مقالات وكتابات


الأحد - 15 أبريل 2018 - الساعة 03:59 م

كُتب بواسطة : فهد البرشاء - ارشيف الكاتب



سأكتب إليكم ببساطة الإنسان الذي أنهكته صروف الزمان،وببساطة المواطن الذي أوجعه خذلناكم،وببساطة الشعب الذي تركتموهم يعاقر المآسي ويتحرع المرار ويدفع الثمن وضريبة مكايدات البعض ومناكفاتها وتصفية الحسابات التي لم تنته،ولن تنته،طالما وهذا الشعب ليس ضمن حساباتكم..

اليوم سأكتب لكم بعد أن عُدتم من رحلة (النقاهة) في فنادق الرياض وهي ليست الأولى،والشعب يعاني ويتوجع ويئن،سأكتب ليس تسولاً،وليس إستعطافاً،وليس ضعفاً،ولكني ساضعها كلمات صادقة صريحة على طاولاتكم التي تكتظ بالموائد ومن أسترعيتموهم لايجدون (كسرة) خبز يابسة في ظل هذا الغلاء الفاحش..

اليوم عُدتم ولا ندري ماذا تحملون لشعب قدم الغالي والنفيس كي يدافع عنكم ويعيد لكم شرعيتكم التي (أغتصبها) الحوثي بين ليلة وضحاها حتى بات الواحد منكم لايأمن على ذاته،فكان شعب الجنوب للحوثيين بالمرصاد وذاد عن حياض هذا الوطن الذي تركتموهم اليوم صريع الأهواء والحسابات الضيقة..

عُدتم وسنظن فيكم خيراً ونتوسم فيكم أملاً فلعل ضمائركم قد (صحيت) من سباتها العميق،ولعل إنسانيتكم قد عادت لها الحياة بعد أن فارقتها منذ سنوات،ولعل الموت الذي يزحف نحوكم ببطء قد أيقظ فيكم المسئولية والامانة ومخافة الله..

تعلمون حال الشعب وحاجته،وتعلمون مايعانية من مشاكل ،ومايحتاجه من متطلبات، ومن أزمات خانقة (لفت) وثاقها حول عنقه،أزمات انتم افتعلتموهم، وخلقتموهم لا ندري أهي إنتقام، أم عجز، أم تصفية حسابات مع فرقاء المشهد والأبطال الذين ذادوا عنكم..

تعلمون أن الشعب قد ضاق ذرعاً، وحاله ووضعها لايطاق ولايُحتمل، وتكالبت عليه المشاكل والهموم من كل حدب وصوب،وحلت بساحته المصائب والنكبات،ولم يعد يحتمل (صب) مزيداً من زيت (لامبالاتكم) على نار أوجاعه التي قد تولّد بداخله بركاناً ربما ينفجر بين لحظة وأخرى..


تعلمون أن الغلاء قد أستفحل (وقصم) ظهور البسطاء، وتعلمون أن الإنفلات الامني بات سمة لعاصمة الوطن، وإن مسلسل الإغتيالات قد سلب الكثير من الشرفاء وائمة المساجد، وأن الخدمات تدنت وانعدمت كلياً، وأن الريال تدهور وبات يلفظ أنفاسه الاخيرة إن لم يكن قد لفظها وشُيع جثمانة الثرى..

عودتكم اليوم أيها (المكوكيون) لابد أن تحمل الخير للمواطن والوطن،والحلول الناجعة لخلاصه مما هو فيه، وأ تكون (رديفاً) أساسياً في عملية البناء والنهضة لهذه المحافظات التي قدمت الغالي والنفيس من أجل الدين والارض والعرض،وحفظت لكم ماء الوجه (المسكوب)..