مقالات وكتابات


الجمعة - 18 يناير 2019 - الساعة 04:55 م

كُتب بواسطة : عمر محمد السليماني - ارشيف الكاتب




في سفرنا إلى اليمن، توقفنا في حرض لتناول الإفطار، كان هناك إمرأة مسنة وخمسة أطفال عيونهم تراقبنا، فاعطيناهم ما تبقى، تضاربوا على الفتات. المنظر محزن ومؤلم. طلبنا من صاحب المطعم أن يعطيهم مايكفيهم. كان هذا في عهد الزعيم عفاش.

ما نغفل عنه أن باستمرار الحرب سيصبح مثل ذلك المشهد من الماضي "الجميل"، لأن ما بعده كارثي، لن تتحرك له الضمائر. سوف يصيبها "الران".
والدي، ربنا يغفر له، اغترب في الصومال. قال كنا نبيع جلد الماشية بقيمتها اي اللحم مجاناً. الخليجيون أصحاب السواعي التي تأتي إلى مؤانئ الصومال يقال لهم "المقملين" من كثرة القمل. ومن لديه زواج من أثرياء الصومال يطلبهم للعب مقابل اطعامهم وكسوتهم. "ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَىٰ قَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ".

ذكرت الصومال لقربه منا ومعرفتنا باحوالهم ولعلنا نتعظ، لم يعد الصوماليون في اهتمامات العالم، يموتون جوعا في بلادهم وغرقا في البحار. تفتت الدولة حالة ألا حرب وألا سلم، بروز دور المليشيات. فلا مقديشو حكمت ولا أرض الصومال صارت دولة. فهل يتم تحضير اليمن وبمساعدة أبناءه لهذا المشهد؟ سقوط الشرعية، جمهورية وملكية في الشمال، مليشيات في الجنوب. ثم يأتي خجفان يعتقدون أن سقوط الشرعية فرصة للتحرير، واخجف منهم يعتقدون أنهم سيرثون الشرعية بالاستيلاء على صنعاء. الأخطر هو فعلاً سوف يرث حاكم صنعاء "الشرعية" كما هي في مقديشو ولكن بموت المشير، فهل عرفتم لماذا هو في الرياض إلى حين.

عمر محمد السليماني