مقالات وكتابات


الإثنين - 29 أبريل 2019 - الساعة 12:40 ص

كُتب بواسطة : عادل الحسني - ارشيف الكاتب


هذه هي الورقة التي سيطول عبث الإماراتيين والسعوديين بالتلويح بها. لقد أصبح هناك وعي في الآونة الأخيرة في المحافظات الجنوبية عن حقيقة هذه الحرب وانكشاف أطماع الإماراتيين والسعوديين في السواحل والجزر والموانئ والأماكن المهمة لهم ولمصالحهم في اليمن مثل باب المندب وغيره. إنّ هذا الوعي قد تجاوز النخب من قيادات المقاومة والسياسيين والدعاة ليصل إلى عامة الشعب، وهنا كان لزامًا عليهم أن يعيدو خلط الأوراق ويبعدوا الشارع والأنظار عنهم، فلجأوا إلى ورقة الحوثيين التي يستخدمونها في أحيانٍ كثيرة.

إنّ تلك الفزاعة تتمثل في عودة الحوثي للجنوب ليتم غض الطرف عن مناطق لا تهمهم وليس لهم فيها أي مصلحة كمديريات في الضالع وكرش، وربما غدًا لودر وغيرها، ومن هنا يبدأ الخوف يدب بين أوساط بسطآالناس بأن الحوثي سيتجه إلى عدن ويحتلها مرة أخرى وأنّ لا سبيل لمنع ذلك إلا ببقاء التحالف والقبول به وبأطماعه حتى تبقى عدن وما جاورها محروسة وبعيدة عن الحوثي وعقائدهم الباطلة.

ولكن إن أحققنا الحق وامعنا النظر فإنّ التحالف فعلاً لن يسمح للحوثي بالاقتراب من عدن بأي ثمن، ليس حباً فينا ولكن حباً في باب المندب والميناء والموقع الهام الذي تمثله عدن لليمن ولشبه الجزيرة العربية، وهذا ما يبحث عنه التحالف في إطالتهم الحرب واستنزاف القوى وإرهاق الشعب وإبعاد الحكومة، وإن كان من صراع حقيقي بقي بين التحالف وبين الحوثيين فهو ما يحصل في الحديدة والتحارب لأجل من تكون له الغلبة في الاستيلاء على الميناء، وأما ما عداها فهي حروب عبثيةواستهلاكية فهل سيدرك الجميع أننا نُستخدم وأن الدماء التي سالت وتسيل هي دماء يمنية، وأن الخاسر في الأول والأخير هو الشعب اليمني.

إنّ قائل الحقيقة اليوم، والصارخ بما يظهره الواقع للجميع تُلصق به مسميات تصنيفية أضحت جاهزة لكل من خالف الهوى، فتارةً شيعياً، وتارةً إخوانياً أو إصلاحياً، وأخرى مدعوم من قطر وتركياوبوركنافاسو وجزر القمر وقد اصبحت هذه التهم مكشوفة ومحل سخرية من الجميع ولله الحمد ؛
أقولها لكم ياقوم خذوها مني ودعوهابي ان الحرب التي نخوضها كيمنيين لسنا فيها سوى أدوات يُراد لها أن تهلك حتى تحقق مصالح وأجندات خارجية، ولن يدفع ثمن تلك الأهداف اللعينة إلا وطننا الغالي وكل من ينتمي له.

أرضنا تُقسم وكأنها كيكة على تلك القوى، وأبناء الوطن يُزجُّ بهم في جبهات مختلفة من الطرفين الحوثي والتحالف، وكثير من ابنائنا ليس لإيمان فيهم أن الحرب التي يخوضونها مقدسة ولكنها لقمة العيش التي أحوجتهم لها تلك التدخلات وأغلقت أمامهم أي خيارات أخرى للعيش غير قتل بعضهم بعضاً،
بينما يقضي الجندي السعودي إجازته بين أهله وأولاده او في منتزهات البحرين يزج بأبناء المحافظات الجنوبية للقتال على حدود المملكة ليعود الكثير منهم جثثا الى اهاليهم ؛وهنا على ارض الجنوب توجد القوات الإماراتية لتمارس طرق التعذيب على أبناء شعبنا ، تاركين تأمينهم لشركات أجنبية، ولحفنة ممن باع وطنه بدراهم معدودة مقابل تصرف الإماراتي في القرار على ألارض والبحر والجو .

يا أبناء اليمن وأحرارها وأقيالها وحكمائها قفوا جميعًا مع أنفسكم، مع ضمائركم، مع تاريخكم العظيم، واحقنوا دماءكم وتفاهموا فيما بينكم، وليعود أبو عقال من حيث أتى، فوالله لن نجني منهم إلا مزيدًا من الدماء، مزيدًا من الفقر، مزيداً من التفرقة والكراهية فيما بيننا، فهل منَّا رجل رشيد!

كتبه / عادل الحسني
٢٠١٩/٤/٢٨ م