مقالات وكتابات


الجمعة - 26 أكتوبر 2018 - الساعة 11:58 م

كُتب بواسطة : علي عسكر - ارشيف الكاتب


من منا كان يتوقع أو حتى يفكر مجرد تفكير أن توصل اﻷوضاع في عدن إلى هذا الحد من التدهور المخيف

واللا معقول!!
عدن التي كانت يضرب بها المثل في المدنية والسلم اﻷجتماعي أضحت مدينة تعج بكافة أنواع اﻷسلحة المختلفة!!
لقد أنتشرت في عدن وبصورة واضحة ظاهرة حمل السلاح التي أصبحت فجه وإستفزازية فحيث ما وليت نظرك تجد أمامك اشخاص من مختلف الأعمار يحملون السلاح مع كامل عدته من جعبه وسكاكين وقنابل ومخازن رصاص يخيل لنا منذ الوهلة الأولى أنهم ذاهبون أو قادمون من جبهات القتال!!
تجدهم في كل مكان المستغرب له هو أن الكثيرين بلباس مدني
لا تعرف إلى أي وحدة عسكرية أو أمنية ينتمون ولايمكن التمييز بينهم وبين البلاطجة في شيء!!
تجدهم في كل حارة وشارع يزاحمونا في الطرقات والاسواق ويتجولون بكل حرية
بلا حسيب أو رقيب!!

كيف يسمح لهم قادتهم بالخروج بتلك الصورة المستفزة وهل من المنطق والضرورة لهؤﻻء أن يخرجوا بالاطقم العسكرية لغرض شراء القات والسجائر وبهذه الطريقة العنترية!!
والله أقولها بصدق وأمانة لم أكن أتوقع في يوم من الأيام أن توصل مدينة عدن إلى هذا المستوى، عدن تلك المدينة الحضارية والراقية في كل شيء والمسالمة وناسها الطيبين هكذا وبكل بساطة تحولت إلى مدينة مكتظة بالمسلحين!!
عدن التي كانت إلى العهد القريب مثاﻵ يحتذى بها...
عدن التي يسكنها الجميع ويرتبط أهاليها بوشائج قوية راسخة رسوخ جبل صيرة وشمسان ..
عدن التي كانت ترفض العنف بجميع أشكاله على الرغم من الظلم والتعسف بل والقتل الذي كان يمارس ضد مواطنيها رفضت أن تنجر لمربع العنف والعنف المضاد!!

ماذا حدث في عدن بعد حرب الحوثي؟! وكيف سمحتوا أن تتحول عدن إلى مجاميع ومليشيات مسلحة وكيف صارت مناطقها مجرد إقطاعيات خاصة يديرها أفراد بنظام البلاطجة!!
كنا في الماضي نشكو من نظام المخلوع صالح وزبانيته الذين أستباحوا عدن بعد انتصارهم بحرب صيف 94م فصبرنا على تلك الممارسات اللاانسانية وأثمر الصبر على دحر كل الأشخاص الذين عاثوا بالفساد في عدن وأهلها دون رجعة خلال حرب الحوثي 2015م.
وما أن وضعت تلك الحرب اوزارها حتى ظهر لنا من يبحثون عن المقابل والثمن جراء صمودهم لتنكشف وجوههم القبيحة واقنعتهم المزيفة فلم يكن هدفهم الرئيسي الدفاع عن الأرض والعرض بل التكمله حيث انتهى عفاش!! نشاهد السباق المحموم والبسط على ما تبقى من أراضي ومتنفسات بل وتعدى الأمر إلى إغتصاب قطع وأراضي سكنية خاصة بالمواطنين وبقوة السلاح!!

ما يحدث اﻵن في عدن هو تجسيد حقيقي للبلطجة والاستقواء وكل ماعليك فعله هو اختيار الموقع الذي تريده ودفع المبالغ الخيالية ليتم تأمين عملية البناء بحراسة وأطقم عسكرية وعلى عينك يامواطن وياقانون!!
لقد انتشرت بعض الظواهر الدخيلة والشاذة في عدن كأختطاف الفتيات واﻷطفال وكذلك اﻷغتصاب والجرائم البشعة، كما انتشر تعاطي الحبوب المخدرة بشكل كبير وملفت للنظر والهدف تدمير شبابنا والذي ربما تكون هذه الحبوب هي السبب المباشر لتلك الجرائم التي لا يقرها دين
ولا أعراف ولا يقبلها العقل البشري!!

كما أستغرب من إزدهار تجارة السلاح في عدن حيث يتم البيع والشراء في مختلف أنواع السلاح والغالبية منها أسلحة حديثة قد تكون من ترسانة دول التحالف العربي التي زودتها للفصائل الخاضعة لها حيث تجد طريقها مباشرة لسوق السلاح!!
أين الرقابة وأين من يستنكر ذلك؟! هكذا وبكل بساطة ويسر يتم بيع أدوات القتل على أرصفة الشوارع في عدن!!
يارئيس الجمهورية..
ياحكومة الشرعية..
ياتحالف عربي..
ما يحدث في عدن أنتم من تتحملون تبعاته ..مايحدث في عدن غير مقبول وصمتكم وغض الطرف عن التدهور لا يعفيكم من تحمل المسؤولية!!

أين العقلاء .. وأين من كانوا يتغنون بحبهم لعدن!!
أين الذين تهمهم مصلحة عدن ومواطنيها من كل هذه الممارسات القبيحة في عدن!!
لماذا السكوت الذي يثير الريبة!!
هل وصلتم لمرحلة الاقتناع والقبول للوضعية التي وصلت إليها عدن، وبهكذا حال سترضون بها!!
هل أنتم مقتنعين بإن هؤلاء القوم المتحكمين بكل شيء في عدن قادرون على قيادة وبناء دولة الجنوب القادمة يامن تزعمون أن الانفصال بات وشيكآ !!
وهل هذا أفضل نموذج لدينا والذي نستطيع من خلاله البحث عن جنوبنا المفقود!!
الذي يحز في النفس هو رغم توفر جميع الأسلحة بمختلف أنواعها والكم الهائل من القوات والمسميات والفصائل العسكرية والأمنية لم يشفع لمدينة عدن ومواطنيها في أن تنعم بالأمن والاستقرار!!
كيف سمحتم لعدن أن تصبح مدينة مفتوحة لكل ماهو قبيح ومذموم!!

سئل حذيفة بن اليمان رضي الله عنه :
متى يعلم المؤمن أنه فتن؟؟
قال: ما كان يراه باﻷمس حرامآ ..يراه اليوم حلاﻵ فقد فتن..
فلنسأل القائمين عن عدن :
هل لازال الحرام عندكم باﻷمس..حرامآ عندكم اليوم؟!
سأقول كلا والف كلا فعدن باتت مدينة مفتوحة لكل شيء وأصبحت كلمة حرام..كلمة منبوذه .. نحن من شرعنا لهم إستباحة عدن بصمتنا المخزي والجبان تجاه تصرفاتهم الوقحة .. نحن الذين جعلناهم يفتتنون فصار الحرام عندهم حلاﻵ .. كيف يعقل من يطالب اﻵن بفتح تحقيق عاجل للأسباب وراء الوفيات الناجمة عن تعاطي الخمور البلدي بينما كانوا صامتين صمت آهل القبور عندما تم إغتيال أئمة المساجد وكل اﻷنفس البريئة التي إزهقت بالباطل وبدون وجه حق!!
إﻵهي مثلما جعلت اﻷبطال يستشهدون فلا تجعل اﻷنذال يحكمون!!
أخيرآ...
ذو العقل يشقى في النعيم بعقله
وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم...