مقالات وكتابات


الخميس - 25 أبريل 2019 - الساعة 12:23 م

كُتب بواسطة : جمال الزوكا - ارشيف الكاتب


بات من المؤكد أن مصطلح" الجنوب" لم يكن الّا شعارا وطنيا كاذبا أرادت مراكز القرار الدولية من الجنوبيين الإلتفاف حوله، على أمل استعادة دولتهم، التي لم يستطيعوا الحفاظ عليها وهم ذات سيادة!

أستطاع المخرج بهذا الشعار تحريك الشارع الجنوبي وتسفيه كل الجنوبيين المحيطين بعلي عبدالله صالح، وفصلهم عن قواعدهم الجماهيرية في الجنوب، تمهيدا لإيجاد الأرض المناسبة لشن دول التحالف حربها على صنعاء من أرض الجنوب وتجنيد شعبها في حرب خاسرة ضد الشمال الذي حسم أمره وقرر المواجهة، وأتخذ القرار.

حمل ثورة الجنوب الكاذب أفصحت عنه الأحداث على مدى أربع سنوات من الحرب، ومازال المناضلون السذج منّا يشنون الحروب الفيسبكيّة ضد بعضهم إمعانا في إمتهان كرامة أخيه الجنوبي، تنفيذ لتعليمات المخرج، والترويج لوهم استعادة دولة الجنوب!

لم تراهن المملكة السعودية على روح وطنية لتحريك الشارع الجنوبي بقدر ماراهنت على حب استعادة سلطة لدى من فقدوها بعد حرب 94م من أحفاد عنتر ومصلح وشائع( مثلث الدوم) والذي تعمد الجنرال محسن بتعليمات سعودية عدم أستيعابهم بعد الحرب، للإحتفاظ بهم كورقة رابحة ذات يوم!

الوطنية ياسادة لاتعدو جهاز الآيفون الذي يحمله عيدروس الزبيدي" هدية محمد بن زايد" وهو لايفقه مفردات تقنية جيل إصداره!

هؤلاء يبحثون عن سلطة ولايبحثون عن وطن! فالوطن جاه، وسلطان، ومنصب، ومال عام لايشاركه فيه أحد!

فعبثا تتاجرون بدماء الشهداء! فدمائهم فداء! والفداء لأجل إنتصار قيم ومبادئ سامية في حياة الشعوب، ليست بحدود الجنوب! ولاتقدر بثمن! فلايحق بأي حال أن نزايد بدماء الشهداء على أحد! ولا نقايض أو نساوم بها أحد!

من أجل الوطن!! ماكان لعيدروس الزبيدي أن يقبل بأن شعب الجنوب يلدغ من جحر التحالف مرتين بسم التحرر والإستقلال، واستعادة الدولة!

فمثلما فرضت ظروف الحرب تخلي المملكة "الداعم الرئيسي للحراك السلمي الجنوبي" عن مشروعه السياسي المتمثل في استعادة الدولة وفك الإرتباط، بعد دحر قوات الشمال عن أرض الجنوب!

كان على الزبيدي أن لا يقبل بعرض دولة الإمارات تحت نفس الظروف- وفق تبادل الأدوار بين المملكة ودولة الإمارات- ببيع الوهم من جديد لشعب الجنوب، ويعيد إلى الواجهة نفس الكذبة التي عجز عن تحقيقها جنوبيون شرفاء سبقوه على هذا الصعيد!

لماذا لايعتزل الجنوبيون السياسة وسط كل هذه الفوضى المفتعلة على أرض الجنوب كنوع من أنواع الإحتجاجات السلمية تجاه خذلان التحالف العربي لهم وتعمّد اسقاط مشروعهم السياسي الذي طالما تغنّوا به وأتخذ التحالف منه جسر عبور للوصول الى أهداف أبعد ماتكون في خدمة الشأن الجنوبي! بل ربما جعلت منهم وقود حرب لاناقة لهم فيها ولاجمل!

إغراق الجنوب في الفوضى بعد رحيل القوات الشمالية ليس تخلي التحالف ودولة الإمارات بالذات عن مشروع إستعادة الدولة وفك الإرتباط فحسب، إنما يتجاوز حتى متطلبات مخرجات الحوار الوطني، ومشروع الدولة الإتحادية!! ويضر بمصالح وحقوق كل الجنوبيين، ممايستدعي وحدة الصف الجنوبي وتوحُّد كلمتهم، يغنيهم عن الشتات والتشرذم، والخصام الذي يعيشه الشارع الجنوبي حد الإقتتال بين الإخوة، بقيادة عيدروس الزبيدي، من جهة، وقيادات جنوبية معارضة من جهة أخرى.