مقالات وكتابات


الإثنين - 26 فبراير 2018 - الساعة 10:30 م

كُتب بواسطة : فهد البرشاء - ارشيف الكاتب


قلناها مراراً وتكراراً :

(عدن) تتوجع،عدن تئن،عدن تنزف، عدن تموت ببطء،عدن تتكالب عليها المحن،وتتقاذفها الأزمات،وتعصف بها النكبات،عدن يقتص منها الأعداء بمباركة أبنائها الجنوبيين من فرقاء المشهد السياسي القذر والولاءات الضيقة السخيفة..

عدن اليوم (تنوح) لمقتل أبنائها وشبابها ونسائها ، سيما الأبرياء منهم ممن لاناقة لهم ولاجمل فيما يحدث،وتذرف دموع الحسرة والوجع والفجيعة كلما نزلت بساحتها فاجعة أو مصيبة أو نكبة من صنع تلك القوى المتناحرة..

في عدن اليوم يراق الدم ويهدر،وتزهق الأرواح وتُسلب،وتتمزق الأجساد وتتفحم،وتنتهك الحرمات وتُغتصب في مشاهد تشخص منها الأبصار وتقشعر منها الأبدان،دون أن يتحرك في دواخل من يدعون (حب) عدن ضمير أو يرف لهم جفن..

حتى تلك (الأصنام) التي تصدرت المشهد حيناً من الدهر هي الأخرى وضعت ألسنتها في أفواها ولم تنطق ببنت شفة وكأن الأمر لايعنيها، بل وكأن عدن باتت (كبش) الفداء والمحرقة ليصل هؤلاء إلى غاياتهم وأهدافهم التي لاتتعدى الريالات والدراهم، والثمن البخس مقابل التضحية بعدن وأهلها الشرفاء..

يتكرر المشهد ويتنوع الأبطال،ويزداد الضحايا،ويدفع البسطاء والشرفاء الثمن غالياً وباهضاً..
وتستمر حكاية الوجع والتلاشي في عدن،ويخبو بريق هذه المدينة ويأفل (نجمها) ويزداد وجهها شحوبة وعبوسا،ويخيم الحزن على محياها وثغرها (الباسم)،وكل هذا في قانون المتناحرين هو ضريبة بسيطة مقابل أت يصلوا لحلم الاستقلال الذي يرقد في جنبات المحال..

والأدهى والأمر أن هذا المشهد المؤلم المتكرر بتكرار أبطاله (الورقيين) سيستمر ويتكرر، ويستمر نزيف الدم الجنوبي في ثغرهم الباسم،ولن ينتهي أو يتوقف حتى تنتهي حسابات المتناحرين والفرقاء، (أو يفنوا) من الأرض، أو يتفقوا وهذا رابع المستحيلات..

عدن وغيرها من مدن الجنوب (المتشظي) اليوم ستظل تدفع الثمن غالياً، أتدرون لماذا؟ 
لأن قلوبنا شتى وممزقة فرقتنا الريالات والدراهم والمناصب،ولن تنعم أي من مناطق ومحافظاتنا بالأمن والأمان مالم نذب حاجز المناطقية ولغة التخوين ونتحد ونصبح على قلب رجل واحد،همنا وطننا وشعبنا..
لم تُرقع الجلسة بعد..