مقالات وكتابات


الجمعة - 26 أكتوبر 2018 - الساعة 12:57 ص

كُتب بواسطة : عبدالناصر بن حماد العوذلي - ارشيف الكاتب


المتتبع الحصيف لعمل وأداء الحكومة السابق برئاسة الدكتور أحمد عبيد بن دغر وعلى مدى فترة تولي هذه الحكومة للعمل ونزولها الى المحافظات المحررة يرى أن هذه الحكومة وضعت أمامها عدة عراقيل ولم تستطع أن تنفذ برنامجها الوطني والتنموي في ظل وضع أمني متدهور لم يكن يسمح للحكومة بأن تشرع في وضع أسس البناء والتعمير وذلك لعوامل عديدة

ليس من ضمنها فشل رئيس الوزراء السابق بل لقد أثبت الدكتور أحمد عبيد بن دغر أنه قادر على التعاطي مع الواقع غير أن هناك عوامل إخفاق كانت مفتعلة ووضعت أمام الحكومة السابقة جملة من العراقيل والتي كانت مدعومة من جهات لها اجندات وأهداف خبيثة تسعى لتنفيذها من خلال عدم إفساح المجال للحكومة بالعمل على الأرض لتحقيق النمو الاقتصادي وتحقيق ابسط معدلات الاستقرار السياسي والاقتصادي هذه الجماعات التي درجت على تنفيذ مخططات أجنبية هي التي اعاقت الحكومة من تقديم خدماتها للجماهير وهذه الجماعات تهدف إلى تشويه الشرعية بشكل عام وإيهام الجماهير أن الحكومة الشرعية غير قادرة على العمل وتقديم الخدمات والدفع بعجلة التنمية ونحن نعلم ذلك وندرك أن الحكومة السابقة وضعت لها العربة أمام الحصان ما اعاقها وشل حركتها

في مقالي السابق ظن البعض أني هاجمت الدكتور أحمد عبيد بن دغر وأنني اقف ضده وهذه غلط فالدكتور تربطني به علاقة طيبة ونذكر له مواقف وطنية عديدة وقف فيها طودا" شامخا مثل أحداث يناير الماضي في عدن واحداث سقطرى لسنا ضد بن دغر ولكنني وضحت في مقالي السابق أن مكتبة الإعلامي الغير متخصص في مجال الإعلام وسكرتيرة الصحفي الغير مؤهل لمثل هذا المنصب لعدم حصافته وعدم إتزانه في ترشيد الخطاب الإعلامي لرئاسة الوزراء بحيث لايرتقي بها اعلى من رئاسة الجمهورية لأن في ذلك مخالفة للبرتوكول المتبع في مثل هذه الحالات وكنا نعلم أن السكرتير الصحفي لرئيس الوزراء سيدخل بن دغر في متاهه وقد صدق ظننا وتوقعنا ونحن نكن للدكتور التقدير والاحترام وهذا توضيح لما سبق نشره لإزالة اللبس فأنا انتقدت سياسة غمدان والحكمي فهما سبب إخفاق الرجل وهما من اوصلاه الى هذه المواجهة مع رئاسة الجمهورية وإقالته

لكن على مستوى عمل الحكومة السابقة فقد عملت بحسب المتاح رغم وجود فساد في أروقتها ولكنها كانت على الأرض تحاول العمل وإيصال الخدمات الى كافة الناس ومع ذلك فقد وقفت أمامها قوى أصرت على عرقلة عملها ونجحت هذه القوى التي نفذت مخطط قذر وغير وطني في اعاقتها وتجميد عملها

واليوم نحن أمام حكومة جديدة أو قل أمام رئيس حكومة جديد فما هي مؤشرات نجاح دكتور معين عبدالملك ؟ وهل هناك عوامل مساعدة له لتجاوز الأزمة الاقتصادية والسياسية والأمنية ؟ وهل ستفتح أمامه مؤسسات الدولة الإيردية مثل الميناء والمطار وتصدير النفط والغاز وتصدير منتجاتنا من مختلف السلع أم أنه سيظل يقبع في المعاشيق مثل سلفه وفي مثل هذه الحالة سيظل الشعب هو من يدفع الفاتورة من قوته وحياته


