مقالات وكتابات


الإثنين - 29 أكتوبر 2018 - الساعة 03:40 م

كُتب بواسطة : علي بن شنظور - ارشيف الكاتب



من خلال تجربتي الشخصية ومتابعتي لمجريات حوارات سابقة

ووقوفي على الخلافات,
يمكن لنا القول ان هناك انعدام ثقة وفقدان المصداقية في الحوار , فانعدام الثقة عكس نفسه على عدم تحقيق تقارب جنوبي, إذ لايمكن للتقارب ان يتحقق في ظل انعدام الثقة..

والواقع أن هناك مكونات أوشخصيات فاعلة ومؤثرة لاتوجد لديهم مشكلة في الحوار الجنوبي فهم معه وممن يدعون له, ولكن فهم بعضهم للحوار مع التقدير لهم,أنهم يريدون حوار مع المتفق معه وليس المختلف معه, أو حوار وفق مايرونه هم مناسبا للحوار وليس مايتعامل مع الواقع وان الحوار الهدف منه معالجة خلاف.

أو العكس من ذلك..
نجد البعض يرى أنه لايمكن الدخول في اي حوار يدعو له اي طرف جنوبي فاعل يمتلك القدرة أفضل من غيره على جمع الناس, الّا اذا عدنا لنقطة الصفر أوحوار المارثون القديم الذي لم ينتج عن حلولا في السابق يلمسها الناس في الواقع.

وهذا التشدد بين الطرف الأول والطرف الثاني, يفشل عملية اي تقارب جنوبي أوحوار, حتى لو كانت مواقف من يتبنون ذلك الطرح, صادقة ووطنية وكانوا من خيرة الناس, غير ان انعدام المرونة في طرحهم وخطابهم, أو انعدام الثقة بالآخر, تظل حجر عثرة أمام اي تقارب للخروج من الخلافات القائمة.

كما أنه يؤسفنا ان ينظر البعض الى من يدعون للتقارب وطي صفحات الماضي أويسارعون في التعاطي مع دعوات الحوار ,على أنها قد دفعتهم الحاجه وظروفهم للحوار وكانه حوار يهدف لمعالجة قضايا خاصة, فيساوون بذلك بين الجميع ممن يفكرون في الحوار, في صورة مع التقدير لأصحاب هذا التفكير لاتنم عن حكمة سياسية, بل ربما من سيفسرها على أنها تخويف وإرهاب للبقية من دخول الحوار..!

أو في الاتجاه الثاني مع الأسف نجد من يصفون من يطالبون بالحوار وفق أسس للعمل المشترك على أنهم يبحثون عن مواقع ومناصب, وكانها شركات استثمار تجارية لايحق لأحد التفكير فيها وليست كيانات وطنية تؤكد أنها جامعة وليست خاصة..!!

علينا ان ندرك انه لايمكن لاي طرف ان يكون موفقا في اي مشروع جامع, وهو لايرى الّا رؤيته وفكرته صحيحة ومادونها مجرد اضغاث أحلام أوانتهازية..!!


وفقكم الله لكل خير
وطهر قلوبكم من الكراهية بينكم أو لغيركم فما اعظم ان يعيش المرء وهو يثق باخوانه ولايحمل في قلبه غير الود والخير للبقية.

علي بن شنظور
29 اكتوبر 2018