مقالات وكتابات


الجمعة - 02 نوفمبر 2018 - الساعة 02:50 م

كُتب بواسطة : محمد صائل مقط - ارشيف الكاتب


منذو شهور فارطة وانا احزم امتعتي ولازال البحث جاري عن بيت يأويني انا واسرتي الكبيرة ..فقد ضاق بنا الحال ولابد من شد الرحال ..صعبت الحياة بمدينة مودية هذه المدينة التي احببتها وعشقتها ..فمن جراء الحرب ارتفعت الإيجارات للمنازل وارتفعت الاسعار ورحل التجار الشماليين ..ارتفعت الوايتات من الماء وصار سعر البوزة مايساوي تسعه الاف من الريالات ..ارتفع سعر تعرفة الكهرباء الى ثلاثه الف ريال مشمول بالمتأخرات ..حتى المواد الإغاثية الممنوحه من المنظمات الدوليه تم احتكارها من قبل الاقارب والوجاهات ..لقد باتت الحياة لأغلبية الوافدين الى موديه مرة وعلقما لايطاق ...ومع ذلك يهون وياليت شعري أن تعيش يوما بمدينة مودية الغناء ..لقد طاب لي المقام ودانت لي الأيام لما يقارب سبع سنوات عشتها بمدينة مودية وهي من اجمل ايام عمري كسبت الكثييير من الاصدقاء احببتهم واحبوني والمحبه ولاشي في المحبه لوم لاذكرته حبيبي مايجيني النوم اكلت في منازل وقصور مودية من العيش والملح حتى تجشأت ..وكنت اعلم من انه سيأتي يوما تغيب فيها الصور وتنقطع الرسائل والاتصالات وهذه هي سنة الحياة وتراقب زوالا إذا قيل تم ...ستكون محطتي الاخيرة مدينة عدن لأكون ملازما وقريبا لأولادي الذي فتح الله علي بهم وتم الحاقهم بالسلك العسكري ...لكنني لن انسى مدينة مودية ولقد والله وتالله وقفت ارقب الجبال والحارات وكأني القي عليها آخر نظرة من نظرات الوداع ..قرن اهل عشال وجبل فحمان امشعراء وجبلة الوزنه ووادي ثوعه ومران ...قرن خمعه والسويداء والقشابر كبران وجيزة اهل قنان ...سأترك مودية وفي القلب هيام ووحشه ..وسأغيب عنها وفي الكبد حرقه وولعه ..سأتذكر شوارعها وكل طريق سلكته من حواريها ..يالروعة موديه وحسن جمالها وجمالها شل عقلي ماشفت عمري مثيله وهي تتكي كالعاشقة ليلا على اشجار البرتقال لتكسبها روعة وكأنها من عباد البراهمه ...وعجبت لسعي الدهر بيني وبينها ... فلما انقضى مابيننا سكن الدهر ..حياتي محطات شائكة متنقلا بين البدو والحضر ولازلت اتذكر واتصبر يساورني الحنين للقرية كلما تقدمت بي السنون اتذكر عيشة الباديه وبجانب وادينا ..وياجارة الوادي طربت وعادني ...مايشبه الاحلام من ذكراك ...ووالله ماتركت دار ولابلد إلا وبكيت على فراق ماتركت فذكرهم يازمن كيف كنا ..!