مقالات وكتابات


السبت - 27 أكتوبر 2018 - الساعة 06:34 م

كُتب بواسطة : الشيخ أحمد المريسي - ارشيف الكاتب



المشترحه هي كلمة نتداولها كلنا خاصة في مدينة عدن والمدن المجاورة لها كمدينة لحج وابين بالذات للتقارب الجغرافي و الثقافي والتراثي والفني وكثير من العادات والتقاليد فيما بينهم.


المشترحة هي مجموعة من النساء الذين يعملون ويحترفون مهنة الضرب على الطبول(المرواس والهاجر)(العزف).

المشترحة علامة ودلالة على الفرح والسعادة في كثير من المناسبات وخاصة الأفراح والأعراس السعيدة ولها ميزة خاصة عند النساء.


وهناك تشابه وتقارب كبير بين المشترحه النسائية وبين العازفين(المطبلين)من الرجال برضه في المناسبات السعيدة والأفراح والمهرجانات وغيرها.

منهم من يضرب(يعزف) على الطار واخر على الدف والدربوجة والإيقاع ومختلف الطبول.

وكان الناس هم من يبحثوا عنهم ويأجروهم ليسعدوهم في افراحهم ومناسباتهم السعيدة ويقع فيها الرقص (الشرح بأنواعه ويتخللها الرفده والنقط من قبل المشترح او المشترحه.


ومانحن بصدده اليوم الفرق الكبير والشاسع بين مشترحه الأمس ومطبلين ومشترحه اليوم.

اليوم كل شخص نافذ وكل مسؤول وزير ومدير معه مطبل في صحيفة معينه اوموقع معين او قناة معينه؛احزاب وجماعات وكيانات كلهم معتمدين على نشر برامجهم وكل ما ينهجوه ويخطط لها لإقناع الناس والموطنين البسطاء وحتى للأسف بعض النخب والمثقفين الذين ينجرون وراء التطبيل.

المهم الرفده ،النقط،الدفع المسبق من شان تشتغل المشترحه سوا ويعملوا على استمالة المشترحين من السدج وإغوائهم.

المهم عندهم يضربوا الطبل لمن يدفع ومش مهم لمن يطبل لخائن او عميل او فاسد او ابن سبعين كلب وابن حرام.

لايهمه شعب يموت من الغلاء والفقر والجوع ويأكل من القمامة مش مهم تنتشر الرديلة والمخدرات والفسوق مش مهم تغلق مدارس ويجهل شبابنا واجيالنا مش مهم تسرق وتنهب مؤسساتنا وتستغل خيراتنا مش مهم يطمس ويطمر تاريخنا وحضارتنا مش مهم يتجاوز الظلم والقهر مداه.

المهم عندهم المشترحه شغاله والطبل شغال والغاوي ينقط بطاقيته بفلوسه بكرامته بشعبه بوطنه ويمكن حتى بع......نحن نعيش عصر التطبيل والتهليل والتزمير.


#المريسي