مقالات وكتابات


الثلاثاء - 12 مارس 2019 - الساعة 04:45 م

كُتب بواسطة : عمر محمد السليماني - ارشيف الكاتب



قال تعالى على لسان ابليس : "وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلَّا أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي ۖ فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنفُسَكُم" هذا هو ميزان العدل السماوي، وهو كذلك على الأرض.
القتل والدمار الذي يجري في بعض البلاد العربية ساهم ويساهم فيه أبنائه بشكل مباشر، صحيح توجد تدخلات خارجية، لكن كما يقول المثل الشعبي: "محد ضربك على ايدك"، فلا نلوم الآخرين بل أنفسنا.

العلة هو الجهل، والتخلص منه لا يعني أن نحاربه بالتخرج من الجامعة، ولكن أن لا نسلم عقولنا للغير. بل نستخدمها بكامل الحرية. سلاح الدمار الشامل الحقيقي في عصرنا هو المعلومات. ولهذا يسمى ما يحدث اليوم من صراعات للنفوذ بالحرب الناعمة. من خلال هذا التطور الكبير في الفضاء الإعلامي يبث القوى المتنفذة السموم والفتن والمعلومات الكاذبة، فنسلم لها عقولنا ونخسر المعركة، واكبر خسارة أن يصيروننا أسلحة بأيديهم بل جيوش جرارة تقاتل بالرصاص وبالكلمة التي وقعها اليوم أقوى من الرصاص.

شيطنة مكون اجتماعي أو ديني أو سياسي، تخوينه، تكفيره، اتهامه بالفساد والإرهاب. تبدأ الحملة المنظمة من قبل تلك الجيوش الإلكترونية ليتبعها عامة الامعات، وهم اليوم كثر. غاب التدبر والتفكر فيما يصل إلينا، سلمنا عقولنا لهم قبل أوطاننا. صار وضع الكثير منا كالادمان على إتهام الآخر بكل عيب وجريمة عرفتها البشرية، إقصاء يصل إلى الاستعداد لتصفية الخصم، عدم الإيمان بحق الآخرين في اختيار الفكر والمشاركة في للوطن بل في الحياة. فهل انتم اوصياء على هذة الأمة؟

عمر محمد السليماني