مقالات وكتابات


الإثنين - 25 فبراير 2019 - الساعة 07:12 م

كُتب بواسطة : محمد علي محمد أحمد - ارشيف الكاتب



في صبحة الجمعة الخامس والعشرون من رمضان 1415هجرية الموافق لـ الرابع والعشرون من شهر فبراير للعام 1995 ميلادية ..

تاريخ يتجدد للمرة الـ 24 وهي ذكرى وفاة والدي الفقيد المناضل الرجل الإنسان..علي محمد أحمد" كامل" وكامل هو الإسم التنظيمي له كما جرت عادة الفدائيون في ذلكم الزمان الجميل بكل مافيه من حلوة ومرة ، من سعادة وحزن ، من مشقة وراحة ، من فقر و قناعة لكنه زمان كان يسوده الحب والإخلاص والوفاء والأخلاق والفداء والتضحية والثقافة والأدب والنور والبركة والإيمان والمعرفة..

زمن كان الرجال فيه يقدسون معنى الرجولة ،كان والدي رحمه الله مواطن غيور على وطنه وأهله وعرضه ، شجاعاََ جسوراََ ، طيب القلب رحيماََ ، قدم لوطنه كما فعل قرنائه الرجال الذين قدموا جل ما عندهم دون انتظار من أحد أن يعطيهم جزاء ما بذلوه من فداء لهذا الوطن، عانوا ويلات الحروب ضد المستعمر البريطاني ،

لكن معاناتهم في ذلكم الزمان كانت أشبه عندهم بالقدوم على نزهة وتسلية يقدمون إليها فرحون مؤمنون مستبشرون مجتهدون حاملون أرواحهم فوق جنباتهم لا هم لهم بمال ولا بمنصب وقد تركوا اهلهم وذويهم وخرجوا مختارون راغبون عازمون لخوض معارك الشرف والكرامة ،

حتى نالوا استقلالهم وطردوا الإحتلال من ديارهم وأرضهم وعاد ممن كتبت له الحياة الى بيوتهم واستشهد منهم رجال لم يعد لهم اليوم  ذكرا ، ويا ليت من عادوا منهم أحياء قد لحقوا بإخوانهم شهداء رغم تهميش أولئك الشهداء والمناضلين ،

بل إن من بقوا ومنهم والدي يرحمه الله كانت معاناتهم إبان الإستعمار البريطاني أهون بكثير مما عانوه من من تسلقوا على ظهورهم وأصبحوا حكاماََ وقادة !!!

لقد أصيبوا بنكسة نفسية حطمت معنوياتهم وأحبطت قدراتهم وأدمت قلوبهم وهم يرون من كانوا كـ النسوان في جحورهم ومن كانوا فارين خارج الوطن يعتلون المناصب العالية.. وكانوا يرحمهم الله لم ولن يفكروا بها حتى لقوا الله وهم مظلومون لا ظالمون.

توالت الأحداث عليهم ولم يسلموا من السجن والإضطهاد والتعذيب من قبل الرفاق من هؤلاء وهؤلاء.

لذلك من بقي منهم حتى حرب 94 نالوا حقوقهم ليس لسواد أعينهم ولا اعتراف المحتل الشمالي بنضالهم ولكن إنصاف المحتل الجديد كان صفعة للرفاق الذين تنازعوا فيما بينهم فهمش الرفاق ذلكم الطابور الكبير من المناضلون لأسباب مناطقية لا منطقية.

 

فمنهم من هرول وفي نفسه غصة من رفاق الأمس وأشباه الرجال ليحقق لنفسه مكاسب هي في نظره حق مستحق وهي كذلك ولكن حسبة الإحتلال ليست كذلك..

ومنهم انتقاماََ من بعضهم بعضا من رفاق الجنوب ..

والبعض عرض عليهم العودة والمنصب والمال ، فرفضوا الأمر برمته وفضلوا البقاء في بيوتهم حتى مماتهم وهو حال فقيدنا عليه رحمة ربي وكل الشرفاء من أمثاله ..

لا أستجدي شيئاََ في هذا المقال من أحد أبداََ فما رفضه الرجال من قبل يبقى مرفوضاََ ولن نخضع للأنذال !!

الأب العظيم وإن غاب يبقى عظيمًا دوماََ و أبداََ

الأب العفيف وإن غاب لا يُمحى أثره وتاريخه ..

لا يُنسى صوته وصمته

لا تغيبُ رائحته عن من احتضنه وسانده ..

ستظل صورته عالقة في الذاكرة ، في قلوب كل من عرفه ومن سمع بمناقبه

“هكذا والدي”

رحمك الله يا فقيد وطني رحمك الله يا فقيد "قلبي" فإن كان يرحمه الله لم يطلب شيئاََ من أحد ورفض كل سحت مقابل إذلال ومهانة و اضطهاد

 

فإني كما أسلفت على عهده باقِِ ..لكني أطلب منكم الدعاء له ولكل الرجال الشرفاء فردوا لهم بعض الوفاء..

 

اللهم إن ابى بين يديك فارحمه واغفر له وبرد على قبره و اجعله من الضاحكين المستبشرين ، اللهم اني اشتقت لأبي شوقاً لا يعلمه سواك اللهم بقدر شوقي له ارحمه واغفر له واجمعني به في اعلى مراتب جنتك.

 

اللهم آمين .