مقالات وكتابات


السبت - 14 أبريل 2018 - الساعة 02:14 م

كُتب بواسطة : د. علي عبدالله الدويل - ارشيف الكاتب


ذكر ابن كثير في تاريخه أن السائب بن الأقرع قدم على 
عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) يبشره بنصر المسلمين 
في معركة ( نهاوند ) .

فسأله عمر عن قتلى المسلمين فعد بن الأقرع فلاناً وفلاناً من أعيان الناس وأشرافهم ، ثم قال لعمر : 

وآخرون من أفناد الناس لا يعرفهم أمير المؤمنين ..

♡ فجعل عمر يبكي ويقول : ( وما ضرهم ألا يعرفهم عمر ما دام أنه يعرفهم رب عمر ) .

فمن يبكيهم بعد عمر ؟ ولماذا بكى عمر رضي الله عنه.


عرف عمر بأن من الضروريات الحتمية التي تجب على القائد هي تفقد الرعية والسؤال عن أحوالهم

بكى رضي الله عنه لأنه يضع أساساً ودستورا ً إيمانياً لمطلق الحياة، وعلاقة الحاكم بالمحكومين وعلاقة الفرد بنفسه وبمن حوله.

ولذلك بكى رضي الله عنه لأنه علم علما يقينا بأن هنالك صنفين من الناس. ..

■ الصنف الأول الذي يفرحون بما أتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا ....

[ هذا الصنف من الناس الذين يحبون الظهور والتعلق بأشياء لم يفعلوها والتمدح بأقوال لم يتلفظوا بها وأفعال لم يفعلوها ]

● ستجده دوما أمام عدسات الكيمرات وفي السطر الأول في الحفلات والقاعات وإذا طلب منه شيئا دون أن يراه الناس ربما لم يفعله وتقاعس في تنفيذه.

أما الصنف الثاني فهم :
■ الرجال الذين لا يريدون ان يعرفهم الناس مادام أن الله يعرفهم.

□رجال اخلصوا أعمالهم لله
■رجال اتقياء أنقياء نظروا إلى ما عند الله ولم ينظروا إلى ما عند الناس .

{ إذا أردت ان تخدم دينك ووطنك ومجتمعك الذي تعيش فيه فلا يشترط أن تكون مشهورا أو معروفا عند الناس يكفي ان الله يعلم صدقك وإخلاصك وحسن نواياك }

■ فلتكن أنت الإعلامي الصادق في أقواله و الطبيب الناجح في عمله والمهندس الأمين الرائع في تصاميمه.

□ ولتكن انت المعلم المثابر من أجل طلابه

■ والجندي المخلص لوطنه .


《 ولايشترط أن يعرفك الناس يكفي ان الله يعرفك 》