الثلاثاء - 14 مايو 2019 - الساعة 02:48 ص
يجب أولا أن نفهم مصطلح متقاعد, فالمتقاعد هو الذي قد أنهى جميع سنوات خدمته المقررة بالقانون العسكري (لأننا هنا نتحدث عن متقاعدين عسكريين), وبالتالي فمن العبث إن نطلب من هؤلاء العودة إلى وحداتهم العسكرية إلا من خلال طريقة التعاقد, حيث توضع عقود عمل رسمية لهؤلاء للاستفادة من خبراتهم المختلفة, خصوصا وإن البلاد تمر بحالة من الحرب, والحاجة ماسة لأصحاب الخبرات والمؤهلات من العسكريين, سواء المتقاعدين منهم, أو ممن وضعوا في خانة العمالة الفائضة ممن لم يُتقاعدوا بعد.
لكن نقول بعد أن تعرض عسكريوا الجنوب للتهميش بعد حرب صيف 1994م الظالمة, هاهم اليوم يتعرضون للتهميش للمرة الثانية في عهد السلطة الشرعية برئاسة المشير عبد ربه منصور هادي.
فلماذا لم يُدعى هؤلاء للعمل العسكري خلال الحرب سواء من قبل السلطة الشرعية أو من قبل المجلس الانتقالي من خلال تنسيقه مع الداعم الإماراتي؟.
حيث لم نسمع بدعوات رسمية وواضحة وصريحة توجه لهؤلاء للاستفادة منهم في بناء نواة جيش جنوابي حديث, من خلال تدريب وتأهيل العسكريين الجدد, والإشراف على إنشاء الوحدات القتالية والألوية العسكرية وتوزيع مهامها المختلفة, وقيادة عملياتها, وتقديم الخبرات الفنية المتنوعة التي يتطلبها العمل العسكري.
لكن يبدو أن هناك نية مبيتة لتهميش دور الجيش الجنوبي السابق وإقصاءه تماما من المشهد الراهن لاعتبارات لا نعلمها حتى الآن.
وفي خضم هذه التجاذبات تتعالى الأصوات مطالبة بدور للعسكريين القداما في المواجهات العسكرية, لا ندري عن أي دور يتحدثون, بالوقت الذي منهم من قد فارق الحياة, ومنهم من وصل لسن الشيخوخة ومنهم من ينتظر, ومنهم من بمقدورهم النهوض بأي عمل عسكري ولكن لا يوجد تنظيم لهؤلاء لتجميعهم وتشكيل منهم وحدات عسكرية, أو توزيعهم وتطعيم الوحدات العسكرية بهم.
على العموم العملية تتطلب جهود مضنية وكبيرة وتمويل كافي, ولابد من جهة فاعلة تتبنى مثل هذه التوجهات, وهذا ما ننتظره بفارق الصبر ونتطلع للحظة التي نراه فيها واقعا, والأمل يظل معقودا على المجلس الانتقالي كونه الممثل الرسمي للجنوب في هذه المرحلة الحاسمة.
والله على ما نقول شهيد.