مقالات وكتابات


السبت - 06 أبريل 2019 - الساعة 12:40 ص

كُتب بواسطة : عبدالله جازع الفطحاني - ارشيف الكاتب




تلك المدينة التاريخية الحاضنه بذراعيها خليج عدن وبحر العرب ويطلق عليها ثغر اليمن الباسم ، لم تكن في يوم من الايام قرية ، بل بعكس هذا فهيا تعتبر اول مدينة عربية انشئت فيها الخدمات من بنية تحتيه واعمار حيث يعد شارع المعلاء الرئيسي هو اطول شارع في الجزيرة العربية في الخمسينات،
عدن ثالث مدينة عربية تاسس فيها نادي رياضي
حيث تاسس أول نادي أهلي في عدن عام 1905
تحت مسمى نادي الاتحاد المحمدي كأول نادي رياضي في اليمن و الثالث في العالم العربي بعد شباب قسنطينة و سكة الحديد . وكان ينازل فرق جيش الاحتلال وفرق الاساطيل القادمة والمارة إلى ميناء عدن.

‏‎عدن اول مدينة في شبه الجزيرة العربية تهبط فيها طائرة مدنية نفاثه ولها مطار دولي وكان اسمه حينها مطار خور مكسر الدولي وكان يقارن بمطار طوكيو من حيث حركة الطيران ( أغسطس 1962مطار طوكيو 1060 مطار عدن 1040 طائرة )

بل اقيم فيها اول معرض في الشرق الأوسط للطيران الحربي
وااسس اول بنك واول اذاعة واول تلفزيون واول صحيفة
في الوطن العربي ،

فهل يعقل ان نجي اليوم ونحول عدن الى اول قرية في العالم
هذا غير معقول ولكننا في الطريق لنجعله معقول وممكن
وكل هذا بتصرفاتنا البدائية والجاهلية،
مايجري اليوم في عدن هو مؤسف ومخجل ولايرضاه انسان منحه الله عقل سليم وسوي،

ان مايجري في عدن فاق كل اوصاف وتسميات الجهل والغباء
مايجري في عدن اليوم هو تدمير لتاريخ المدينة ومدنيتها
واعادتها الى عصر الجاهلية ومسح بذلك تاريخ المدينة العريق

الجريمة وحدها لم تعد مخيفة في عدن لكونها اصبحت مالوفه فنحن كل يوم نصحى على خبر جريمة قتل او اقتصاب او تقطع،
مايخيفني حقيقة هو نهش جسد المدينة ونخر عظامها وتركها
جثة هامدة لاتعني للانسان الجنوبي شيء ليقرر وقتها الرحيل والبحث عن وطن اخر،
هذا ماسيحصل في وقت لن ينفع فيه الندم ان لم نتكاتف اليوم ونقول عدن للجميع ونوقف هذا العبث الحاصل من قبل ضعاف النفوس والماجورين الذين عاثو في مدينتنا الفساد بكل انواعه وطرقه

عدن اليوم تتعرض للخراب بتقسيمها الى حضاير مواشي عبر سماسرة الاراضي واصحاب النفوذ
ان نهب الاراضي والعشوائية في البناء بدون تخطيط يعرض المدينة لكارثة انسانية ووبائية ستحل بالجميع وسيصعب اصلاحها في المستقبل او بالاصح يستحال اصلاحها من الاساس، كيف لا ونحن لم نقدر على اصلاح شارع القصر في المنصورة او الشوارع المحيطة بفرزة الهاشمي رقم التخطيط السليم للبناء والبنية التحتية
. اليوم في عدن هناك حارات بالكامل بنيت دون معايير وتخطيط ودون بنية تحتيه فكيف للانسان ان يعيش في تلك الحضائر دون خدمات ومن دون وجود مخططات صرف صحي وتصريف مياه الامطار :

مايجب فعله وفي ظل غياب الدولة والقانون هو تشكيل لجان شعبية للاراضي تحت مسمى عدن للجميع، والوقوف على تلك المشكلة ومنع انتشارها في اماكن اخرى وتوقيف البناء الى ان توجد حلول جذرية
لتفادي كوارث حقيقة مقبلة ومن اهمها الانهيارات والكوارث الوبائيه

اخي الجنوبي ان مدينة عدن لي ولك ولاولادنا واحفادنا جميعا فارفع صوتك عاليا واصرخ اوقفوا العبث الحاصل
لان عدن للجميع :

للكاتب
عبدالله جازع الفطحاني