مقالات وكتابات


الثلاثاء - 16 أبريل 2019 - الساعة 05:20 م

كُتب بواسطة : منصور بلعيدي - ارشيف الكاتب



بعد محادثات دولية طويلة اتفق الانجليز مع جبهة التحرير علي تسليمهم الجنوب سلمياً وفق قرار الامم المتحدة الذي ألزم الانجليز ببنا بنية تحتية للنظام الجديد في مدينة الشعب علئ ان تخرج بريطاني من عدن في مارس 1968م بعد اتمام بناء كل الادارات المطلوبة...

وفعلاً شرعت بريطانيا في بناء بعض الادارات في مدينة الشعب التي كانت حينها عبارة عن صحراء فارغة...لكن تدخلت الاستخبارات البريطانية بدعم القوميين العرب داخل جبهة التحرير وكان حينها فصيل القوميين العرب ضعيفاً جداً ...ومدوهم بالسلاح سراً باعتبارهم ثوار ...وذلك للافلات من الاستحقاقات المفروضة على بريطتنيا دولياً.

وكان ضباط من جيش اللوي التابع لبريطانيا يزودون ثوار الجبهة القومية بالذخيرة والسلاح سراً ... وبذلك فتنوا بينهما ( جبهة التحرير والقومية)وكانت معركة الشيخ عثمان الاهلية بين القومية والتحرير واستطاعت التحرير طرد ثوار القومية الى المنصورة وكادوا ان يهزموا فلما شعر الانجليز بقرب هزيمة عملائهم تدخلوا بسلاح الجيش *الليوي* وكانت اقوى اسلحتة حينها مدرعات صغيرة تسمئ ( الفيرت) فهزموا جبهة التحرير بقوة الجيش (وللعلم فيهم كان في الليوي ضباط من اقربائي).

ولما هزمت جبهة التحرير طالبت الجبهة القومية بتعجيل الاستقلال فالتقطت بريطانيا الفرصة ووافقت على الفور..
( مستغلين جهل وغباء اعضاء الجبهة القومية)...

فتقدمت بريطانيا الئ الامم المتحدة بشكوئ ان الثوار كبدوها خسائر فادحة وانها مستعدة للخروج من عدن ولكنها غير ملزمة باي اتفاقات طالما التحرير كان بالقوة وليس بالاتفقات السلمية حسب قرار الامم المتحدة.

خدعة مريعة للجبهة القومية ومازلنا نعيش آثارها المدمرة الى اليوم.....

وفعلاًتم تقديم الاستقلال الى الـ 30 من نوفمبر 1967 بدلاً عن مارس 68 م
وحرم الجنوب من الاستحقاقات التي فرضتها الامم المتحدة على بريطانيا وأهمها اقامة بنية تحتية متكاملة للنظام الجديد والتكفل برواتب الموظفين لمدة عام كامل ومساعدات اخرئ..مع بقاء خبراء وفنيين واداريين حتى تأهل الحكومة كوادر قادرة على ادارة الشأن العام.

طبعاً كان اعضاء القيادة العامة للجبهة القومية بسطاء لدرجة الجهل..واعلاهم مستوىً علمي كان *سالمين* الذي يحمل شهادة ثالث متوسط..اما الغباء السياسي فحدث ولاخرج.

ولان الشئ بالشي يذكر فهذه حكاية تؤكد استحكام الغباء لدئ قيادة الجبهة القومية:

في حوالي عام 1977م قدم الملك خالد ملك السعودية مشروعاً سكنياً كبيراً لعدن يمتد من الشيخ عثمان الى مدينة الشعب
-وكانت صحراء خالية- وذلك كهدية من المملكة ..ويضم الى جانب المساكن جميع الخدمات العامة من مدارس ومستشفيات ومساجد وحدائق عامة واسواق تجارية وطرقات داخلية ومتنفسات اطفال وغيرها..واشترط الملك ان يسمى المشروع بـ *مشروع الملك خالد*..فقط وسيقدم مجاناً..

الرد الكارثة!!
كان رد قيادة الجبهةوالقومية ( طبعاً قبل تحولها الى حزب) رفض التسمية مطلقاً لان الملك رجعي....تصورا..!!

فضاع المشروع وخسرته عدن كما خسرت التعويضات البريطانية.

و اليوم الانتقالي يسلك نفس السلوك ويسير على نفس النهج والواقع خير شاهد..!!

وهل يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين؟!