعة للرسول في قتالهم العبثي هذا مفقود تماما عند طرفي الشر والبلاء علينا كوننا يمنيين سنه لا لنا في العير ولافي النفير هذا السياسي الخادم لأعداء الله حسب تصريح بعضهم العلني /
أن الهدف من إبقاء رحى الحرب دائرة هكذا من غير هزيمه للروافض إبقاء اليمن تحت الوصاية والإرتهان إنتظارا لوصول إمريكا وإسرائيل لتقاسم ثروات الربع الخالي معهم لتحقيق السلام حسب زعمهم !!!

فهل هذا شرط المتابعة للرسول أم هو فضح رباني لإتباعهم وخدمتهم للمشركين والكفار ؟

قال رسول الله ( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد ) اخرجه مسلم ..

تعصي الإله وأنت تظهر حبه
هذا محال في القياس بديع
لو كان حبك صادقا لأطعته
إن المحب لمن يحب مطيع

قال الإمام ابن القيم / في موارد الأمان المنتقى من إغاثة اللهفان / قال بعض السلف ..

( مامن فعلة وإن صغرت إلا وينشر لها ديوانان ( لما ؟ وكيف ؟ )

أي / لما فعلت ؟

وكيف فعلت ؟

فالأول سؤال عن علة الفعل وباعثه وداعيه ، هل هو حظ عاجل من حظوظ العامل ، وغرض من أغراض الدنيا في محبة المدح من الناس أو خوف ذمهم أو إستجلاب محبوب عاجل أو دفع مكروه عاجل ؟

أم الباعث على الفعل القيام بحق العبودية وطلب التودد والتقرب إلى الرب سبحانه وتعالى وإبتغاء الوسيلة إليه ؟

ومحل هذا السؤال أنه / هل كان عليك أن تفعل هذا الفعل لمولاك ، أم فعلته لحظك وهواك ؟

والثاني سؤال عن متابعة الرسول عليه الصلاة والسلام في ذلك التعبد /

أي / هل كان ذلك العمل مما شرعته لك على لسان رسولي ؟
أم كان عملا لم أشرعه ولم أرضه ؟

فالأول سؤال عن الإخلاص ..

والثاني عن المتابعة ...

أنتهى كلامه رحمه الله ...

إن من أكبر الإختلالات البنيوية في مجتمعاتنا الاسلامية كلها إلغاء دور الدين الصافي النقي الذي كان عليه النبي واصحابه من حياتنا العامة والخاصة ، وهذا أدى إلى عدم التوازن والتحليق في الفراغ ، وأنشىء أجيالا فقدت هويتها الحقيقية ودينها الصافي النقي لعدم توفره في البيت والمسجد والمدرسه والبيئة العامة والخاصة كالإعلام المرئي والمقروء والمسموع التقني والتقليدي ، فأصبحت كثير من المجتمعات تأخذ التطرف بشقيه والإرهاب المذموم نمط حياة سوآء كان دينيا أو دنيويا لبعدها عن الوسطية والإعتدال ، فوقعت هذه الإنتهاكات الصارخة حتى في المفاهيم والمصطلحات والقيم ومعرفة الضار من النافع عند عباد المال والدنيا الفانيه ..

فهل إنشاء الامارات للسجون والمعتقلات ، وتعاقدها مع بلاك ووتر لإنشاء مليشيات خارجه عن إطار سلطتنا الشرعية من الوسطية والإعتدال أم من الإنتهاك لسيادتنا الوطنية ؟

وهل ماتفعله القوات السعودية الان في المهره ومنفذ صرفيت إستعاده لشرعية وألي أمرنا ( عبدربه ) ودحر للروافض أم إنتهاك لسيادتنا الوطنية ؟

وهل هناك روافض أو قاعده أو دواعش في المهره ومنفذ صرفيت لتجند القياده السعوديه مرتزقه لقمعهم وتقصف بإالاباتشي اراضي يمنيه لإرهابهم في ظل سكوت مخزي لرئيس الوزراء الذي تم تعيينه بقرار إداري إماراتي ؟

قال رسول الله ( تعس عبد الدينار والدرهم والقطيفة والخميصة / إن أعطي رضي / وإن لم يعط لم يرض ) أخرجه البخاري ..

