مقالات وكتابات


السبت - 08 ديسمبر 2018 - الساعة 11:58 م

كُتب بواسطة : عادل العبيدي - ارشيف الكاتب



كجنوبيين لايحبون الإعتداء على الآخرين وحقوقهم ، ولايسمحون للآخرين أن يبتزوهم سياسيا وعاطفيا أو يسلبوهم حقوقهم ، وحقهم في الدفاع عن قضيتهم بما تشمله من أرض وعرض وأموال ودماء ،، كجنوبيين شاركوا مع دول الجزيرة والخليج في حربهم ضد ميليشيات (الحوثي وعفاش المدعومين من أيران) للدفاع عن أمن المنطقة العربية ، التي فيها اثبت الجنوبيين شجاعتهم وصدقهم أنهم مع أشقائهم العرب دائما وفي أي ظرف ،، كجنوبيين يبحثون عن استعادة حقهم الجنوبي بالطرق السلمية ، يتمنون من دول الاقليم ودول العالم ومنظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي ، أن ينظروا إلى مشروعهم النضالي الحضاري السلمي ويكونون إلى جانبهم في استعادة حقهم .

كجنوبين شاركوا دول التحالف والعالم لحفظ السلم والأمن الإقليمي والعالمي يرون رفض أن يكون لهم منصة في مفاوضات السويد من قبل تلك الدول ومنظمة الأمم المتحدة ، إنما هي دلالة على تخاذل تلك الدول وابتعادها عن الحق الإنساني ، ودلالة على الانحطاط الأخلاقي لمفاوضات السويد بين ماتسمى الشرعية والحوثيين .

الانحطاط الأخلاقي في مفاوضات السويد ، هو أنها ضمت اطراف غير جادة في التوصل إلى حلول وتسويات سياسية حقة ، المتمثلة بالحوثي وماتسمى الشرعية ، اطراف عرفت بكثرة تلاعبها وخداعها ، اطراف لايأمل منها أن تعطي الشعب الشمالي ولو فرصة بسيطة ، بها يتنفس الصعداء من أزماتهم المفتعلة سياسيا وعسكريا وأقتصاديا ، كما تحاول هذه المفاوضات الرفع من قدر ماتسمى الشرعية والحوثي المقتصرة عليهما ، وهما أدنى من أن يستحقا ذلك ، فهذا انقلابي متمرد مضطهد لشعب الشمال ، وهذه فارة في الخارج ، تسكن الفنادق ، تعيش حياتها متلذذة في فسادها وعبثها بحاجات الناس وخدماتهم في المحافظات الجنوبية .

ومن الانحطاط الأخلاقي لمفاوضات السويد والمبعوث الأممي ودول الإقليم والعالم ، أنهم لم ينقلوا كل المشاكل الموجودة على أرض الواقع اليمني إلى طاولة المفاوضات الأممية ، ومازالوا ينكرون الأعتراف بالقضية الجنوبية ، حيث يتعمدون عدم النظر إلى الجنوبين وقضيتهم ، ولم يراعوا المتغيرات الجديدة التي أحدثتها حرب 2015م ، وأن يد الجنوبين قد ثبتت على أرضهم ، كما أن تعنت ماتسمى الشرعية والحوثي ورفضهما أن يكون الانتقالي على طاولة مشاورات السويد ممثلا للقضية الجنوبية ، دليلا قاطعا لمنظمة الأمم المتحدة والعالم أن جميع قوى الشمال لاتعترف بقضية الجنوب ولاتريد أن تعترف أن الجنوب وإلى قبل عام 1990م كان دولة مستقلة ، يريدون فقط أن يسيروا على نفس نهج الهالك عفاش في أن يكون الجنوب محتلا لهم ، فهم يرفضون وبكل وقاحة حتى لقاءا واحدا يجمعهم بالجنوبيين على طاولة واحدة ، فكيف يستطيع الجنوبين العيش معهم فيما يسمونها الدولة الأتحادية وهم بتلك العنجهية وبذلك العقل المريض ؟!.

الجنوبيون وأمام الانحطاط الأخلاقي لمفاوضات السويد ، وأي انحطاطات مستقبلية قادمة ، أكانت من قوى الشمال أو من مبعوث أممي أو من دول الإقليم والعالم ، تحاول الانتقاص من قضية استقلال دولتهم ، سيواجهونها بنضال مستمر وبمبادئ ثابته وبمزيد من العمل السياسي والعسكري ، حتى يأتيهم العالم مقتنعا باحقيتهم استعادة دولتهم الجنوبية.