وذلك أننا من خلال متابعتنا لما سلف فإننا نرى نفس المعضلة فالحكومة الجديدة ستواجه نفس عوامل الإخفاق الذي اعترى سبيل الحكومة السابقة ونفس المعوقات إذا" فما هو الحل ؟ لايمكن أن تعمل الحكومة في ظل مناخ غير مستقر أمنيا وسياسيا فوجود الجماعات المسلحة خارج إطار وزارة الداخلية والدفاع فإن الحكومة ستواجه نفس الإخفاقات والإرهاصات ولايمكن أن تقوم تنمية في عدم استتباب الملف الأمني فالمثل يقول وفر لي أمن أوفر لك تنمية وهذا مثل شائع وهو يحاكي الواقع

واذا لم توضع خطط وقائية وتمهيدية تؤسس للحكومة موضع قدم وافساح المجال لها للعمل وتدشين المؤسسات الحكومية وتعاون التحالف في ذلك فلن تقدم الحكومة شيء ولابد من الجلوس مع التحالف وعلى رأسه المملكة العربية السعودية وهي الدولة المحورية وصاحبة اليد الطولى والكلمة الفصل في كل شيء وعليها تقع المسؤولية لمساعدة الحكومة الشرعية في العمل على إيصال خدماتها الى الشعب

وعلى الشرعية أن تكون حازمة وحاسمة في هذا الملف إذا كانت تمتلك عناصر القوة. والدعم من التحالف فعليها أن تصنع مناخ ٱمن أمام الحكومة ومساعدتها على العمل مالم فإننا أمام إخفاق جديد ولن تقدم الحكومة شي، وهناك من يعيقها ويعرقل سيرها

ومن أجل ذلك لابد من إصلاح الخارطة السياسية في الجنوب وتفعيل دوره الحيوي وعدم القفز على حيثيات القضية الجنوبية وإشراك الجميع في عملية البناء والتنمية ومن أجل الوصول إلى إستقرار أمني لابد من الوقوف على قواسم مشتركة وحتى نصل إلى ذلك ينبغي للشرعية أن تضع معالجات وهذه المعالجات تنطلق من النقاط التالية

1. ) الدعوة إلى مؤتمر جنوبي جنوبي جامع تدعى إليه كافة القوى السياسية الجنوبية بما فيها الإنتقالي والحراك الجنوبي السلمي وقوى المقاومة والإئتلاف الوطني الجنوبي والوقوف على كل مايعترى ملف القضية الجنوبية والخروج بقيادة توافقية تكون مؤهلة لتمثيل الجنوب وفقا لما يطرح في ذلك المؤتمر

2 ) في ظل عدم قدرة الشرعية على الحسم العسكري في عدن وعدم تمكنها من بسط سيطرتها على. تلك المحافظات فعليها الدخول في حوار مع الإنتقالي والقوى المعارضة والخروج باستخلاصات ترأب الصدع وتكون بداية لتفاهمات مستقبلية شريطة أن يكون الحوار وفق مرجعيات الشرعية والثوابث الوطنية وتحت بند عدم إقصاء الٱخر وخصوصا أننا نتحاور مع الحوثيين وهم من أسقطوا الدولة وجرفوا مؤسساتها وهدموا البيوت والمساجد وغيروا المناهج الدراسية وبالتالي فإن الحوار مع رفاق السلاح اكثر صوابية ومن خلال الحوار سنصل إلى مخارج نستطيع أن نبني عليها عهد جديد

3 ) دمج وتأطير كل الجماعات المسلحة في إطار الداخلية والدفاع بالتعاون مع الأشقاء في التحالف وحتى تكون كل القوى الأمنية تحت إطار الدولة وتحت قيادتها وتصرف معاشات هذه القوى عبر المؤسسات التي أطرت فيها

4 ) الاشراف العام من التحالف على عملية الدمج والتزامه بتوريد مخصصاتهم المالية عبر مؤسساتهم

واعتقد أننا يجب أن نتنازل لبعضنا البعض فالعدو الحقيقي هم الحوثيون ومشروعهم الذي يريد طمسنا وطمس هويتنا جميعا

عبدالناصر بن حماد العوذلي
28 أكتوبر 2018