قال الفيلسوف الفرنسي ( بليز باسكال )

الخروج عن الإعتدال إنتهاك لحرمة الإنسانية ...

فهل خرج ثالوث الداء والبلاء في اليمن ( الرافضه والقيادة السعودية والاماراتية ) عن الإعتدال وانتهكوا حرمة البلاد والعباد الان عندما تقاسموا الارض والنفوذ بقوة الحديد والنار والسجون والقتل والإتهامات الجائرة والإخفاء القسري لكل معارض لهم من أبناء اليمن أم لا ؟

أما ترون كل طرف من اطراف الثالوث الوبائي يجند المرتزقة ويحشدهم للإنقلاب مرة أخرى على حكومتنا الشرعية ؟

أما يرى الشرفاء أن وألي أمرنا ( عبدربه منصور ) أصبح تحت الإقامة الجبرية وممنوعآ من بلاده أو إصلاحها وهم يعبثون باالبلاد والعباد ؟

ألا يرى الشرفاء تعطيل المطارات والموانئ من قبل ثالوث الامل والالم والوهم ؟


هل آن للشرفاء أن يقفوا صفا واحدا لردعهم وتخليص البلاد والعباد من شرهم جميعا ؟

إن الأمور باتت الان أكثر وضوحآ من ذي قبل ، ومن العيب على بعض إخواننا السلفيين الذين كانوا معنا ولايزالون رأس حربه في هذه الحرب من بدايتها أن يرضوا بأن يتحولوا لإمعات باعوا دينهم بدريهمات ، فأمل هذه البلاد وغيرها من البلاد ، بالله ثم بنا في تعليم الجماهير صدق الاستسلام لله باالطاعة والإنقياد لأوامره وترك نواهيه ، فهذه الحرب القائمة بين طرفي الشر والبلاء علينا وفي أرضنا ( ليست لله حسب تصريحاتهم )

( ومآ أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفآء ...)

والرايات التي يقاتلون تحتها ويرفعونها ( ليست راية الله ) بل رايات جاهليه مختلفه مخالفه للشرع ، وأقرب مثال راية الإنتقالي ومليشياته التابعة للامارات التي تسعى لسفك الدماء وإنتهاك الحرمات والإنقلاب مرة أخرى على ( وألي أمرنا الجنوبي عبدربه ) لإستعادة الجنوب زعموا ..

فهل ( رأيتهم إعلاء كلمة الله لتكون هي العليا ) أم غيرها من الشعارات الجاهلية المخالفة للشرع ؟

كفى ما مضى ياشباب ولنتراجع قبل أن يتفق الثالوث علينا علانية إذا وصل كفيلهم ، لأننا سنصبح أول ضحيه يضحى بها من غير عزاء بتهمة الإرهاب ، فأعتبروا بإستخدامهم الشريف حسين لتفكيك وتدمير الدوله العثمانية ، فلما أنهى مهمته ، نفوه لجزيرة قبرص وسلموا اليهود فلسطين ، ونقضوا العهود والمواثيق ..

واعتبروا بإستعمالهم لطالبان أمام الروس ، فلما حطم الله الدب الروسي على أيديهم تخلصوا من طالبان كدوله ، فإن المشركين والكفار والمنافقين ( لاعهد لهم ولاذمه ) أفيقوا ياشباب فلن ينفعنا الندم بأثر رجعي ، لأن الثالوث الوبائي ظهر أمره جليا ومن غير مؤاربه

( أن حربهم لغير الله )

وأننا مجرد وقود لأطماعهم سيتم التخلص منهم عند بلوغ الهدف ، ولن ينفعنا حينئذ الندم بأثر رجعي ....

( حتى إذا جآء أحدهم الموت قال رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت )

لقد أسمعت لو ناديت حيا
ولكن لاحياة لمن تناد
ولو نارا نفخت بها أضأت
ولكن أنت تنفخ في رمادي

وكتبه / أبوعبدالرحمن السلفي محمدعلي عثمان
الخبير الإستراتيجي في الأمن الفكري
مدير التوجيه الديني والمعنوي في محافظة عدن